اشترك في قناتنا على الواتساب
انقر هنا
شؤون إسبانيةسلايدر

حرب الطائرات المقاتلة: هكذا تتنافس إسبانيا والمغرب والجزائر على القوة الجوية

على مدرجات قاعدة تورخون الجوية الإسبانية، تزمجر طائرات يوروفايتر تايفون الإسبانية. بينما على الضفة الأخرى لمضيق جبل طارق، تستعد المقاتلات إف-16 المغربية في قاعدة سيدي سليمان لرحلات تدريبية. وفي عمق الصحراء الجزائرية، يتدرب الطيارون على متن طائرات سوخوي سو-30 إم كي إيه وسو-35. ثلاث دول متجاورة، اثنتان منهما في صراع معلن منذ عقود، تحت مراقبة إسبانيا التي تعيش مرحلة إعادة تسليح في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.

إسبانيا: سباق مع الزمن لتحقيق معايير الناتو

تسابق إسبانيا الزمن لرفع إنفاقها العسكري إلى 2% من الناتج المحلي بحلول نهاية 2024، وفقا لالتزاماتها مع حلف الناتو. ويأتي ذلك وسط معارضة من اليسار الإسباني، بينما يُعتبر برنامج هالكون II (تطوير أسطول يوروفايتر ترانش 4) خطوة لتعزيز الدفاع الجوي رغم عدم كونه طائرة من الجيل الخامس.

الخبير العسكري مانويل موراتو:
“التدريب والقدرة على التشغيل المشترك مع حلفاء الناتو يمنحان القوات الجوية الإسبانية ميزة أمام جيرانها الجنوبيين.”

المغرب: تحديات التحديث والتمويل

من جانبه، يعتمد المغرب على طائراته الأربع والعشرين من طراز إف-16 سي بلوك 50، على غرار طائرات بولندا وتشيلي. ورغم وجود عقد لشراء طائرة إف-16 في بلوك 70 الجديدة، إلا أن تسليمها تأخر وسط طوابير طويلة من الطلبات العالمية. وقد أعرب المغرب عن نيته تحديث أسطوله الحالي، إلا أن هذا الطموح يواجه تحديات بسبب محدودية موارده المالية.

يعتمد المغرب على أسطوله من إف-16C بلوك 50، مع طلب معلق لشراء إف-16V بلوك 70 المتأخر بسبب ازدحام الطلبات العالمية. ورغم طموح الرباط للحصول على إف-35، يشكك الخبراء في جدواه المالية:

خيسوس بيريز تريانا (محلل دفاعي):
“الحسابات غير متوازنة. حتى صيانة الأسطول الحالي تمثل عبئًا ماليًا ثقيلًا.”

الجزائر: عملاق التسلح الإفريقي

يشغل سلاح الجو الجزائري ترسانة من طائرات سو-30 إم كي إيه، وميج-29 روسية الصنع، ومؤخرا، طائرات سو-35 التي سبق أن طلبت مصر شراءها، والتي رُصدت في البداية أنها متجهة إلى إيران. وقد استلمت الجزائر خمس طائرات سو-35 على الأقل في إطار صفقة سرية مع روسيا. وستُكمل هذه الطائرات أسطولها الحالي المكون من 63 طائرة سو-30 إم كي إيه، مما يُرسخ مكانتها كواحدة من أكثر القوات الجوية تطورا في أفريقيا.

تتصدر الجزائر مشتريات الأسلحة في إفريقيا، حيث زادت إنفاقها العسكري بنسبة 12% في 2024. وتُعزز قواتها الجوية بأسطول من سوخوي سو-30 إم كي إيه وسو-35، مع تطلعات لامتلاك سو-57 الروسية (الجيل الخامس)، رغم شكوك حول قدرة روسيا على التصدير أثناء حرب أوكرانيا.

فارزين ناديمي (خبير دفاعي):
*”السو-35 متفوق في المناورة والرادار بعيد المدى (400 كم)، لكن حجمه الكبير يجعله عرضة للإصابة.”*

المقارنة الإقليمية: من الأقوى؟

يقول بيريز تريانا: “نظريا، تحتل إسبانيا المركز الأول، تليها الجزائر، ثم المغرب بفارق كبير”. لكن ليس كل شيء يُقاس بالرادارات أو المحركات. فقدرة الصيانة، وكفاءة الطيارين، والاستقلالية اللوجستية، والتدريب تُحدث فرقا كبيرا.

ويتذكر هذا المحلل قائلا: “يكمن ضعف المغرب الكبير في اعتماده الخارجي على صيانة الطائرات. فحتى وقت قريب، كانت طائراته من طراز إف-16 تُنقل إلى البرتغال أو إسبانيا للصيانة”. وقد بذلت الجزائر جهودا لتحقيق الاستقلال، على الرغم من أن تدريباتها “غالبا ما تُشبه الاستعراضات العسكرية أكثر منها مناورات عسكرية فعلية”، كما يعتقد.

  • إسبانيا: تتفوق بالتكنولوجيا والاندماج مع الناتو.
  • الجزائر: الأكثر عددا وقوة نيرانا، لكن بتدريب مختلف.
  • المغرب: يعاني من الاعتماد على الخارج في الصيانة والتمويل.

إدواردو زاماريبا (جنرال متقاعد):
“لا توجد مخاطر صراع مباشر، لكن السباق يعكس صراع نفوذ في المغرب الكبير.”

المستقبل: هل سيدخل إف-35 إلى المنطقة؟

السؤال الأهم هو: ماذا بعد؟ إذا قررت إسبانيا في نهاية المطاف الانضمام إلى نادي طائرات F-35، فستُحقق قفزة نوعية، حيث تُحلق مقاتلة شبحية بالفعل في سماء إيطاليا والمملكة المتحدة وهولندا. يقول زاماريبا: “ستكون هذه المقاتلة هي التي ستتمتع بتوافق تشغيلي كامل في أوروبا، باستثناء فرنسا التي تمتلك مقاتلتها الخاصة، رافال. ولكنه أيضا قرار سياسي واستراتيجي”.

بالنسبة للمغرب والجزائر، يكمن مستقبلهما في قدرتهما على مواصلة التحديث دون المساس باقتصاديهما. إن سباق الطائرات المقاتلة في جنوب البحر الأبيض المتوسط ​​ليس مجرد قضية عسكرية، بل هو تعبير عن القوة والطموح الإقليمي والتنافس الأبدي على الهيمنة على المغرب العربي. ويختتم موراتو قائلا: “التفوق الإسباني حقيقي. لا داعي للخوف. علينا الدفاع عن أنفسنا، ولدينا منظمة كاملة مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدعمنا، مع أنه من الصحيح أن علينا تحسين قدراتنا”.

إذا حصل المغرب على إف-35، سيكون أول دولة عربية وإفريقية تشغلها. بينما تُدرس إسبانيا الانضمام لنادي مستخدمي هذه المقاتلة، رغم مخاوف فقدان السيادة التكنولوجية.

“التفوق الإسباني حقيقي، لكن المعادلة تتجاوز الأسلحة إلى التدريب والبنية التحتية.” — مانويل موراتو.

المصدر: إل إندبندينتي/ إسبانيا بالعربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *