من عبق التاريخ

قرطبة وجامع الألف عمود

أخبار إسبانيا بالعربي – كانت قرطبة حاضرة للخلافة الأموية في الأندلس حتى سقوط الخلافة عام 1031 ميلادية، تبقى شيء من جامعتها التي كانت الأولى في أوروبا وأنجبت علماء تركوا بصمتهم على الحضارة العالمية مثل الفيلسوف الوليد بن رشد وابن باجه وبن طفيل ومحمد الغافقي وابن حزم الأندلسي.

قنطرة قرطبة.. من روائع الهندسة الإسلامية

تدلف من الجسر الروماني على نهر «الوادي الكبير» – لا يزال محتفظا باسمه العربي فينتابك شعور بالرهبة والحنين أمام المسجد الجامع الذي لا تزال تعلو جدرانه المنيعة نقوشه القرآنية مخلدة عبقرية فنية نادرة وهو مسجد يتألف من ألف عمود كما يقال ويمتد على مساحة 24 الف متر مربع مع الساحات الداخلية والخارجية.

ساحة المسجد الذي تحول إلى كاتدرائية بعد سقوط قرطبة في أيدي الأسبان عام 1236 ميلادية كانت تملأها أشجار البرتقال والرمان وكان يأكل منها الجائعون والقادمون إلى المدينة من بقاع شتى

نبذة عن الناشط الإسباني منصور إسكوديرو الذي ناضل لاستعادة مسجد قرطبة التاريخي

وعلى مساحة 24 ألف متر أقيم المسجد الجامع في قرطبة ليكون واحدا من أكبر مساجد العالم الإسلامي.
بدأ بناؤه عبد الرحمن الداخل في عام 755 وتم توسيعه ثلاث مرات حتى وصل الى مساحته الحالية.
يقوم المسجد الجامع على أكثر من ألف عمود وكان يتسع يوماً لأربعين ألف مصل وقتما كان سكان قرطبة نصف مليون نسمة.

لم يرغب الإسبان في هدم المسجد عقب سقوط قرطبة فحولوه إلى كنيسة تملأ جدرانها النقوش القرآنية تتداخل مع التماثيل والأيقونات المسيحية وشواهد رفات القديسين ورجال الدين الذين دفنوا في المكان. وبدلاً من مسمى المسجد الجامع صار اسمه «موزكيتو/ كاثدرائيل» أي المسجد الكاثدرائية في إشارة لا تتكرر لمكان عبادة مسيحي حتى مئذنته الشاهقة أحيطت ببرج مربع تنتصب فوقه أجراس الكنيسة، لإخفاء طابعها الإسلامي.

قرطبة المدينة الأولى عالميا من حيث المواقع المصنفة تراثا عالميا من طرف اليونيسكو

بيوت يغمرها الضوء والشمس والظلال في الساعات المختلفة للنهار يقوم البناء حول ساحة فسيحة تتوسطها فسقيات الماء الذي ينهمر من «مزاريب» الأسطح ليتخلل أرضية يكسوها الحصى ويمر عبر الفسقية في نافورة بديعة وهكذا دواليك.

موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *