الفتح الإسلامي للأندلس وأثره على العبيد فيها
أخبار اسبانيا بالعربي – كان العبيد في شبه الجزيرة الايبيرية بالآلاف والسيد الواحد كان يملك في ضيعته أو قصره المئات منهم، لكن حين جاء الإسلام حررهم و أخرجهم من حياة الرق و العبودية. فدخل معظمهم في دين الله و حملوا رايته.
بداية نهاية سقوط الأندلس.. ذكرى سقوط مدينة طليطلة
و قد حدثنا المؤرخ وعالم الآثار البريطاني “ستانلي لين بول” في كتابه “قصة العرب في إسبانيا” عن هذا. يقول:
“أما فرح العبيد بما طرأ على نظام الحكم من التغير فقد كان عظيماً حقاً؛ بعد أن لاقوا من ضروب العسف والقسوة من القوط والرومان ما تقشعر له الأبدان، فإنّ الرِّق في رأي المسلمين الأخيار نظام إنساني رفيق، حتى إن النبي حينما لم يجد بُدّاً من الإبقاء على هذا النظام العتيق الذي يعارض مبادئ الإسلام، بذل كل جهد في تخفيف ويلاته في كثير من الوصايا و الأحاديث.
فهو يقول في الأرقّاء:
“إخوانكم خَوَلكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا تُكلّفوهم ما يغلبهم، فإذا كلّفتموهم فأعينوهم”.
ويضيف ستانلي لين بول : سعِدَ العبيد بدخول العرب، وأصبحوا في رِقّ المسلمين بمنزلة صغار الزّراع، فتركهم سادتهم أحراراً .. أما عبيد المسيحيين الذين ظلوا يائسين من التخلص من الرق طوال حياتهم، فقد مُهِّد أمامهم الطريق إلى الحرية .. فليس عليهم إلا أن يذهبوا إلى أقرب محتسب أو قاضٍ وينطقوا أمامه بالشهادتين، ويصبحوا بذلك أحراراً؛ فإنّ الحرية تتبع الإسلام”.
أقدم المصادر التي تناولت قصة الفتح الأموي للأندلس
ويقول أيضا :
“كان فتح العرب للأندلس في جملته نعمة و رخاء .. لأنه أبطلَ ما كان يملكه كبار النبلاء ورجال الكنيسة من الضِّياع الواسعة وحوّلها لِمِلكيّات صغيرة ، ثم رفع الإسلام عبء الضرائب عن الطبقة الوسطى، واقتصر منها على “الجزية” لغير المسلمين، “والخراج” على المسلمين، ثمّ حثّ على تحرير العبيد والرفق بهم وإصلاح أحوالهم، فأصبحوا زُرّاعاً مستقلين في خدمة المسلمين”.
المصدر : قصة العرب في إسبانيا – ستانلي لين بول: ص 65 – 68/ موقع إسبانيا بالعربي