متفرقات

المرأة أكثر إقبالا وخسائر الرجل أكبر.. حقائق غير شائعة حول الطلاق

اخبار اسبانيا بالعربي/ بعد الطلاق، عادة ما تعاني النساء انخفاضا في الدخل ومستوى المعيشة، وتنخفض فرصها في الزواج مرة أخرى، كما أن مسؤوليتها كأم وحيدة -حال وجود أطفال- قد تزيد من إعاقة طريقها نحو إعادة بناء وضع اقتصادي قوي.

ومع ذلك، فإن الصورة الواضحة، على ما يبدو، تصبح مشوشة عند وضعها في سياق أكبر لنتائج الطلاق، حيث أثبت العلم أن الرجال أكثر عرضة للآثار السلبية للطلاق، بما في ذلك التدهور الصحي الأكبر، وزيادة الحزن وارتفاع معدلات الوفاة أيضا.

المرأة تقرر الطلاق

ويعتقد البعض أن النساء، اللواتي يصورن على أنهن قلب الأسرة والركن الأساسي المحافظ عليها، أنهن أكثر ترددا في فسخ الزواج من الرجال، لكن الأرقام تقول غير ذلك.

ما يقرب من 70% من حالات الطلاق من قبل النساء، وفقا لدراسة بحثية أجرتها عام 2015 جمعية علم الاجتماع الأميركية (ASA) والتي تشير إلى أن ثلثي حالات الطلاق تبدأ من النساء، ويقفز الرقم بنسبة تصل إلى 90% بين النساء الحاصلات على تعليم جامعي.

وتتعدد أسباب إقبال النساء على الطلاق أكثر من الرجال، بحسب “ديفورس ماج” (DivorceMag) منها:

ينظر إلى المرأة أنها مسؤولة في المقام الأول عن المهام المنزلية، رغم أنها في كثير من الأحيان تعمل خارج المنزل بدوام كلي إضافة إلى رعاية الأطفال.

تجد بعض النساء في كثير من الأحيان أن أزواجهن لا يقدمون الدعم لهن حين يحققن نجاحا في حياتهن المهنية، فإذا كانت لدى المرأة توقعات ومسؤوليات كبيرة في حياتها المهنية، وتوقعات ومسؤوليات كبيرة في المنزل، ولم تحصل على دعم من زوجها في التقدم الوظيفي، فقد لا تجد الزواج في مصلحتها.

بعض النساء يجدن أنهن يتحملن المزيد من المسؤوليات العاطفية، وقد يبدون نظام الدعم العاطفي الوحيد لجميع أفراد الأسرة. وبمرور الوقت، يؤثر ذلك عليها عقليا وجسديا، فدون الدعم العاطفي من الأزواج، تشعر الزوجات بالوحدة ودون مصدر دعم داخل الزواج.

النساء أقل استعدادا لقبول العلاقات غير السعيدة من الرجال، أحيانا يتغاضى الرجال عن علاقات الزواج غير السعيدة وربما يبحثون عن السعادة خارج زيجاتهم لجعل حياتهم مقبولة، لكن النساء المعاصرات أكثر استقلالية مما يعتقده معظم الرجال، ولا يرغبن في قبول العلاقات غير السعيدة، دون أمل في التغيير. وفي كثير من الأحيان لا يدرك الرجال أنهم في علاقة فاشلة حتى تطلب زوجاتهم الطلاق.

الرجل أكثر تأثرا

وقع الطلاق صادم ومربك للطرفين، تتحمل فيه النساء خسائر كبيرة، خاصة، فيما يتعلق بدخل الأسرة، والوضع الاقتصادي والمعيشي، وربما تخسر منزل الزوجية حتى مع وجود أطفال.

لكن دراسة بعنوان “الفروق بين الجنسين في عواقب الطلاق” منشورة على “المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية” (NCBI)، كشفت أن الرجال كانوا أكثر عرضة للآثار السلبية للطلاق، بما في ذلك التدهور الصحي وانخفاض الرفاهية الذاتية بعد الانفصال، وتدهور العادات الصحية، والشعور بالعزلة والوحدة وكذلك ارتفاع معدل الوفيات.

وفسرت ذلك بأن الرجال يحصلون على مكاسب صحية أكبر خلال فترة الزواج، فإن الطلاق يعرضهم بشكل أكبر لخطر التدهور الصحي والوفاة. وأشارت إلى أن الوفيات بعد الطلاق زادت فقط بين الرجال دون النساء.

هناك أسباب تجعل الطلاق أكثر صعوبة وتأثيرا على الرجل من المرأة، بحسب “آجافاميلي” (Ajafamilylaw) من تلك الأسباب:

فقدان الهوية

يبني العديد من الرجال هوياتهم حول وظائفهم وعائلاتهم، وفقدان أي منهما يمكن أن يكون مدمرا.

شبكة دعم أصغر

غالبا ما تكون علاقات الرجال مع أفراد الأسرة والأصدقاء أقل قوة من العلاقات التي تبنيها النساء طوال حياتهن، ويعتمد الكثير من الرجال على زوجاتهم للحصول على الدعم العاطفي.

بعد الطلاق، يمكن أن يشعر الرجال بالغربة والوحدة، وقد يكون من الصعب على الرجال الانفتاح على الناس، حتى الأصدقاء القدامى. وبسبب طبيعة الرجال فإنهم أقل قدرة على التعبير عن الحزن فلا يحصلون على الدعم الكافي.

اللوم

يمكن أن يحمل الطلاق وصمة عار لكلا الزوجين، حتى في الطلاق الودي يمكن أن يفترض الناس أن العلاقة “فشلت”، وفي كثير من الحالات، يتحمل الرجال العبء الأكبر من اللوم كصورة نمطية مكررة.

تدهور الصحة

الرجال أكثر عرضة من النساء للانخراط في سلوكيات سلبية يمكن أن تسبب لهم مشاكل صحية، خاصة أثناء وبعد الطلاق.

وقد يأكلون أطعمة غير صحية، ويدخنون أكثر، أو يصبحون أقل نشاطا بدنيا. إضافة إلى ذلك، قد يؤجلون مواعيد الطبيب أو يفشلون في فحص الأعراض الخطيرة المحتملة، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض بمرور الوقت.

فقدان الأطفال

في أغلب الأحيان، بعد الطلاق، ينتهي الأمر بحصول الأم على حضانة الأطفال. وذلك يعني أن الرجال يرون أطفالهم فقط في جدول الحضانة وليس على أساس يومي كما كانوا يفعلون عندما كانوا متزوجين.

ويشعر الرجال كأنهم لم يعودوا جزءا من حياة الأطفال بعد الآن، ولا يحبذ بعض الرجال الاتصال بأطفالهم لمعرفة ما يحدث.

من ناحية أخرى، لا تزال النساء يلعبن دورا مهما في حياة الأطفال، وستشعر الأم بالرضا والانشغال المستمر مع الأطفال وهو ما يجعلها تتخطى الأمر أسرع من الرجل.

ذلك لا يعني أن المرأة أكثر قوة من الرجل في تلك الحالة، فالانفصال صعب على كل من الرجال والنساء، لكن معظم النساء أكثر قدرة على التعامل مع مشاعرهن والمضي قدما بعد الحزن أكثر من الرجال.

المصدر:الجزيرة / موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *