الزعفران.. النبات الذي أدخله المسلمون لإسبانيا ولا زال يحافظ على اسمه العربي في اللغة الإسبانية

أخبار إسبانيا بالعربي / الزعفران هو نوع من التوابل الطبيعية التي يتم استخلاصها من وصمات زهرة Crocus Sativus وهو أقدم أنواع التوابل المعروفة والمستخدمة منذ بداية البشرية، حيث ترتبط زراعة هذا النبات ارتباطاً وثيقاً بالحضارات الآسيوية، وتميز اكتشافه في الغرب بالنزوح التدريجي للشعوب، من الشرق، الذين شكلوا تسلسل الثقافات في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط.  

يستخرج الزعفران من الزهور البنفسجية المياسم الحمراء القانية التي تصنع منها هذه التوابل.

أصله

ويأتي من هضاب شبه جزيرة الأناضول الجبلية في تركيا. ومن شبه الجزيرة الآسيوية تلك، انتشرت زراعته في جميع الحضارات، حيث كان دائماً يحظى بأهمية، فكان يستخدم في بلاد فارس لاستخراج الصبغات والأدوية والتوابل والعطور والمنشطات الجنسية.

وكانت بلاد فارس أول حضارة استخدمت الزعفران مع الأرز، ثم انتقل استعماله في هذا الطبق إلى الهند والصين، ويستخدم اليوم في المطبخ الإسباني بشكل واسع وفي معظم الأطباق، وتحديداً مع الباييلا Paella.

وصل الزعفران إلى شبه الجزيرة الإيبيرية بين القرنين السابع والتاسع، عن طريق الخلافة الإسلامية في قرطبة، حيث انتشرت زراعته في معظم أراضي الأندلس، ومنها إلى باقي مناطق إسبانيا.

ويشار إلى أن العرب هم من أدخلوا هذا المنتج إلى شبه الجزيرة الإيبيرية باسم Azafrán المشتق من اللغة العربية “الزعفران”، المشتق بدوره من الفارسية والذي يعني “الصفراء”.

تدخل كلمة الزعفران ضمن 4000 كلمة إسبانية أخرى من أصل عربي، جمعتها اللغة الإسبانية خلال 700 عام من التواجد العربي في إسبانيا.

مميزات الزعفران الأصلي

يتميز الزعفران الأصلي بعدة مميزات، والتي من خلالها تتمكن من التفريق بينه وبين الزعفران الغير أصلي، ومن أهم هذه المميزات ما يلي:

• اللون الحقيقي للزعفران الأصلي أحمر قرمزي.
• الزعفران الأصلي له نكهة مميزة ورائحة ذكية.
• تعتبر رائحة الزعفران هي الميزة الوحيدة التي لا يمكن الغش فيها، لأن بقية خصائص الزعفران مثل لونه، بإمكان بعض المحتالين إضافة الصبغات إلى الزعفران الرديء أو بعض الأشياء التي ليكون لونها مشابهًا للون الزعفران.
• رائحة الزعفران الأصلي الطازج الجديد ليست نفّاذة قوية بل هي خفيفة، وإنما تخرج رائحته القوية النفّاذة عند طحن الزعفران أو رش بعض الماء عليه. وتشبه الخليط من رائحة القش والعسل.
• طعم الزعفران الأصلي غير حلو، ويعطي طعمًا لذيذًا متميزًا في الأطباق التي يضاف إليها.
• اللون الحقيقي للزعفران الأصلي يتميز بأنه ثابت ولا يتغير، ويمكن التأكد  عن طريق  تجربة وضع القليل من الزعفران في ماء حار ومراقبة تغيير وتحول لونه، ففي حالة تغيير لون الماء إلى اللون الأحمر، ففي هذه الحالة يمكن أن يكون الزعفران مغشوشًا، بينما إذا كان لونه أصفر فهو أصلي.
• تعتبر زراعة الزعفران وحصاده من أكثر النباتات تكلفة سواء فنيًا أو تقنيًا أو ماديًا، وهذا هو السبب في ارتفاع ثمنه.
• لابد أن تكون جميع الزهور صالحة وسليمة حتى يمكن أخذ الزعفران منها.
• يتميز الزعفران الأصلي بأنه لا يذوب ولا يتم تحلله داخل الماء، وأما الزعفران المقلد، فستلاحظ إذابته داخل الماء وتحلله.
• يعد الاختيار الأفضل والأول لكثير من الطهاة في العالم، وذلك بفضل إضفائه الرائحة الذكية واللون المميز والطعم الرائع على الأطعمة والأشربة.

القيمة الغذائية لنبات الزعفران

فوائد الزعفران

هو توابل ثمينة ومحبوبة في مختلف المطابخ حول العالم. إليك بعض فوائده:

1. مضاد للأكسدة: يحتوي الزعفران على مجموعة متنوعة من المركبات المضادة للأكسدة، مثل الكروسيتين والكروسيميتين، التي تساعد في مكافحة الضرر الناتج عن الجذور الحرة في الجسم وتحمي الخلايا.
2. تحسين المزاج: يعتبر الزعفران من المنشطات الطبيعية للمزاج. وقد أظهرت الدراسات أن تناول الزعفران يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية للأشخاص.
3. تحسين الوظائف العقلية: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الزعفران يمكن أن يساعد في تعزيز الذاكرة وتحسين وظائف الدماغ. قد يكون له تأثير إيجابي على التركيز والانتباه.
4. تعزيز صحة القلب: تحتوي الزعفران على مركبات تساهم في خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم. وبالتالي، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية.
5. تخفيف الألم: قد يساعد الزعفران في تخفيف الألم، سواء كان ذلك بسبب التهاب المفاصل أو الحيض الشديد أو غيرها من الحالات التي تسبب الألم.
6. تعزيز الهضم: يُعتقد أن الزعفران يحفز إفراز العصارات الهضمية ويساعد في تهدئة الجهاز الهضمي، مما يسهم في تحسين الهضم وامتصاص المغذيات.

يجب الإشارة إلى أن هذه الفوائد قد تختلف في الدرجة والتأثير من شخص لآخر.

إسبانيا بالعربي.