عالم الفلاحة الأندلسي ابن العوام الإشبيلي صانع النهضة الفلاحية بأوروبا
أخبار إسبانيا بالعربي – ولد العالم الأندلسي أبو زكريا يحيى بن محمد بن أحمد المعروف بــ ابن العوام الإشبيلي بمدينة إشبيلية في أواخر القرن الثاني عشر. تخصص في علوم الفلاحة والنبات والحيوان والفلك والطب، و هو المؤسس الفعلي لعلم الفلاحة والبيطرة.
من أشهر كتبه كتاب “الفلاحة الأندلسية” والذي يعد كنزا علميا خلال العصور الوسطى، وهو عبارة عن دليل علمي فلاحي لكل فلاح.
ابن العوام الإشبيلي صانع النهضة الفلاحية
نشأ ابن العوام في أسرة ميسورة كانت تمتلك ضيعات بمنطقة آل العوام ضواحي إشبيلية على الضفة اليمنى للوادي الكبير، مما كان سببا في تعلقه المبكر بالزراعة والفلاحة.
ساعده أبوه في الاتصال بأشهر علماء الأندلس في عصره والاستفادة بعلومهم، وإن لم يكن معظمهم متخصصاً في علوم الفلاحة أو فنون الزراعة، وهي عشقه الأول، ولذلك نشأ ابن العوام في هذا المجال نشأة عصامية. وكان ممن اطلع ابن العوام على مؤلفاتهم أبو الخير الأشبيلي الأندلسي، وابن الحاج الأشبيلي الأندلسي، ومحمد بن إبراهيم البصّال الأندلسي. كما درس على يد بعض علماء المشرق الإسلامي مثل ابن وحشية.
كان أول من وضع اللبنات الأولى لإنتقال الصفات الوراثية عن طريق التهجين بين أنواع النباتات، كما كان أول من استخدم الري بالتنقيط والتقويم الزراعي، وكان أول عالم يربط بين تربية المواشي والضيعة “التسميد”، وهو العالم الفلاحي الوحيد الذي أخد منه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة.
للأسف جل مصنفات ابن العوام الإشبيلي المؤلفة بالخط العربي ضاعت بسبب هجمات القشتاليين، كما بذل علماء الغرب كل جهدهم لطمس هوية ابن العوام بعد أن نسبوا مصنفاته إليهم، وفي القرن 17م تم العثور على كتاب “الفلاحة الأندلسية” بالخط العربي البديع بأحد الأديرة جنوب الأندلس، ليعاد طبعه بالعربية خلال القرن 19م.
وأَلَّف ابن العوام -أيضًا- رسالة في (تربية الكرم)، وقد عُثر له على مخطوط بعنوان: (عيون الحقائق وإيضاح الطرائق)، وقد توفي –رحمه الله- سنة (580هـ= 1185م).
المصدر: موسوعة العلماء العرب والمسلمين/ إسبانيا بالعربي