غرناطة: برك الماء الأندلسية المجاوزة لقصر الحمراء تستعيد ألقها من جديد
قررت وزارة الثقافة الإسبانية ترميم وتجديد البرك والنوافير الموروثة عن العهد الأندلسي الإسلامي والمجاورة لقصر الحمراء في غرناطة، لإحياء وظيفتها الجمالية والعملية كخزان مياه، قبل فتحها للزوار.
وانطلقت الأشغال في هذا المشروع الثقافي التاريخي السياحي، الذي سيستغرق 4 أشهر، وبتكلفة تناهز نحو 131 ألف يورو، غير أن مردوده المالي سياحيا سيكون في المستقبل أكبر بكثير وعلى مدى عقود على الأقل.
وتهتم إسبانيا منذ النصف الثاني من القرن 20 بتراثها العمراني الأثري الإسلامي اهتماما كبيرا وتعمل على حمايته وتثمينه اقتصاديا بإدماجه في النشاطات السياحية.
كما تهتم بإحياء الحمامات العربية في المدن الأندلسية مثل قرطبة وغرناطة ومالقة ومدريد التي تعتمد على بقايا المباني الأثرية القديمة، ويعيش زائروها أجواءً تاريخية تمتزج فيها الأضواء بالموسيقى الأندلسية الهادئة والروائح العطرية من الياسمين وغيره لتحقق لهم الاسترخاء، وما زالت أطلال حمامات أخرى في أنحاء من الأندلس تحتاج إلى الترميم لزيارتها.
ومن أفضل حمامات الأندلس العربية في إسبانيا اليوم؛ أحد أقدم مباني غرناطة والمعروف باسم “البانيويلو”، والذي أُعلن عام 1918 معلمًا أثريًا، وافتُتح عام 1998 من جديد، وتملكه شركة إسبانية شرعت مثل شركات أخرى للاستثمار في هذا المجال بقرطبة ومالقة ومدريد.
وتتوسط الفناء بمدخل الحمام بركة مياه، وتحتوي القاعة الرئيسية للحمام على رواق في شكل ممرّ مزخرف ومسقوف، وتزين الطريق إلى القاعة أقواس على هيئة حدوة الحصان تستند إلى أعمدة ذات تيجان مأخوذة من آثار عمرانية قديمة أُعيد استخدامها في بناء الحمام.
ويتسلل الضوء إلى قاعات الحمام من خلال فتحات أو نوافذ صغيرة مثمنة الزوايا أو نجمية الشكل صُنعت للتهوية وتنظيم النور، وكانت تُقفل بقطع زجاجية متعددة الألوان.
وتشجع وزارة الثقافة فرق البحث والتنقيب المتخصصة في علم الآثار على البحث عن المزيد من بقايا آثار الحضارة الإسلامية في الأندلس لتعيد لها الاعتبار كتراث تاريخي وطني إسباني.
في هذا السياق، عثر علماء الآثار الإسبان مؤخرا في منطقة سرقسطة، بشمال شرق إسبانيا، على مقبرة إسلامية تمتد على مساحة 20 ألف متر مربع تعود إلى عهد الفتوحات الأولى في القرن الـ8 الميلادي وتتضمن 4500 جثمان.
وقد تمت معاينة 400 قبر حتى الآن في عملية طويلة النفس يقول العلماء إنها ستغير الأفكار السائدة حتى الآن عن العلاقة التاريخية لهذه المنطقة بالمسلمين الذين لا يبدو أنهم كانوا عنصرا نادرا بأراضيها حسب صحيفتي “غراناضا أوي” و”الباييس” الإسبانيتين.
المصدر: العرب.