شؤون إسبانية

إسبانيا.. استئناف ترحيل المهاجرين إلى موريتانيا والمغرب يناقش فتح مجاله الجوي

بعد ثمانية أشهر من الترقب، بفعل إغلاق الحدود الذي فرضه الوباء، ستستأنف وزارة الداخلية الإسبانية طرد المهاجرين الذين يصلون بشكل غير نظامي إلى جزر الكناري إلى موريتانيا. وبحسب مصادر مطلعة على العملية، فإن أول رحلة ترحيل ستتم الأسبوع المقبل، كما هو متوقع في العاشر من الشهر الجاري. ويوجد حالياً 23 شخصاً في مركز اعتقال بارانكو سيكو (غران كناريا)، معظمهم من السنغاليين، بينما تظلمراكز هويا فريا، في سانتا كروث دي تينيريفي فارغة.

إعادة الترحيل

وكانت إعادة تنشيط عمليات الترحيل إحدى أولويات الوزير، فيرناندو غراندي مارلاسكا، لمواجهة زيادة ضغط الهجرة الذي تضاعف على الجزر في الأشهر الأخيرة.

ومع إغلاق الحدود بسبب حالة الطوارئ الصحية، تم تعليق رحلات ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم، ولكن مع الفتح التدريجي للحدود، ضاعفت الوزارة الجهود لاستعادة إحدى الأدوات التي تعتبرها أساسية للسيطرة على الهجرة غير النظامية. ولهذه الغاية سافر الوزير إلى موريتانيا في 18 سبتمبر الماضي لإقناع نواكشوط باستقبال المهاجرين السنغاليين والأفارقة المرحلين من إسبانيا.

نواكشوط.. الشريك الإستراتيجي لمدريد

وتعتبر إسبانيا موريتانيا أحد الشركاء الاستراتيجيين في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، وهي، إلى جانب المغرب، الدولة الوحيدة التي تقبل استقبال ليس فقط مواطنيها ولكن أيضاً مهاجري الدول الأخرى الذين “يُفترض أنهم قد عبروا الأراضي الموريتانية” قبل دخولهم إسبانيا بشكل غير قانوني، والذين تشكل نسبتهم 25٪ من إجمالي المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا بين يناير وسبتمبر.

وتعد هذه الاتفاقية، التي تم توقيعها في عام 2003، مهمة لإسبانيا لأنه بفضلها تمكنت الداخلية الإسبانية من ترحيل المهاجرين من جنوب الصحراء بسهولة، حيث ترفض بلدانهم استقبالهم بسبب عدم وجود اتفاقيات ثنائية أو الصعوبات التي تواجهها السلطات في التعرف عليهم.

انتقادات المنظمات الحقوقية

وتعرضت عمليات الترحيل إلى موريتانيا لانتقادات المنظمات الإنسانية منذ إعادة إطلاقها أواخر العام الماضي.

وبموجب ذلك تم ترحيل عدد كبير جدًا من الماليين على متن الرحلات الجوية، بعد هروبهم من واحدة من أفقر البلدان في العالم، والغارقة في دوامة العنف منذ عام 2012، والذين لم يتم إبلاغهم دائماً بحقهم في طلب اللجوء في إسبانيا.

وقد طردت السلطات الموريتانية لاحقاً جزءًا منهم على الأقل إلى بلادهم، وفقاً لشهاداتهم وشكاوى من منظمات غير حكومية ومعلومات نشرتها وكالة الأنباء الموريتانية.

تكثيف عمليات الترحيل إلى موريتانيا

وانتقلت موريتانيا من عدم الظهور في قوائم رحلات الترحيل إلى وجهة مفضلة مع زيادة وصول القوارب إلى جزر الكناري منذ صيف 2019.

وفي العام الماضي، ستة من أصل 19 رحلة استأجرتها وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”، هبطت في مدينة نواذيبو، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وسافر على متن تلك الرحلات 146 شخصاً، معظمهم من جنوب الصحراء الكبرى، وفقاً لمصادر حقوقية تنقل عنها صحيفة “الباييس”.

وبين يناير ومارس 2020، قبل الأزمة الصحية، كانت هناك أربع رحلات أخرى على الأقل سافر فيها أكثر من 160 شخصاً.

فتح خطوط الطيران مع المغرب

وتعمل وزارة الداخلية الآن على إعادة تفعيل عمليات الطرد إلى المغرب، وهو البلد الذي يأتي منه أكثر من نصف المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري في الشهرين الماضيين.

وأعلن الرئيس الكناري، أنخيل فيكتور توريس، الأسبوع الماضي بعد اجتماعه مع القنصل المغربي في لاس بالماس، أحمد موسى، أن الرباط تخطط لإعادة فتح المجال الجوي بالكامل بين 6 و 8 نوفمبر، الأمر الذي سيسمح باستئناف عمليات الترحيل الجوية. لكن موسى أوضح لـ EL PAÍS أنه في تلك التواريخ ستناقش الحكومة المغربية هذه القضية، لكن القرار لم يتخذ بعد.

المصدر: الباييس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *