شؤون إسبانية

بعد تزايد فضائح المؤسسة الملكية الإسبانية: هذا ما طلبته الحكومة من الملك الحالي

تعيش إسبانيا على وقع الفضائح اليومية للمؤسسة الملكية، إذ تنشر الصحافة يوميا تقارير حول تورط الملك السابق والحالي في فضائح مالية وغسيل أموال وتلقي رشاوى وتهريب الأموال وغير ذلك. وطالبت الحكومة من الملك، فيليبي السادس، اتخاذ إجراءات تؤكد ابتعاده عن والده قبل نهاية الشهر الحالي. ويبدو أن إعلان الملك الحالي تنازله عن ميراث والده وكذا حرمان الملك السابق من كل المخصصات المالية ليس كافيا بالنسبة للحكومة التي طالبت فليبي السادس بالإقدام على خطوات أكثر جرأة والفصل بينه وبين والده.

مهمة إنقاذ القصر

وتقول إذاعة “كادينا سير” على موقعها الإلكتروني أن الحلقة الأولى من مسلسل تباعد الملك الحالي عن والده بدأت بالتزامن إعلان حالة الطوارئ (14 مارس/ آذار الماضي) من خلال التخلي عن الميراث، لكن الحكومة تريد خطوات أكثر جرأة من أجل إنقاذ سمعة المؤسسة الملكية التي أصبحت على المحك.

وتعمل الحكومة مع القصر على هدف يشكل أولوية بالنسبة للدولة الإسبانية يتمثل في “حماية المؤسسة الملكية”، لا سيما وأن النقاش حول الملكية أو الجمهورية لم يخمد منذ أن تم التحول للنظام الملكي سنة 1975 دون استشارة الشعب الإسباني.

جهود لاستعادة السمعة

وفي خضم العاصفة التي أحاطت بوالده والتي لم يسلم منها حتى الملك الحالي نفسه، ضاعف، فيليبي السادس، أجندته العامة وظهوره اليومي في وسائل الإعلام وبكل مناطق إسبانيا.

ويقود الملك وزوجته جولة في عموم إسبانيا شملت معظم الأقاليم، باستثناء سبتة ومليلية، ظاهرها الترويج للسياحة والوقوف مع الشعب الإسباني بعد الوباء، بينما ترى فيها أوساط سياسية وإعلامية محاولة للتقرب من الشعب ورفع شعبية المؤسسة الملكية.

وفي مسعى “لتبييض صورة الملك”، حسب توصيف حزب اليسار الجمهوري الكاتلاني، الذي رفض حضور مراسم تأبين ضحايا فيروس كورونا، برمجت الحكومة كلمة وحيدة للسلطات أثناء مراسم التأبين وكانت للملك، فيليبي السادس.

ضغوط حكومية

ولم تحدد الحكومة طبيعة الخطوة التي تنتظر من الملك القيام بها للتباعد مع والده واستبعاد خوان كارلوس الأول من القصر.

ولم توضح، ماريا خيسوس مونتيرو، المتحدثة باسم الحكومة في مؤتمر صحفي، هذا الثلاثاء، بعد مجلس الوزراء ما إذا كان الحل هو أن يُغادر الملك قصر ثارثويلا أم لا.

ورغم أنها لم تتطرق إلى ذلك بالتفاصيل، لكنها أضافت ضغطا آخر على الملك بقولها أن الحكومة “تحتفي بالتدابير الماضية التي اتخذها الملك في حق والده وكذا والمستقبلية” لتعزيز الشفافية والمثالية في منصب الملك.

السيناريوهات المحتملة

ورغم أن الملك الحالي تنازل عن ميراث والده وقطع المخصصات المالية له، إلا أن ذلك يبدو غير كافيا وأن الحكومة تنتظر المزيد من الخطوات في هذا الاتجاه.

ولا يستبعد متابعون أن تكون الخطوة المقبلة هي طرد الملك السابق من القصر وتجريده من لقبه الرسمي الذي يحمله منذ تنازله عن العرش سنة 2044، أي “الملك الفخري”، وهي الخطوة التي قد ترى فيها الحكومة قطعا لكل العلاقة بين الملك الحالي ووالده.

وعلى الصعيد القضائي، قد يُماطل القضاء ويعطل القضية التي يُتابع فيها الملك، خوان كارلوس الأول، حاليا لسنوات حتى لا تضطر إسبانيا لسجن ملكها السابق، وهي خطوة تحظى بمعارضة شديدة خاصة في أوساط اليمين المتغلغل في الأجهزة الأمنية والجيش ومفاصل الدولة العميقة.

that

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *