
كان الهواء بارداً ذلك الصباح من ديسمبر 2024 عندما خرج رمكو إيفينبول لتدريب روتيني. لم يتخيل أن اصطدامه بسيارة بريد سيغير مسار حياته. سمع صوت الزجاج ينكسر، وشعر بألم مبرح في كتفه وأضلاعه. “لحظة واحدة غيرت كل شيء”، كما قال لاحقا.
في المستشفى، اكتشف الأطباء كسرا في عظم الكتف الأيمن، عدة أضلاع مكسورة، وإصابة خطيرة في يده. ولكن الأسوأ كان ما اكتشفه بعد أسابيع: إصابة عصبية في كتفه من الحادث نفسه الذي تعرض له في طواف إقليم الباسك قبل عام. “لو كنت لاعب كرة سلة أو تنس، لانتهت مسيرتي الآن”، قالها بإحساس مرير.
الظلام والأمل
الألم الجسدي لم يكن أسوأ ما عانى منه. الليالي الطويلة في غرفته المعتمة، الأفكار السوداء التي كانت تطارده: “هل سأتمكن من العودة؟ هل سأكون كما كنت؟”.
في تلك الأيام القاتمة، كانت أومي ريان، زوجته المغربية، شمعة نوره الوحيدة. كانت تمسك بيده وهو يبكي، تقرأ له آيات من القرآن، وتعلمه كيفية الصلاة. “الإسلام علمني الصبر”، اعترف رمكو فيما بعد. في إحدى منشوراته على إنستغرام، كتب لها: “أنتِ من أنقذتِ مسيرتي. بدونكِ، لكنت استسلمت”.
العودة إلى النور
الأول من فبراير 2025. يوم لن ينساه إيفينبول أبدا. لأول مرة منذ الحادث، استطاع أن يركب دراجته في الشارع. اختار إسبانيا مكانا لبداية جديدة:
- أسابيع في كوستا بلانكا حيث كان يتدرب تحت شمس الشتاء الدافئة.
- ثم انتقل إلى سييرا نيفادا لتدريبات المرتفعات، بعيدا عن ضجيج العالم.
كان يتدرب وهو يتألم، لكن عينيه كانتا على هدف واحد: العودة إلى السباقات.
الانتصار غير المتوقع
13 أبريل 2025. خط النهاية في فليش برابانسون. الجميع يتحدث عن فان أرت، لكن رمكو فاجأ العالم. في اللحظات الأخيرة، اندفع كالبرق، متغلبا على منافسه في سباق مثير.
بعد أسبوع، في أمستل جولد ريس، سقط مبكرا. الجميع ظن أن الفرصة ضاعت، خاصة مع أداء بوجكار المذهل. لكن رمكو، بعقلية المحارب، نهض من جديد. في آخر 8 كيلومترات، كان يتقدم بثبات، ليحقق المركز الثالث وسط ذهول الجميع.