بداية نهاية سقوط الأندلس.. ذكرى سقوط مدينة طليطلة
أخبار إسبانيا بالعربي – لطالما كانت طليطلة الحصينة، تحتل من الأندلس موضع القلب حقا ومجازا، وكانت العاصمة القديمة للقوط في الأندلس قبل الإسلام، ومحور الارتكاز في خطة بقاء الأندلس. وسقوط مدينة طليطلة أول جدار انهار في الأندلس، أي أن سقوط الأندلس كانت بدايته من هنا، رغم أن المسلمين حينها حاولوا كثيرا ألا تسقط بقية الجدران.
تاريخ طليلطلة:
“طليطلة” باللغة الإسبانية طوليدو “Toledo” تعني المكان المرتفع وتعني أيضا المدينة المحصنة .
طليلطة فتحها طارق بن زياد واتخذهَا عاصمة للأندلس وهذا قبل أن يدخل موسى بن نصير الأندلس ويكمل فتح بعض المدن والتي كان من بينها مدينة قرطبة لتصبح بعدهَا العاصمة الأندلسية.
لثلاثة قرون، كانت طليطلة طالعة آمال إسبانيا المسيحية في حربها لاسترداد الجزيرة كاملة من المسلمين، حتى جاء عصر ملوك الطوائف في القرن الخامس الهجري.
كانت طليطلة حينها من نصيب أسرة بربرية من بني ذي النون، وكان أبرزهم المأمون بن ذي النون، والذي حكم طليطلة نحو 33 عامًا قضاها في الحروب العبثية على النفوذ والسيطرة ضد ممالك الطوائف المجاورة.
اشتهر أيضًا بقصوره الباذخة وجلسات الطرب وكثرة سُكره، وأجبر مملكة قشتالة المسيحية على دفع الجزية مقابل الحصول على حمايتها، وتجنب نقمتها.
وفي عام 458هـ توفي فرناندو الأول، ملك قشتالة الذي وحَّد إسبانيا المسيحية تحت سيطرته، وأذل ملوك الطوائف الأندلسيين، وانقسمت مملكته بين أبنائه المتحاربين.
عندما هُزم أحدهم، وهو ألفونسو، فر إلى طليطلة محتميًا بالمأمون، الذي أكرم ضيافته ودعمه بكل ما يستطيع. وبعد أشهر، قُتل أخيه سانشو، فعاد ألفونسو من طليطلة إلى قشتالة ليملأ العرش الفارغ.
قضى ألفونسو أشهرًا في طليطلة يدرسها شبرًا شبرًا ويراقب نقاط ضعف حصونها، وعندما توفي المأمون في عام 467هـ، خلفه حفيده القادر، الذي كان ضعيفًا ومنصرفًا للملذات.
بعد سنوات، ثار أهل طليطلة ضد القادر لعجزه، وخضوعه للإسبان، فاستنصر القادر بألفونسو، ودعمه حتى أخضع المدينة الثائرة وحصل منه بالمقابل على المزيد من الضرائب، التي أنهكت المدينة.
سقوط طليطلة:
بعد ذلك بدأ ألفونسو حشد قواته لبدء حرب شاملة ضد المسلمين، تبدأ بانتزاع طليطلة اللصيقة بقشتالة، وعلى مدار شهور استمرت قوات قشتالة في الإغارة على طليطلة ولم يحرك القادر ساكنًا للدفاع عن مدينته.
ثم بدأ ألفونسو بحصار طليطلة حتى نفدت أقوات المدينة وتسلل الجوع واليأس إلى نفوس سكانها، وأخيرًا استسلمت المدينة لأقدارها، ووقع القادر وأعيان المدينة وثيقة الاستسلام.
بسقوط مدينة طليطلة، استمرت معاقل الإسلام في الأندلس في السقوط تباعًا حتى انتهى الوجود الإسلامي بسقوط غرناطة عام 897هـ.
قال ابن عسال بعد سقوط طليطلة في يد ألفونسو السادس سنة 478 هجري، وليته ما قال:
شدوا رواحلكم يا أهل أندلس…
فما المقام فيها إلا من الغلط…
الثوب ينسل من أطرافه وأرى…
ثوب الجزيرة منسولا من الوسط…
من جاور الشر لم يأمن بوائقه…
كيف الحياة مع الحيات في سفط…
إسبانيا بالعربي.