لماذا خسر سانشيز؟ ولماذا أعلن انتخابات مبكرة؟
أخبار إسبانيا بالعربي / تأكدت خسارة سانشيز الانتخابات البلدية والإقليمية. حيث لم يخسر فقط حكومات الأقاليم التي كان يحكم فيها، بل لم يعد في أكبر خمس محافظات إسبانية.
انهزم سانشيز في كل محافظات الأندلس، والإقليم الوحيد المتبقي له هو كاستيا لامانتشا ورئيسه الذي يعتبر من معارضي سانشيز.
هناك عدة أسباب ساهمت في خسارة سانشيز للانتخابات البلدية والإقليمية في إسبانيا، ولعل من بينها:
العامل النفسي، إذ يتواجد سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية منذ 2018، تخللتها أزمات كبيرة مثل فيروس كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية. إضافة لذلك، سانشيز ليس أردوغان الذي نقل الناتج المحلي لتركيا منذ تسلمه الحكم 2003 من 330 مليار دولار إلى 850 مليار دولار، بينما زاد سانشيز حجم الدين العام ب 300 مليار يورو منذ وصوله لقصر المونكلوا.
أحاط سانشيز نفسه بمخلصين له شخصياَ، وتخلص من جميع خصومه، وحول الحزب الاشتراكي إلى مملكة خاصة له، ولعل أبرز الأمثلة هو تكليف عضو في الحزب برئاسة معهد البحوث الاجتماعية العمومي المرموق، الذي يتولى مسؤولية استطلاعات الرأي. تخلى المعهد عن العلمية والحيادية وأصبح يُعد استطلاعات حسب مزاج سانشيز، إذ كان الوحيد الذي تشبث حتى آخر لحظة بحفاظ الحزب الاشتراكي على معاقله، في حين كانت مراكز الأبحاث المستقلة تتوقع فوز اليمين.
شهدت الحملة الانتخابية تخمة في الوعود من طرف سانشيز، حتى تحولت إلى نكت بين الإسبان. إعلانات بالملايين ومساعدات اجتماعية، حتى أضحت موضوعا للتهكم.
فضائح الفساد التي شابت الحملة الانتخابية من خلال شبهات شراء الأصوات التي تورط فيها الحزب الاشتراكي في العديد من المدن الإسبانية.
تخبط في السياسة الخارجية، حيث يعاتبه اليمين على التلكؤ في دعم أوكرانيا، بينما فشل في الحفاظ على التوازن التاريخي للعلاقات بين المغرب والجزائر.
لماذا أعلن انتخابات مبكرة؟
أعلن سانشيز اليوم، حل البرلمان الإسباني، بهدف قطع الطريق على الأصوات المطالبة برأسه داخل الحزب، حيث يُعد المسؤول الأول عن هزيمة الحزب، وإعلان الانتخابات المبكرة يعني مواصلة تشغيل محركات الحزب للدخول في الحملة الانتخابية مباشرة دون منح خصومه أي فرصة للمطالبة بإقالته. كما يهدف إلى محاولة تخويف الناخب اليساري الذي امتنع عن التصويت من “بعبع” اليمين المتطرف الذي سيكون حين الانتخابات (23 يوليو) في فترة تشكيل الحكومات الإقليمية والبلدية.
وفي الختام، أثبتت التجربة السياسية في إسبانيا أن الفائز في الانتخابات المحلية والإقليمية هو الفائز بالانتخابات العامة، هذا إذا استثنينا انتخابات عام 2008. ويعني ذلك أن أيام سانشيز باتت معدودة وأن هزيمة مدوية أخرى تنتظره نهاية شهر يوليو المقبل.
إسبانيا بالعربي.