أول من هزم التَّتار ليس قطز فمن هو؟ وما هو اسم تلك المعركة؟
أخبار إسبانيا بالعربي – لما انتهى جنكيزخان قائد التتار من أمر الزعيم الأول للخوارزميين محمد بن خوارزم شاه وأسقط دولته، بدأ يفكر في غزو أفغانستان لقتال الابن جلال الدين بن خوارزم شاه، فتوجه إلى مدينة “غزنة”.
مسجد ابن عديّس بإشبيلية.. من روائع فن العمارة الإسلامية بالأندلس
دمر التتار إقليمي خراسان وخوارزم وسيطروا على شمال ووسط الدولة الخوارزمية، ووصلوا في تقدمهم إلى الغرب، ولكنهم لم يصلوا بعد إلى جنوب الدولة؛ وكان جنوب الدولة الخوارزمية تحت سيطرة “جلال الدين بن محمد بن خوارزم شاه” وكان ملكه يشمل وسط وجنوب أفغانستان وباكستان، وكان يفصل بينه وبين الهند نهر السند، وكان جلال الدين قد اتخذ مدينة غزنة مقرا له؛ (وهي في أفغانستان الآن، وتقع على بعد حوالي مائة وخمسين كيلو مترا جنوب كابول)
وهي مدينة حصينة تقع وسط الجبال الأفغانية.
“صخرة بلاي” من بين الأسباب في سقوط الأندلس..
جاءت إلى جلال الدين الأخبار بموت أبيه في جزيرة ببحر قزوين، وهجوم التتار العنيف على مناطق شمال ووسط الدولة، وبالتالي أصبح الحاكم الشرعي للدولة الخوارزمية، فبدأ في الاستعداد لمواجهة التتار وجمع جيشا كبيرا من بلاده، واشترك معه أحد ملوك الأتراك وهو “سيف الدين بغراق”، وكان فارسا شجاعا ماهرا في الحرب، وكان معه ثلاثون ألف مقاتل، ثم انضم إليه ستون ألف مقاتل خوارزمي من الذين فروا في المدن المختلفة في وسط وشمال الدولة الخوارزمية.
كما انضم إليه “ملك خان” أمير هراة بجيشه، وذلك بعد سقوط مدينته؛ وبذلك أصبح جيش جلال الدين كبيرا، ثم خرج جلال الدين بجيشه إلى منطقة قربية من غَزْنَة تدعى “بَلْق” وهي منطقة جبلية، وانتظر فيها جيش التتار.
الزعفران.. من محاصيل التي أدخلها المسلمون في الأندلس
جاء جيش التتار ودارت معركة من أشرس المعارك في هذه المنطقة، وقاتل المسلمون قتال الأبطال.
وكان لحميّة المسلمين وعددهم والطبيعة الجبلية للمكان، ومهارة وشجاعة الفرقة التركية بقيادة سيف الدين بغراق، والقيادة الميدانية لجلال الدين، دور كبير في تقدم وثبات المسلمين أمام التتار.
مدن أندلسية: قرمونة من أجمل رقاع الأندلس و أخصبها
واستمرت المعركة ثلاثة أيام ثم أنزل الله عز وجل نصره على المسلمين، وانهزم التتار للمرة الأولى في بلاد المسلمين..
وكثر عدد القتلى في صفوف التتار وفر الباقون إلى قائدهم جنكيزخان، والذي كان متمركزا في “الطَّالَقَان” في شمال شرق أفغانستان.
وهذه هي من ثمار الوحدة بين المسلمين انتصار على عدو كان لايقهر وهو التتار.
المصدر: قصه الاسلام دكتور راغب السرجانى / موقع إسبانيا بالعربي