سلايدرشؤون إسبانية

صحيفة إسبانية.. عملية حماس تضع الموساد تحت المجهر: ما الخطأ الذي حدث في الأمن الإسرائيلي؟

أعلنت إسرائيل حالة الحرب يوم السبت بعد موجة من الهجمات البرية والبحرية والجوية التي شنتها حركة حماس الإسلامية. وتمكن مقاتلو حماس من الالتفاف على الأمن الإسرائيلي، والتسلل مخلفين المئات من القتلى في الساعات الأولى من الهجوم (وصل اليوم إلى 900 قتيل). وهذا هجوم غير مسبوق ومنسق ومفاجئ في أجزاء عديدة من الأراضي الإسرائيلية.

ولا ينبغي أن ننسى أن الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة محصنة بشدة. إنها أحد أكثر الحواجز التي لا يمكن التغلب عليها في العالم، حيث تتميز بسياج من الأسلاك الشائكة التي تمكن المسلحون الفلسطينيون من تجاوزها بكل سهولة.

قبل التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، أطلق المسلحون آلاف الصواريخ، وبمجرد دخولهم، بالإضافة إلى التسبب في سقوط قتلى، قاموا أيضا باختطاف عشرات الإسرائيليين.

المخابرات الإسرائيلية

تمتلك إسرائيل واحدة من أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم: الموساد، الذي لم يتمكن من اكتشاف هجوم حماس. لقد أدى فشل الدفاع والاستخبارات الإسرائيلية إلى كارثة غير مسبوقة. لكن لماذا لم يتمكنوا من توقع الهجوم؟

ثلاثة مفاتيح لفهم الخطأ الذي حدث في الأمن الإسرائيلي:

يشرح الصحفي وخبير التجسس فرناندو رويدا، ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث في الأمن والاستخبارات الإسرائيلية.

بداية، عليك أن تعلم أن الموساد لديه مهمة واضحة: مراقبة تحركات حماس. للقيام بذلك، يتم استخدام تكتيكات مختلفة. أحدها هو استخدام عملاء مجندين، وبعد رؤية نتيجة هذا الهجوم الأخير، يتبين أنهم “من مستوى منخفض”.

ويوضح الصحفي أن “الموساد فشل لأن عملاءه المجندين لم يتمكنوا من الوصول إلى تلك المعلومات“.

بالإضافة إلى ذلك، لدى جهاز المخابرات الإسرائيلي وحدة استماع مزودة بميكروفونات للتنصت عبر الأقمار الصناعية، والتي قيل إنها فشلت أيضا. يقول الخبير: “لم يتمكنوا من التوقع رغم تنصتهم على المكالمات”.

وأخيرا يشير الخبير إلى تورط إيران في الهجمات. يوضح فرناندو رويدا أن أجهزة المخابرات الإيرانية تعاونت مع حماس للتخطيط للهجوم، حيث أنهما يحتفظان بـ “علاقة مباشرة”. “لقد كانت هناك مساعدة واضحة. إيران تدعم حماس وكانوا يعملون معا في الهجوم المشترك. حماس لن تفعل أي شيء دون موافقة إيران”.

ويشير أيضا إلى أن التدخل الإيراني هو عمل انتقامي ضد الولايات المتحدة والغرب. ويقول: “إنها دولة تدعم الحركات الإرهابية التي تهاجم الغرب”.

إسرائيل تكرر أخطاء حرب يوم الغفران

في المقابل، يرى مستشار الأمن القومي للحكومة الإسرائيلية السابقة (2021-2023) والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، إيال حولاتا، أن فشل إسرائيل “كان مدمرا” لأن حكومة نتنياهو استخفت بالعدو، كما حدث ذلك قبل 50 عاما في حرب يوم الغفران.

وتجاهلت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التنبيهات الأمنية، قبل نصف قرن من الزمان، قللت من تقدير قدرات سوريا ومصر، اللتين كانتا تسحبان قواتهما إلى حدودهما مع إسرائيل لعدة أيام، وشنت هجوما مشتركاً في 6 أكتوبر 1973، دامت 18 يوما من القتال. إنها الحرب الأكثر صدمة بالنسبة لإسرائيل، التي خسرت أكثر من 2600 جندي.

وقال هولاتا: “لقد تمكنوا من مفاجأتنا من الناحية التكتيكية والتسبب في الكثير من الضرر من حيث الضحايا. لقد قُتل مدنيون في منازلهم وبين أسرهم. وهذا أمر غير مسبوق. ولم تكن حماس قادرة على فعل أي شيء مثل هذا”. من كان يعتقد أن هذه الحادثة ستترك صدمة قوية في المجتمع الإسرائيلي، شبيهة بصدمة حرب يوم الغفران.

المصدر: أوندا ثيرو/ إسبانيا بالعربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *