سلايدر

ماذا تعرف عن أحفاد الأمويين في إسبانيا اليوم؟ عائلات عريقة تتوارث السلطة والجاه

تشير معظم الدراسات التاريخية التي أجريت في إسبانيا حول الحقبة الإسلامية لإسبانيا إلى أن تأثير المسلمين في الثقافة والهوية الإسبانية يتجاوز العمران والتراث الملوس إلى الإرث غير المادي مثل الأسماء التي لا تزال بعضها شاهدة على تلك الحقبة رغم معاناتها من بعض التحوير أو التحريف لتناسب الناطقين باللسان الإسباني، باعتبار أن أصلها عربي. ومن بين الألقاب العربية الأكثر حضوراً اليوم في المشهد الثقافي والسياسي والاقتصادي الإسباني نجد لقب “بن أمية” أو كما ينطق باللغة الإسبانية بنخومية Benjumea.

أصل التسمية

ويشير بعض المؤرخين مثل علي الكتاني إلى أن لقب Benjumea وكل التغييرات التي حدثت له (بنخوميا، بن حميدا، بنوميا، ألوميا، بنهوميا) يأتي أصله من الاسم العربي ابن أمية، وبالتالي فإن حاملي هذا اللقب هم مرتبطون بالسلالة الأموية الأسطورية التي حكمت الأندلس في فترة أوج قوتها وعظمتها.

التوزيع الجغرافي للقب

ويعد هذا اللقب نادر جدًا ويتوزع في جميع أنحاء إسبانيا، على الرغم من أن معظم العائلات التي تحمل هذا اللقب تعيش في إقليم الأندلس وبالتحديد في مقاطعة قادس، كما يمكن العثور عليه في إشبيلية وإقليم مدريد، وبنسبة أقل في مالقة وفالنسيا وبرشلونة، إلخ.

وتعد الصيغة الأكثر شيوعاً للقب هي Benjumea، حيث يتواجد أكبر عدد من العائلات التي تحمل هذا اللقب بعاصمة إقليم الأندلس، أي مقاطعة إشبيلية.

ووفقاً لعالم اللغة الإسباني، غوتييري تيبون، فإن Benjumeda هو أحد أشكال Benjumea، وهو لقب يعود أصله للغة العربية – ben-، بمعنى “ابن”، أو “سليل”، و-Umeya- أي اسم السلالة الأموية الشهيرة.

ويضيف اللغوي الإسباني أنه “كانت هناك عائلة قديمة تحمل هذا اللقب في بلدة لا بويبلا دي كاثايا (إشبيلية)، والتي انحدر منها أحفاد بنخوميا المعروفون اليوم، وأصبح أبناء تلك العائلة معروفون باسم “هيدالغو” من قبل الديوان الملكي في غرناطة (دون وجود أي مرجع تاريخي حول كيف تم هذا التغيير). ويمكن أن يكون ذلك بسبب محاكم التفتيش التي أقيمت لملاحقة كل المسملين.

سجلات بلدات الأندلس

وبالعودة إلى السجلات الإسبانية، تم العثور على الأسماء التالية: دييغو وفرانسيسكو بنخوميا، عام 1763؛ فرانسيسكو بنخوميا، عام 1779؛ فرانسيسكو وماريا ديل روساريو بنخوميا كانو، عام 1809؛ بيدرو بنخوميا مورينو اكابيتان عام 1803، إلخ. كل هذه الأسماء يمكن العثور عليها في السجل العام في Medina Sidonia وPuerto Real وCádiz، كما كانت هناك قديماً منازل لعائلات تحمل لقب بنيخوميدا.

بعد أن قام الملك خوان بإخماد التمرد في ألبوخاراس في القرن السادس عشر، استقر آخر أحفاد الأمويين في فالنسيا، حيث سُمح لهم بممارسة شعائرهم الإسلامية حتى تم طرد المسلمين نهائياً من شبه الجزيرة الإيبيرية.

عائلات ثرية

وتقول الدكتورة، إلينا بوتينا؛ الباحثة في علم الاجتماع بجامعة برشلونة “إن عائلات عربية ما زالت تعيش في إسبانيا حتى اليوم، وبحوزة هؤلاء وثائق رسمية تثبت نسبهم، و15% من هؤلاء ما زالوا معتنقين الدين الإسلامي، وما تبقى منهم هم من أتباع المسيحية، ومنهم عائلات ثرية جدًا، وتم التعرف على أسماء عائلات أموية كثيرة، ومن هؤلاء رجل أعمال إسباني، اسمه خافيير بني أمية؛ أحد أحفاد الأمير محمد بن أمية؛ آخر حاكم عربي في غرناطة، وهو من سلالة «صقر قريش»، الذي قاد معركة البشرات ضد الإسبان عام 1554م”.

ويملك الإخوة بن أمية اليوم ثروات طائلة، وتكفي الإشارة إلى أنهم يملكون شركة الطاقة Abengoa الحاضرة في 70 دولة عبر العالم.

التعرف على الألقاب

وتضيف الخبيرة الإسبانية أنه تم التعرف رسمياً على وجود أحفاد لبني أمية في إسبانيا بعد التكتم على ذلك مئات السنين؛ وذلك خوفاً من محاكم التفتيش الإسبانية.

وما زالت هذه العائلات القرشية تحافظ على طقوسها العربية، وبعدما تم إلغاء العمل بقانون محاكم التفتيش بإسبانيا، الذي كان يجرم أي عربي من أصول أندلسية في إسبانيا.

الهوية الأموية

ولوحظ من خلال بحث أجرته الباحثة الإسبانية، خينيتي غارسيا، بجامعة مدريد عام 2010، أن العائلات الإسبانية من أصول عربية، الذين ينحدرون عن أصل من الأعيان أو الأمراء، حريصون جدًا على نسبهم، فلا يتزوجون إلا من بعضهم -داخل العائلة- وأغلبهم يحرصون على الإقامة في غرناطة بشكل متجاور، كما أن أغلبهم توارث الكثير من العادات العربية.

جذور الهوية العربية في إسبانيا

وفي عام 2010 خلص الباحث، خوليو غارتي، بجامعة برشلونة إلى أن حوالي 10% من سكان إسبانيا، البالغ عددهم حوالي 47 مليون نسمة عام 2014، ما زالوا يحتفظون بكنياتهم العربية، منهم حوالي 11% يحافظ على العادات والتقاليد العربية والطقوس اليومية وحتى طراز المنازل، فيما لا يهتم الباقون إلا بالاسم «اللقب»، كما يبلغ نسبة المسلمين بينهم حوالي 15% وفق بيانات الهيئة العامة للإحصاء -حكومية- الصادرة عام 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *