شؤون إسبانيةسلايدر

بعد رفض فرنسا مشروع أنابيب “ميدكات” وتعزيز علاقاتها الطاقوية مع الجزائر.. حكومة سانتشيث تلجأ إلى إيطاليا

اخبار اسبانيا بالعربي/ سيلتقي رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، يوم الثلاثاء في ألمانيا مع المستشار، أولاف شولتز، الذي يشاركه الرغبة في تعزيز الربط الغازي لإسبانيا عبر جبال البيرينيه، حيث تتمثل مهمة سانشيز وسولتز في إقناع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمشروع رغم شكوكه. وأشار سانشيز، الذي يقوم بجولة في أمريكا اللاتينية تشمل كولومبيا والإكوادور وهندوراس، إلى هذا الترابط الطاقي مع فرنسا في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الأربعاء مع الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو.

وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية تعترف بالفعل بهذا المشروع كأولوية في خططها للطاقة للمستقبل، وشكر شولتز على اهتمامه بالترويج له، كما قال قبل أيام قليلة. لكن سانشيز حذر من أنه إذا استمرت فرنسا في رفضها، فهناك خطة “ب” وهي أيضا من بين بدائل المفوضية: ربط الطاقة بين إسبانيا وإيطاليا. لكن إيطاليا لم تعلن بعد عن موقفها، حيث قد لا تتحمس هي الأخرى للفكرة.

ودافعت النائب الثالث للرئيس ووزيرة التحول البيئي، تيريزا ريبيرا، عن “خطة إيطاليا” يوم الخميس وقالت أن الحكومة تقدر “بجدية كبيرة” إمكانية بناء خط أنابيب غاز تحت الماء مع إيطاليا بعد إحجام فرنسا عن مشروع ميدكات.

في انتظار قبول فرنسا

في محادثة غير رسمية مع الصحفيين الذين غطوا جولته في أمريكا اللاتينية، أوضح سانشيز أنه لن يتخلى عن خيار الربط عبر فرنسا وأنه في الواقع سيحاول إقناع الفرنسيين بأنه الخيار الأفضل والأكثر منطقية. واعترف بأن فرنسا ألغت الحظر المفروض على توصيلات الكهرباء التي كانت معلقة مع اسبانيا، ولكن ليس الغاز، ويريد إقناع ماكرون وأن بلاده لا يجب أن تكون الحاجز لمنع شبه الجزيرة الأيبيرية من تزويد أوروبا بالطاقة والمساهمة في الاستجابة التي يجب أن تقدمها أوروبا إلى “ابتزاز الطاقة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بينما يتفاوض رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز والمستشار الألماني على ربط الغاز عبر جبال البرانس في انتظار قبول فرنسا، يعزز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العلاقات مع الجزائر نظرا لدور الجزائر الريادي في سوق الطاقة الدولية. ووصل ماكرون، الخميس، في زيارة تدوم ثلاثة أيام لتأمين الإمدادات في مواجهة أزمة الطاقة.

وبحسب قصر الإليزيه، فإن الرئيس ماكرون “اتخذ قرارا بتوجيه هذه الزيارة نحو المستقبل … وإرساء الأسس لإعادة إطلاق العلاقة”. سافر على رأس وفد قوامه 90 شخصا من الوزراء وكبار رجال الأعمال والشخصيات الرياضية.

وتوجد حكومة سانشيز في وضع لا تحسد عليه، فمن جهة تواجه رفضا فرنسيا قاطعا لمشروع “ميدكات” بسبب تكاليفه المرتفعة (3 مليار يورو) والشكوك حول جدوائيته الاقتصادية ومدى كونه الحل الحقيقي لأزمة الطاقة في أوروبا، ناهيك عن كونه استثمارا ضخما يفترض أن يوجه للطاقات المتجددة وليس للغاز.

ومن جهة أخرى، إيطاليا لها شراكات اقتصادية مهمة مع الجزائر، أول مزود لها للغاز، ولن تغامر بهذه الشراكة من أجل مشروع لا يزال في الهواء، ويأتي بالدرجة الأولى في مصلحة إسبانيا وليس إيطاليا. فالغاز الذي سيعبر إلى إيطاليا قادما من إسبانيا يمكن أن تحصل عليه روما مباشرة من الجزائر التي عززت قطاعها الغازي باكتشافات جديدة واستثمارات ضخمة قد ترفع إنتاجها إلى مستويات قياسية، ناهيك عن احتمال وصول الغاز العابر للصحراء من نيجيريا إلى الجزائر ثم إلى إيطاليا.

كل ذلك يضاف له التكاليف المرتفعة للمشروع نحو إيطاليا، فإذا كانت تكلفة “ميدكات” بين إسبانيا وفرنسا مرتفعة وقد يطول لسنوات قبل إنجازه وهو مشروع في البر، فما بالك بالمشروع المقترح مع إيطاليا والذي يمر عبر البحر حيث ستكون تكاليفه أعلى بكثير.

المصدر: إسبانيا بالعربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *