حايك بوعوينة.. لباس بلاد الأندلس القديم الذي لا زال منتشرا في بعض البلدان المغاربية
أخبار إسبانيا بالعربي – الحايك هو زي تقليدي إشتهرت به المرأة العربية عامة، غير أنه عرف إنتشارا واسعا في دول المغرب العربي، إذ يعد لباسا تراثيا هو عبارة عن قطعة من القماش، تستر الوجه وسائر الجسد، وأصل كلمة حايك من الفعل حاك أي نسج، وحسب مختلف المصادر التاريخية، ينسب الحايك إلى الأندلسيين و لو أن بعض المؤرخي ألحقوا هذا الزي بالعهد العثماني، و لكن المرجح هو أن أصله أندلسي.
وامتد ذلك التقليد الإسلامي الذي ذكره أبي حيان في كتابه “البحر المحيط” حتى لأمريكا اللاتينية بفضل الأندلسيين الذين هاجروا إليها بعد سقوط الأندلس في 1492 م، و الذين نقلتهم اسبانيا لمستعمراتها حتى يكونوا خدما لها ..
وفي الصورة التي تعود لأوائل القرن 20 م تظهر امرأة من أصول أندلسية موريسكية في ليما عاصمة البيرو ترتدي الحجاب (La Tapada) على الطريقة الأندلسية.
أما في جنوب الأندلس فقد بقيت النسوة على ذلك التقليد حتى منتصف القرن 20 ميلاد
وإنتقل هذا اللباس مع الموريسكيين إلى المغرب العربي، يسمى في المغرب الإزار أو المئزر وفي تونس السفساري، وكان يُسمى في الأندلس المِلحف وفي الجزائر بالحايك حيث تختلف طريقة لبسه وتفاصيله من منطقة لأخرى ففي الجزائر العاصمة وعموما وسط الجزائر، يسمى بحايك لمرمرة ويرافقه قطعة توضع على الوجه تسمى بالعجار.
أما في المناطق الداخلية للجزائر، يسمى بوعوينة حيث تترك المرأة عين واحدة فقط تنظر بيها إلى الطريق، أما في ولايات الشرق يسمى بالملاية ويكون أسودا في الغالب، أما في الغرب يسمى بحايك العشعاش. وأصبح اليوم في الجزائر يقتصر على العجائز او على العرائس اللواتي يخرجن به من بيوت أبائهم إلى بيوت أزواجهم، وهذا كدليل على السترة والحشمة والوقار.
المصدر: البحر المحيط لأبي حيان / إسبانيا بالعربي.