هل يوجد تفاوت في تكاليف السكن بين الألمان والمهاجرين؟

تشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الألماني (DSB) إلى وجود تفاوت في الإيجارات، وملكية المنازل، ومساحة المعيشة بين الأجانب والمواطنين الألمان. ووفقا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء يوم الأربعاء 21 مايو، يدفع الأجانب المقيمون في ألمانيا في المتوسط إيجارا أعلى بنسبة 10% من المواطنين الألمان للسكن.
تكشف هذه الأرقام، المستندة إلى تعداد عام 2022، أن الأشخاص غير الحاصلين على الجنسية الألمانية دفعوا في المتوسط 7.75 يورو للمتر المربع كإيجار صافٍ، أي أكثر بنسبة 9.5% من متوسط 7.08 يورو الذي يدفعه المواطنون الألمان.
يشير الإيجار الصافي إلى الإيجار الأساسي باستثناء المرافق، مثل التدفئة أو الكهرباء، ويُحسب لجميع عقود الإيجار قصيرة وطويلة الأجل.
يُستخدم الإيجار الصافي كمعيار موثوق لمقارنة إيجارات الشقق ذات المساحات المختلفة نظرًا لثباته لكل متر مربع، وفقا لمكتب الإحصاء.
تُظهر البيانات ذات الصلة من تعداد عام 2022 أن سوق العقارات الألماني يعاني من تفاوتات كبيرة في الإيجارات. على الصعيد الوطني، بلغ متوسط صافي الإيجار 7.28 يورو للمتر المربع. ومع ذلك، كان هذا المتوسط أعلى بكثير في المدن الكبرى. على سبيل المثال، سجلت ميونيخ أعلى متوسط صافي إيجار بين المدن الكبرى، حيث بلغ 12.89 يورو للمتر المربع. وجاءت فرانكفورت في المرتبة الثانية بمتوسط 10.58 يورو، تليها شتوتغارت بمتوسط 10.39 يورو، ثم هايدلبرغ بمتوسط 10.02 يورو. أما العاصمة برلين، فقد بلغ متوسط الإيجار 7.67 يورو للمتر المربع.
منازل أصغر، وتكاليف أعلى
يُعد حجم الشقة عاملا رئيسيا في هذا التفاوت في الإيجارات. فالأجانب أكثر ميلا للسكن في منازل أصغر، وعادةً ما تكون أسعار المتر المربع أعلى. في عام 2022، سكن 25% من الأجانب في شقق تقل مساحتها عن 60 مترا مربعا، مقارنة بـ 12% فقط من الألمان.
بلغ متوسط إيجار هذه الشقق الصغيرة 8.01 يورو، أي أعلى بنسبة 15.6% من متوسط إيجار الشقق الأكبر، والذي بلغ 6.93 يورو. سكن الأجانب شققا بمتوسط مساحة 85.7 مترا مربعا، بينما سكن الألمان منازل أكبر، بمتوسط مساحة 109.6 مترا مربعا.
تُبرز البيانات أيضًا فجوةً كبيرةً في امتلاك المنازل. فبينما كان 54% من الألمان يسكنون في منازلهم الخاصة في عام 2022، لم يكن سوى 22% من الأجانب مالكي منازل. وكانت الغالبية العظمى من الأجانب مستأجرين لمنازلهم.
وفيما يتعلق بمدة إيجارهم، عاش أكثر من نصف المواطنين الألمان، أو حوالي 51%، في نفس المنزل لمدة عشر سنوات أو أكثر، مقارنةً بـ 20% فقط من الأجانب.
التمييز في سوق الإسكان
تتفاقم أزمة الإسكان في المدن الألمانية الكبرى، مثل برلين وميونيخ وفرانكفورت. كما تشهد برلين، التي كانت تُعرف سابقا بأسعارها المعقولة، زياداتٍ كبيرةً في الإيجارات.
وفقا لدراسة أجرتها جمعية مستأجري برلين، لا يستطيع حوالي ثلث أسر برلين تحمل تكلفة استئجار شقة بسعر السوق، بينما يتلقى أكثر من نصف مستأجري المدينة إعانات حكومية نظرًا لانخفاض دخلهم.
ووفقا لدراسة شاملة أجرتها الوكالة الألمانية لمكافحة التمييز (Antidiskriminierungsstelle des Bundes)، لا يزال التمييز في سوق العقارات الألماني مشكلة واسعة الانتشار ومتجذرة، لا سيما بين الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة.
أفاد حوالي 35% من الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة بتعرضهم للتمييز العنصري أثناء بحثهم عن شقة. ويعتقد 83% منهم أن العنصرية تلعب دورا متكررا في قرارات الإيجار، مما يجعل قطاع الإسكان من أكثر القطاعات تعرضا للتمييز.
يتراوح التمييز في الإيجار المُبلغ عنه بين رفض المُلاك معاينة الشقق والمطالبة بإيجارات باهظة وإطلاق تعليقات مسيئة عن المتقدمين. وفي بعض الحالات، أفادت التقارير أن المُلاك رفضوا المتقدمين رفضا قاطعا بسبب أسمائهم الأجنبية.
ومع ذلك، غالبا ما تظل حالات التمييز دون الإبلاغ عنها، لا سيما بسبب صعوبة إثبات التحيز وغياب الوعي العام بالحماية القانونية التي يوفرها قانون المساواة في المعاملة. ورغم أن القانون يحظر التمييز على أساس الأصل العرقي، إلا أنه يعاني من بعض الثغرات. فعلى سبيل المثال، يمكن لمالكي العقارات الذين يتشاركون السكن مع مستأجريهم اختيار مستأجريهم قانونيا بناءً على تفضيلاتهم الشخصية.
مجالس التكامل ومكاتب التكامل والهجرة
غالبا ما تكون هذه المكاتب جزءًا من الإدارات البلدية، وتقدم الدعم والمشورة للمهاجرين بشأن قضايا السكن والتمييز. يمكنك العثور عليها على موقع مدينتك الإلكتروني بالبحث عن “Integrationsbeauftragte” أو “Migrationsberatung”.
استشارات الهجرة للمهاجرين البالغين
(Migrationsberatung für Erwachsene (MBE))
هذه منظمات خيرية تقدم استشارات متعددة اللغات حول السكن والتمييز والحقوق.
إسبانيا بالعربي.