اسكندراني لموقع إسبانيا بالعربي: بحثت في جوجل عن أصولي وحصلت على الجنسية الإسبانية
شكلت قصة الفلسطينية، هبة اسكندراني، مفارقة غريبة اكتشفت في نهايتها الشابة الفلسطينية اللاجئة في لبنان أن أصول عائلة والدها تعود إلى يهود السفارديم الذين تم طردهم من إسبانيا قبل مئات السننين بعد سيطرة ملوك الكاثوليك على شبه الجزيرة الإيبيرية. وقبل سنتين تقريباً، سنت إسبانيا يسمح لمن يثبت أن أصوله تعود إلى يهود السفارديم بالحصول على الجنسية الإسبانية. وبعد شيوع قصتها، أجرى موقع “إسبانيا بالعربي” حواراً مع هبة اسكندراني لتوضيح مسيرتها مع نيل الجنسية الإسبانية والصعوبات التي واجهتها. وهذا نص الحوار.
إسبانيا بالعربي: كيف اكتشفت أنه يمكنك طلب الجنسية الإسبانية؟
اكتشفت ذلك عبر جوجل، كنت أفتش عن أصولي عبر موقع جوجل، وبقيت أفتش عن أصول عائلة اسنكدراني والجربي، بعد ذلك سبحان الله بعد أول رابط ثاني رابط وجدت معلومات تقول أن عائلة اسكندراني والجربي من أصول يهودية إسبانية، بعدها قرأت في موقع الحكومة الاسبانية أن من يمكنه إثبات أصوله اليهودية الإسبانية يستطيع المطالبة بالجنسية الإسبانية، فالبداية كانت من موقع جوجل.
إسبانيا بالعربي: ما هي الخطوات التي قمتِ بها؟ ومن أين بدأت؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك؟
أول خطوة قمت بها هو البحث عن أصول أجدادي من جهة الأب، بحثت في Googel Scholar وGoogle Archive وغيرها من محركات البحث، كنت كلما أجد معلومة حول الموضوع أرسلها لوالدي مباشرة، ولمّا أخبرت والدي وعائلتي بأن أصولنا يمكن أن تكون يهودية إسبانية، قال لي والدي: مستحيل نحن فلسطينيين، فطلبت منه أن نعمل تحليل الحمض النووي للتأكد من الموضوع، وكانت نتيجة التحليل تؤكد ما قلته أنا.
بعدها طلب مني والدي تعيين محام، وفعلا عينت محام من برشلونة وأخبرته أني اعتقد أن أصولي من يهود السفارديم وأريد المطالبة بالجنسية. سألني ماذا أملك من أوراق إثبات، قلت له: أني أملك معلومات وجدتها أثناء البحث، فقال لي أن هذا غير كافٍ لا بد من هويات ووثائق تثبت هذا الأمر، بدأت البحث عن الوثائق والهويات.
ثم عينت باحث أمريكي مختص في تاريخ اليهود خاصة الذين تحولوا للمسيحية، وفعلا كتب لي بحثاً حول عائلة الإسكندراني والجربي حتى أنه انتقل إلى مدريد وبرشلونة وواصل البحث وفي النهاية وجد أن أجدادي كانوا يسكنون برشلونة، وهناك استطعت الوصول لهوية جدة والدي ووجدت أن أسامي شجرة العائلة كلها يهودية، فلم يكن هناك صلة بالإسلام، إلا اسم جدي، ولا أعلم إلى اليوم متى تحولنا إلى الإسلام لكن في العائلة نفترض أن أجدادي عندما كانوا في مصر تحت الحكم العثماني تحولوا للإسلام.
إسبانيا بالعربي: كونك فلسطينية واكتشفت أن أصولكِ من يهود السفارديم، ما كان موقف المحيطين بك؟ وهل وصلتك بعض ردود الفعل المؤيدة أو الرافضة؟
في البداية لم يكن أحد في العائلة يعرف عن أصوله اليهودية، كلنا كنا نعتقد مسلمون أباً عن جد، لهذا لم أكن أعرف شيئاً عن هذا الأمر، لكن وجدت الكثير من الوثائق وقمت بالبحث عن عثرت على النتيجة. أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتها قبل حصولي على الجنسية، فأول شي وأصعبه كان تعلّم اللغة الاسبانية والنجاح في الامتحانين، لأني لم أكن أعرف شيئاً عن اللغة الإسبانية، وكان لا بد من تجاوز امتحانين باللغة الإسبانية، وكانت الامتحانات ثلاثمائة سؤال عن إسبانيا سياسياً جغرافياً وكل ما يخص إسبانيا وكانت هذه أصعب مرحلة، لكن تجاوزتها ونجحت وأخذت 80 بالمائة، ومن الصعوبات الأخرى التي واجهتها هي إيجاد الأوراق وختم الأوراق في لبنان لأن أغلب أوراق الفلسطينيين حُرقت في الحرب الأهلية، لهذا وجدنا صعوبة في إثبات شهادة ميلاد والدي الذي ولد في لبنان لأنه لم يكن لديه سجل في لبنان فكان هناك صعوبات في أوراق والدي من لبنان.
_بالنسبة لي استوعبت الأمر مباشرة أي كوني فلسطينية من أصول يهودية، بالنسبة لي كلنا أبناء النبي إبراهيم، فلاحظت أن ليس هناك فرق بين اليهودي والمسلم ولا الفلسطيني ولا غيرهم، كلهم نفس الشيء، أظن أن هذه مجرد إيديولوجية صنعها الإنسان ليحدث تفرقة بين الشعوب، لكن نحن في نهاية الأمر نحن نفس الشيء، أما ردود الفعل الأولية من عائلتي، ففي البداية تفاجأ والدي من فكرة أننا يهود، لكن لم تكن هناك ردود فعل عنيفة أو سلبية من عائلتي، أنا تقبلت الأمر وعائلتي أيضاً، لم يكن هناك شيء ليصدمني أو يصدم عائلتي وأصدقائي، لكن بعد المنشور الذي وضعته في الفيسبوك كانت هناك ردود فعل سلبية واتهموني بالخيانة، ثم تلقيت تهديدات من بعض العرب إذا تحدثت مرة أخرى في الموضوع.
إسبانيا بالعربي: كم طالت فترة الانتظار منذ بداية الخطوة الأولى إلى غاية حصولك على الجنسية الإسبانية؟
استغرق الأمر من بداية البحث، والحصول على الوثائق والهويات وختمها، ثم تجاوز الامتحانات وظهور النتائج إلى غاية الحصول على الجنسية حوالي أربع سنوات.