شركة سعودية تستحود على معظم أسهم Telefónica أكبر شركة اتصالات إسبانية والحكومة تدرس تأثير الصفقة على الأمن القومي
أعلنت مجموعة stc السعودية الاستحواذ على حصة 9.9% من أسهم مجموعة تيليفونيكا (Telefónica)، إحدى أكبر شركات الاتصالات في العالم والتي تعمل في كل من إسبانيا وألمانيا وبريطانيا بالإضافة إلى البرازيل، وتتمتع بحصة سوقية رائدة في كل منها. وقد بلغت القيمة الإجمالية للصفقة 8.5 مليار ريال، ما يعادل 2.1 مليار يورو. ويمثل هذا الاستحواذ خطوة أخرى لمجموعة stc في إطار استراتيجية التوسع والنمو المستمرة التي تعتمدها المجموعة.
وذكرت stc أن هذه الخطوة تعكس ثقتها بقدرة تيليفونيكا (Telefónica) على الاستمرار في النمو، حيث تمتلك محفظة من أصول البنية التحتية والمنصات التقنية المتقدمة، بما في ذلك الذكاء المعرفي، والحوسبة الطرفية، وإنترنت الأشياء.
استثمارات خارجية للشركة
وتتماشى هذه الخطوة مع الاستثمارات التي قامت بها المجموعة في مختلف قطاعات الاتصالات داخل المملكة وخارجها، كان آخرها استحواذ شركة توال التابعة لمجموعة stc على أبراج شركة يونايتد غروب في كل من بلغاريا و كرواتيا وسلوفينيا.
وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة stc الأمير محمد بن خالد العبدالله الفيصل، “تجمع بين stc وتيليفونيكا (Telefónica) رؤية وأهداف مشتركة، حيث تسعى الشركتان إلى توظيف التقنيات المتقدمة لتوفير أفضل خدمات الاتصالات للمستخدمين، إلى جانب اعتماد استراتيجية فعالة لتسريع وتعزيز النمو، ويمثل هذا الاستثمار استمراراً لتنفيذ استراتيجيتنا في التوسع والنمو، من خلال الاستثمار النوعي في مختلف قطاعات التقنية والبنية التحتية الرقمية في الأسواق الواعدة حول العالم.”
التعاون بين الشركتين
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة stc، عليان الوتيد: “يعكس استثمارنا في تيليفونيكا (Telefónica) الإمكانات التي تحظى بها الشركة، وقدرتها على تعزيز القيمة للمساهمين، و ثقتنا في استراتيجية الشركة و ادارتها. كما نؤكد التزامنا بتوطيد التعاون بين الشركتين، بهدف الاستفادة من جميع الفرص المتاحة انطلاقاً من دورنا كمساهمين فيها على المدى الطويل.”
وأضاف الوتيد : “تشكّل هذه الصفقة فرصة استثمارية واعدة تتيح لنا الاستفادة الأمثل من وضعنا المالي المتين، مع الاستمرار في سياسة توزيع الأرباح المعتمدة”.
مخاوف في إسبانيا
وقد وضعت الحكومة بالفعل آليات لتحديد ما إذا كان سيتم السماح بالاستحواذ على ما يصل إلى 9.9% من شركة Telefónica من قبل مجموعة STC، مجموعة الاتصالات التي تسيطر عليها الحكومة السعودية. وجاء الإخطار بالعملية أمس، في اللحظة الأخيرة، لكن حتى اللحظة يبدو أن المعلومات المرسلة من الرياض تؤكد أنها ليست حركة معادية، ولا تسعى للسيطرة على الشركة الإسبانية أو تغييرات كبيرة في الإدارة.
وصرحت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية قائلة: “من الواضح أن شركة Telefónica استراتيجية بالنسبة لإسبانيا وسنطبق جميع الآليات اللازمة، مع الأخذ في الاعتبار الدفاع عن المصالح الاستراتيجية لإسبانيا. نقوم بتحليل جميع العناصر التي تحدد تطبيق الآليات، مثل قطاع النشاط والعلاقة مع الأمن والدفاع، والمشاركة في العاصمة، وممارسة حقوق التصويت، والمشاركة في المجلس وهيئات صنع القرار الأخرى”.
حساسية القرار
القرار حساس. فمن ناحية هناك الاعتبار الاستراتيجي للشركة المشغل الأول في البلاد. ولكن في الوقت نفسه، يجب أن تقترن أي حركة بالأمن القانوني والشعور بالانفتاح على الأموال الخارجية، وهو أمر ضروري “للنمو وتحديث البلاد وخلق فرص عمل جيدة”، كما توضح الوزيرة، لكن الكلمة الأخيرة تأتي من قصر مونكلوا.
درع مكافحة الاستحواذ
وبما أن عملية الاستحواذ تتجاوز حد 5% من رأس المال، فإنها تحتاج إلى موافقة الحكومة لأنها تخضع للمرسوم الذي ينظم الاستثمارات الأجنبية، المعروف باسم “مرسوم مكافحة الاستحواذ”، الذي وافق عليه مجلس الوزراء في يوليو الماضي. لحماية الشركات الاستراتيجية. وذلك لأن شركة Telefónica لديها مشاريع مع وزارة الدفاع الإسبانية تتعلق بالأمن الوطني.
المصدر: إسبانيا بالعربي.