ثقافة

“أنا وحدي”: أول رواية أدبية موريتانية تُترجم للغة الإسبانية

أخبار إسبانيا/ قدّمت دار النشر الإسبانية Libros de las Malas Compañías اليوم رواية “أنا وحدي”، وهي أول رواية في الأدب الموريتاني تتم ترجمتها إلى اللغة الإسبانية. كاتب الرواية، أمبارك ولد بيروك (أطار، 1957) هو واحد من أشهر الكتاب في منطقة الصحراء الكبرى، وهو أيضا صحفي، ومؤسس أول صحيفة مستقلة في البلاد، وناشط في مجال حرية التعبير. يقدم المؤلف في هذا العمل الأدبي حوارا داخليا لرجل كان محتجزا في غرفة أثناء تعرضه للاضطهاد من قبل جماعة إرهابية. وهي قصة تعكس حياة الكثير من الناس في القارة الأفريقية بسبب انتشار الحركات الجهادية.  

تفاصيل رواية “أنا وحدي”

رجل يعود إلى مدينته بعد جولة في الصحراء. وعند وصوله إلى الشارع الأول، يلتقي بعشيقته السابقة نزهة التي تبلغه بأن حياته في خطر وتحثه على الاختباء في غرفة. هناك، في الظلام، يكشف البطل عن حوار يتأمل فيه الأسباب التي دفعته إلى الحبس وعدم معقولية التعصب الديني، الذي تحول إليه بعض أصدقائه وجيرانه الذين يطاردونه الآن. تمكن المؤلف، في مائة صفحة فقط، من تأليف رواية ذات كثافة شديدة، تتميز بأسلوب تطبعه الشاعرية وقوة النص، وهي الرواية الحائزة على جائزة أحمد بابا في عام 2019.

الترجمة للفرنسية

رواية “أنا وحدي”، نشرت بالفرنسية عام 2018، ولقيت استحسان النقاد الأدبيين في فرنسا بعد تقديمها. وقال الصحفي، تيرثانكار شاندا، من راديو فرنسا الدولي (RFI) حول الرواية: “في منتصف الطريق بين انتظار جودو وألف ليلة وليلة”. في الواقع، بطل الرواية، المنعزل في مساحة صغيرة، ينتظر حبيبته السابقة لبضع ساعات تبدو غير منتهية ويكشف عن مناجاة “للتعبير عن هذه الكلمات والعبارات الناعمة، والتعبير أحاسيسه”. كما عبر عنها آلان فوجاس من مجلة “جون أفريك”. بالنسبة للصحفية غلاديس ماريفات من لوموند “من الصحراء، بيروك يتحدث للعالم”، حيث أن حساسية الكاتب تتجاوز القضايا الحالية التي تقترب من القارة الأفريقية لمعالجة القضايا العالمية.

حول الكاتب

لعب الكاتب دورا أساسيا في النضال من أجل حرية الصحافة والتعبير في موريتانيا. مؤسس أول صحيفة مستقلة في البلاد، (Mauritanie Demain)، وأول جمعية صحفية مستقلة. أمبارك بيروك هو عضو منذ عام 2006 في الهيئة العليا لقطاع الصحافة والسمعي البصري تقديرا لعمله كصحفي. نشر ست روايات وكتاب قصص قصيرة حتى الآن جعلته يفوز بجوائز مثل Grand Prix du roman métis des lycéens وجائزة Ahmadou Kourouma واختياره كمرشح نهائي لجائزة Cinq Continents de la Francophonie. يعمل منذ عام 2016 مستشارا للشؤون الثقافية لرئيس جمهورية موريتانيا ويعمل، من بين أمور أخرى، على صون التراث الموريتاني.

المعمار الأندلس في موريتانيا

الصورة الموجودة على غلاف رواية “أنا وحدي” من تصوير المصور الإيطالي، ماسيمو زيكيني، وتظهر منزل عمدة مدينة والاتا في جنوب شرق موريتانيا. يعود الطراز المعماري، مثله مثل المدن التاريخية الأخرى في البلاد، إلى قصر الحمراء في غرناطة الحدائق الملكية الكاثاريس في إشبيلية. وفقا للمهندس الإسباني خوسي كورال خام، المسؤول سابقا عن الحفاظ على قصر الحمراء وحدائق الخليفة، تركت قوافل الصحراء التي غادرت الأندلس إلى تمبكتو آثارا للهندسة المعمارية الإسلامية الإسبانية في أعقابها. تراث محفوظ اليوم في والاتا الموريتانية.  

وفي سؤال لموقع “إسبانيا بالعربي” حول سبب اختيار هذه الرواية لإطلاق المشروع ولتكون أول رواية موريتانية مترجمة للغة الإسبانية، أوضح الصحفي الإسباني، آليخاندرو دي لو سانتوس، مُترجم الرواية قائلا: “لقد اخترنا هذه الرواية من أجل إطلاق مجموعة الأدب الأفريقي لجودتها الأدبية ولإظهار حقيقة عالمية: الخوف من الانتقام بسبب التفكير بشكل مختلف”.

مشروع طموح

وتعد هذه الرواية الأولى ضمن مجموعة Libros del Baobab، المخصصة للأدب الإفريقي، وهي نتيجة تعاون بين دار النشر Libros de las Malas Compañías وجمعية Baridi Sana. ويهدف المشروع إلى تنويع الأصوات الإفريقية المُترجمة إلى الإسبانية وتقديم أسماء إلى السوق الإسبانية تسلط الضوء على المشاكل المعاصرة في العالم. تقترح المجموعة أيضا نظام اشتراك سنوي من أجل إنشاء مجتمع من القراء الملتزمين بأهمية التعرف على القارة الأفريقية بشكل أفضل من خلال كتابها. سيطرح الإصدار التالي للبيع في سبتمبر وهو رواية “الرفيق بابا” للكاتب الإيفواري غوز.

المصدر: إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *