شؤون إسبانية

إطلاق مشروع لتعليم اللغة الإسبانية بغزة: نافذة تُفتح على العالم الناطق بالإسبانية

بين الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007 والعزلة التي تفاقمت بسبب الوباء، يفتح شباب غزة أبواب العالم الناطق باللغة الإسبانية أمامه من خلال دورة في اللغة الإسبانية يقدمها معهد ثيرفانتيس في عمان، وهي مبادرة غير مسبوقة لطلاب القطاع يتم تنفيذها لأول مرة.

وخلال 24 عاما من حياته، لم يستطع علاء الحسين، خريج الهندسة المدنية، مغادرة القطاع أبدا، لكنه كان دائما يراقب الخارج: نشأ بين شوارع العاصمة غزة المزدحمة، وصقل عقلا منفتحا على العالم قاده إلى دراسة اللغة الإسبانية بطريقة علمية عندما كان مجرد طفل.

كان إتقان هذه اللغة إحدى أولوياته منذ أن كان صغيرا، وهو الآن يعمق معرفته بمعهد ثيرفانتيس، كما يشرح لوكالة الأنباء الإسبانية Efe.

بدأ هذا المعهد – المسؤول عن تدريس اللغة الإسبانية ونشر الثقافة الإسبانية عبر القارات الخمس – في نوفمبر هذا العام دورة رقمية مدتها خمس ساعات أسبوعيا لـ 27 طالبا تتراوح أعمارهم بين 16 و31 عاما، والتي ستستمر حتى منتصف فبراير.

ويعد معظم الطلاب من النساء، وهي بالنسبة لجميعهم تقريبا أول فرصة لتعلم اللغة الإسبانية بطريقة منظمة ورسمية.

ميزة أخرى هي أنه يمكنهم الوصول إلى الدورة بغض النظر عن قيود التنقل التي يخضعون لها: فهم يتصلون عبر الإنترنت من منازلهم، وهو نظام مشترك في جميع أنحاء العالم منذ بداية الوباء، رغم تأثرهم بالحصار الذي يحد من إمكانياتهم التعليمية.

ويتم تدريس اللغة الإسبانية في الأردن من قبل معلمي ثيرفانتيس مثل تيريزا فيفيس، التي تقدر المعنى “الخاص” لتعليم الشباب من غزة، الذين وصفتهم بأنهم متحمسون و”مستعدون جدا” لمتابعة الدورة على الرغم من عدم استقرار وتذبذب الاتصال بالشبكة أو انقطاع التيار الكهربائي المعتاد الذي يعانون منه.

وأطلق معهد ثيرفانتيس الدورة التدريبية في قطاع غزة بالتعاون مع القنصلية العامة لإسبانيا في القدس وأوبرا بيا دي لوس سانتوس، التي تقدم منحا دراسية لغالبية الطلاب – الذين يتلقون الدورة مجانا – الذين تم قبولهم بسبب اهتمامهم باللغة وعلاقاتهم بالعالم الإسباني وأمريكا اللاتينية.

ويرغب علي الحسين في تحسين مهاراته لأنه يعمل في شركة لخدمة العملاء حيث يجيب على المكالمات الواردة من البلدان الناطقة بالإسبانية، وفي المستقبل يود دراسة درجة الماجستير في إسبانيا. ويعترف بأن المنحة التي حصل عليها للدورة كانت “من أسعد الأشياء” التي حدثت له في هذا العام 2020 القاسي.

وتشدد الأستاذة فيفيس على أن الطلاب “يشاركون بكثافة”، و”يريدون حقا التعلم” و”تنفيذ نشاط خارج روتينهم” يساعدهم على التواصل مع العالم الخارجي قليلا”.

وأضافت المعلمة، التي قدم أيضا دروسا افتراضية للطلاب العرب من الأردن وقطر، “يتمتع أي طالب مهتم بتعلم اللغة الإسبانية بهذه الصفات، لكن كونهم” من غزة “ولديهم هذه الفرصة ربما تجعل الدورة أكثر إثارة” من دول أخرى مثل الكويت والسعودية حيث لا يواجهون هذه الصعوبات.

وتنتهي الدورة في غضون شهر ونصف، لكن ثيرفانتيس والقنصلية العامة في القدس يدرسان إمكانية تمديد المشروع حتى الصيف.

المصدر: لافانغوارديا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *