أين وصل قانون تسوية أوضاع المهاجرين بلا وثائق في إسبانيا؟
مر عام كامل على بدء المناقشات البرلمانية حول القانون الذي يهدف إلى تسوية أوضاع أكثر من نصف مليون مهاجر في إسبانيا، دون أن تحقق المفاوضات أي تقدم ملموس. لا تزال الخلافات تعرقل صياغة نص يتوافق عليه الائتلاف الحكومي المعقد، بينما تضغط “سومار” على الحزب الاشتراكي (PSOE) لتحفيز الشركاء المتلكئين في المصادقة على هذا القانون.
مبادرة شعبية بدعم 900 منظمة
جاءت فكرة تسوية أوضاع المهاجرين بشكل شامل إلى البرلمان عبر مبادرة شعبية حظيت بتوقيع أكثر من 600 ألف مواطن، بالإضافة إلى دعم 900 منظمة مجتمع مدني. وافق عليها 310 نائبا، بما في ذلك حزب الشعب (PP)، بينما عارضها “فوكس” فقط. لكن الخلافات التي ظهرت منذ الجلسة الأولى لا تزال قائمة حتى اليوم.
جمود المفاوضات وتعارض التعديلات
تشير جميع الأطراف إلى توقف المفاوضات وغياب التقدم. ففرق العمل التي تحاول صياغة تقرير مبدئي (المرحلة السابقة للجنة البرلمانية) لم تتمكن من تجاوز التناقضات بين التعديلات المقدمة، خاصة من “جونتس” و”PNV”، والتي تشترط حصول المهاجرين على عقد عمل أو وضع لجوء للاستفادة من القانون.
من جهتها، تحذر حملة “تسوية الآن” من أن هذه الشروط قد تحوّل القانون إلى إجراء “إقصائي”، وتطالب بالحفاظ على “جوهر المبادرة” الذي يركز على تسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين دون شروط مسبقة.
اتهامات بالعجز السياسي وانتظار صفقة كاتالونيا
يتهم بعض اليساريين “جونتس” بعرقلة العملية انتظاراً لاتفاق نقل صلاحيات الهجرة إلى كاتالونيا، وهو مشروع قانون مقدم من الحزب الاشتراكي و”جونتس” لكنه لم يتحرك بعد. في المقابل، يعتقد آخرون أن الحل يعتمد على إرادة الاشتراكيين، الذين سبق وحصلوا على دعم أحزاب أخرى عبر صفقات سياسية.
ضغوط على PSOE وتخوفات من إصلاح قانون الهجرة
انتقدت الناطقة باسم “سومار”، فيرونيكا مارتينيز، تأخر الاشتراكيين: “لا مزيد من التأخير أو تخفيف النص. إما أن تكونوا مع الحقوق أو مع العنصرية”.
من جانبها، تفضل الحكومة الإسبانية تسهيل شروط الإقامة عبر تصريح إقامة “الجذور الاجتماعية“ (متطلبات أقل صرامة) بدلا من تسوية أوضاع المهاجرين بطريقة شاملة. كما أقرت مؤخرا إصلاحا لنظام الهجرة (يدخل حيز التنفيذ في 20 مايو) قد يساعد 300 ألف شخص، لكنه يزيد صعوبات توثيق طالبي اللاجئين المرفوضين، ما دفع 10 منظمات، بينها “سايف ذي تشيلدرن” و”كاريتاس”، للطعن فيه أمام المحكمة العليا.
تحذيرات من زيادة المهاجرين غير الشرعيين
تحذر حملة “تسوية الآن” من أن الإصلاح الجديد قد يدفع آلاف طالبي اللجوء إلى العيش في الظل: “يعطون أوراقا بيد ويأخذونها بالأخرى. نريد توثيقا شاملا دون استثناء”.
المصدر: إسبانيا بالعربي.