إسبانيا: الصيدليات تشرع في بيع اختبار للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا
الشركة الأندلسية Testeavida توقع اتفاقية تجارية مع إحدى كبرى شركات التوزيع الدوائي في البلاد، لتوزيع مجموعتها التشخيصية الذاتية PSA لاكتشاف سرطان البروستاتا المبكر في نحو 8700 صيدلية على مستوى البلاد. “تتيح لنا هذه الخطوة تقريب أداة حاسمة للكشف المبكر إلى آلاف الأشخاص، مما يسهل الوصول إلى الرعاية الصحية ويعزز الوعي بأهمية التشخيص المبكر”، كما يؤكد ميشيل خوركيرا، مُنشئ هذا المشروع الذي وُلد في جامعة مالقة، ويقع مقره الآن في إشبيلية لظروف شخصية.
يتيح هذا الاختبار، من خلال وخزة بسيطة في الإصبع، معرفة ما إذا كان هناك تركيز مرتفع لمستضد البروستاتا النوعي (PSA) في الدم خلال أقل من 15 دقيقة بدقة تصل إلى 99.1%، مما قد يكون مؤشرا على هذا المرض أو حالات أخرى. ومن المهم التوضيح أن النتيجة الإيجابية لا تعني تشخيصا بالسرطان، بل تنصح بمراجعة طبيب المسالك البولية وإجراء الفحوصات اللازمة. يُوصى باستخدام Testeavida للرجال فوق 50 عاما بشكل عام، وكذلك لمن تجاوزوا 40 عاما ولديهم تاريخ عائلي بأمراض ذات صلة.
ما هو PSA؟
مستضد البروستاتا النوعي (PSA) هو بروتين تنتجه الخلايا الطبيعية والخلايا السرطانية في البروستاتا. يكشف اختبار PSA عن تركيزات مرتفعة من هذا المستضد، والتي قد تشير إلى وجود سرطان البروستاتا. لكن هناك حالات أخرى مثل تضخم البروستاتا أو التهابها يمكن أن ترفع مستويات PSA أيضا، لذا يجب اعتباره مؤشرا تنبيهيا وليس دليلا قاطعا على وجود ورم.
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بإجراء تحاليل PSA بشكل دوري، إلى جانب الفحص الشرجي، للرجال فوق 50 عامً أو الأصغر سنا إذا كان لديهم تاريخ عائلي لسرطان البروستاتا. إذا أظهرت النتائج مستويات غير طبيعية، سيوصي الطبيب بأخذ خزعة من البروستاتا، وهي الفحص الوحيد الذي يؤكد تشخيص السرطان.
وتابع خوركيرا: “نحن في Testeavida نؤمن بقوة أن الوقاية هي أفضل استراتيجية لإنقاذ الأرواح. بفضل هذه الشراكة مع Bidafarma، سيتمكن الرجال في جميع أنحاء إسبانيا من الوصول بسهولة وأمان إلى اختبار مبتكر يمكن أن يُحدث فرقا في صحتهم وراحتهم النفسية”. وأضاف: “لقد أنشأنا معًا برنامجا للوقاية، والهدف هو تعزيز ولاء المستخدم وزيادة وعيه بأهمية الفحص الدوري. يمكن للمريض التوجه إلى الصيدلية الأقرب، حيث يساعده الصيدلي في إجراء الاختبار وتعبئة النموذج، ثم يتم متابعته”.
يهدف مؤسس الشركة في النهاية إلى “تعزيز الوعي وتطبيع الوقاية والفحص الدوري لدى الرجال”. تعمل الشركة حاليا على إبرام اتفاقيات مماثلة مع موزعين دوائيين آخرين، لتوسيع نطاق الصيدليات التي يتوفر فيها هذا الاختبار.
خلفية عائلية
انخرط خوركيرا في هذا المشروع لأسباب شخصية جدا، حيث عايش عن قرب معاناة عائلته مع سرطان البروستاتا. وبعد أن راودته فكرة تطوير هذا الاختبار، ترك هذا المهندس الكيميائي التشيلي منصبه في شرطة التحقيقات في بلاده وانتقل إلى مالقة. ويقول: “كنت قد وعدت والدي بأنني سأكرس نفسي يوما ما لتعزيز الكشف المبكر عن السرطان الذي أثر بشدة على عائلتنا”. واختار مالقة كمقر بسبب ديناميكيتها كـ”قطب تكنولوجي”.
أسس خوركيرا Testeavida بعد إتمامه ماجستير في القيادة والابتكار وريادة الأعمال من جامعة مالقة وفوزه بجائزة Spin-Off لعام 2022 عن هذا المشروع. واللافت أنه تعرف على تقنية الكروماتوغرافيا المناعية بالطبقة الرقيقة المستخدمة في هذا الاختبار السريع من خلال عمله في المجال الجنائي، لكنه حولها لاستخدام مختلف تماما: المساعدة في تشخيص مرض غالبا ما يكون صامتا حتى يصبح متأخرا جدا.
بعد ثلاث سنوات، يقترب الاختبار من دخول السوق، بهدف “تعزيز الوعي وتطبيع الوقاية والمتابعة الدورية للرجال”. يتكون فريق Testeavida حاليا من المؤسس وثلاثة شركاء آخرين.
أنشطة التوعية
تشارك الشركة في تنظيم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي لسرطان البروستاتا في 11 يونيو. ويوضح ميشيل خوركيرا: “نؤمن في Testeavida بأن المسؤولية الاجتماعية ركيزة أساسية للنمو المستدام والرفاه الجماعي. لذلك ندعو جميع الشركات إلى تبني هذه الرؤية، ودمج الصحة والالتزام الاجتماعي في صميم استراتيجياتهم”.
المصدر: إسبانيا بالعربي.