متفرقات

المسلمون في إسبانيا.. أقلية تجمعها قضايا وتحديات مشتركة

اخبار اسبانيا بالعربي / رغم التاريخ الطويل للمسلمين في إسبانيا الا انهم لا يشكلون اليوم سوى أربعة بالمئة من سكان البلاد ما جعلهم أقلية تجمعها قضايا وتحديات وتطلعات مشتركة
وشهد عدد المسلمين في إسبانيا تناميا مطردا خلال الاعوام الماضية ليبلغ 887ر1 مليون شخص في نهاية 2015 لكنهم على الرغم من تنوع أصولهم وتعدد مشاربهم اقلية تجمعها تحديات لاسيما فيما يتعلق بمسائل الاندماج الاجتماعي وتعليم الديانة الإسلامية وممارسة شعائر الدين الحنيف
وفي هذا الإطار قال رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا رياج ططري لوكالة الانباء الكويتية، ان المجتمع الاسباني متسامح يقبل التعددية ويرحب منذ اعوام طويلة بالمسلمين واستقبلهم واحتضنهم
وأضاف ططري، أنه رغم تعرض بعض المسلمين في إسبانيا لاعتداءات لفظية وتهديدات الا ان ظاهرة «اسلاموفوبيا» ليست متفشية في البلاد ولا يوجد تنظيم مناهض للاسلام قائم بحد ذاته كما في دول أوروبية أخرى
وأكد في هذا السياق، ان الجالية الإسلامية تشعر في حقيقة الأمر بقلق خشية امتداد ظاهرة رهاب الاسلام الى اسبانيا بعدما ظهرت في دول أخرى بينها فرنسا وألمانيا ما قد يؤثر سلبا على المسلمين في إسبانيا
وأشار إلى أن اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا يحرص على المشاركة في جميع المحافل والفعاليات بشتى المجالات والاندماج في المجتمع الاسباني بهدف إعطاء الصورة الصحيحة للمسلمين معتبرا أن ذلك يؤثر إيجابيا في التقرب من شرائح المجتمع المختلفة ويساهم في التعريف بحقيقة المسلمين
وفيما يتعلق بتدريس الدين الإسلامي في المدارس الاسبانية، قال ططري، انه يتم تعليم الدين الاسلامي في بعض المناطق ذات الحكم المستقل في إسبانيا ومنها سبتة ومليلية والاندلس واراغون وجزر الكناري وكذلك منطقة إقليم الباسك الشمالي غير انه لا توجد مبادرات بهذا الصدد في المناطق المستقلة الأخرى وهناك صمت إداري من قبلها
وشدد على ان الاتحاد بصدد إعادة فتح ذلك الملف لاسيما وان هناك أعدادا متزايدة للمسلمين يدرسون في المدارس الاسبانية في عدد كبير من مناطق البلاد، مشيرا في هذا السياق إلى أن الاتحاد يرفع شعارا هاما يتعلق بضرورة توحيد الرؤية لتعليم الإسلام حتى لا يكون هناك أي دخيل يؤثر سلبيا على تكوين أبناء المسلمين
اما فيما يتعلق بالمقابر الإسلامية التي تعد قضية هامة تشغل منذ اعوام طويلة بال المسلمين الاسبان والجمعيات الإسلامية المختلفة، قال ططري ان البلديات الاسبانية تعاني أصلا من مشاكل وصعوبات في تنظيم وإدارة المقابر الأمر الذي يزيد من صعوبة تحقيق التطلعات المرجوة
إلا أنه كشف عن تطورات تحققت في الفترة الأخيرة بينها طرح مشروع لتهيئة مقبرة إسلامية واحدة على الأقل في كل إقليم اسباني مستقل، مشيرا إلى انه سيتم في وقت قريب جدا تهيئة مقابر إسلامية في العاصمة مدريد وغاليثيا واكستريمادورا
وبمناسبة شهر رمضان، قال ططري ان الاتحاد استقدم نحو 200 إمام من عدة دول عربية للمشاركة في إحياء الشهر المبارك واحياء فعاليات دينية مختلفة في عدة مدن
وفي سياق متصل، تناول ططري احصائيات دورية يصدرها المرصد الاندلسي المتهم برصد أحوال المسلمين بهدف تقديم إحصائيات تجسد الواقع الإسلامي في إسبانيا مع هامش خطأ لا يتجاوز ثلاثة في المئة
وأوضح أن احصائيات المرصد الاندلسي الصادرة في الفترة الأخيرة تظهر أن 779 ألف مسلم أي ما يمثل 41 في المئة من العدد الإجمالي هم من المسلمين الاسبان سواء من الأصليين والمجنسين وأحفادهم ومسلمي سبتة ومليلية
وقال ان عدد المسلمين الأجانب معظمهم من المغرب العربي ويبلغ عددهم حوالي 3ر749 ألف شخص يليهم الباكستانيون بحوالي 5ر77 ألف ثم الجزائريون بحوالي 3ر62 ألف ثم السنغاليون بحوالي 6ر61 ألف
ويعد إقليم كتالونيا الواقع في شمال شرقي البلاد الحاضنة الأساسية للمسلمين لاسيما وأنه يضم 5ر510 ألف مسلم يليه لاندلس بحوالي 5ر300 الف ومدريد (حوالي 279 ألفا) ثم فالنسيا (6ر200 ألف)
ويدرس الدين الاسلامي في إسبانيا 48 معلما في ست مناطق إسلامية في حين ان هناك 7ر281 الف طالب محتمل أي ان 90 في المئة من الطلاب المسلمين لا يتلقون الدروس الدينية
يذكر ان عدد المسلمين في إسبانيا لم يكن يصل الى 200 الف مسلم في عام 1992 غير انه تنامى تدريجيا ومعه تنامت أعداد المساجد التي بلغت اليوم 1200 مسجد فيما ينخرط المسلمون تحت مظلة 1427 جمعية إسلامية
المصدر : القبس / موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *