مراحل حكم المسلمين في الأندلس
إنّ حاضر المسلمين في أيامنا هذه لا يختلف عما حصل للأندلس، فما وصلوا إليه كان نتيجة الضعف، والفرقة فجاءت الهزيمة التي فككت الأندلس، يكاد معظم الناس في عصرنا هذا يجهلون تاريخ الأندلس، والتي دام حكمها في أيدي المسلمين لعدة قرون، واتفق المؤرخون على تقسيم مراحل حكم المسلمين في الأندلس إلى خمسة مراحل زمنية نوجزها كالآتي:
مراحل حكم المسلمين في الأندلس
الحكم الأموي (711-1031م):
وتشمل فترة الولادة (أثناء فتح الأندلس) أو فترة تبعيتها للخلافة الأموية في دمشق – بعد اكتمال الفتح – (45 سنة) ثم فترة الإمارة الأموية و التي أسسها عبد الرحمن الداخل بعد تمكنه من الهروب من العباسيين والإستقلال بالأندلس عن الخلافة العباسية (173 سنة) وانتهاءا بفترة الخلافة الأموية التي أعلنها عبد الرحمن الناصر (102 سنة) ردا على إعلان قيام الخلافة الفاطمية في شمال إفريقيا.
ملوك الطوائف (1031-1085م):
بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس بسبب التناحرات بين العرب والبربر وبين الأمراء الأمويين قسمت الدولة إلى 22 دويلة متناحره مع بعضها البعض، فكان معظمهم يدفع الجزية للملك الفونسو الثالث ملك قشتالة (إحدى الممالك المسيحية الشمالية) ويستعينون به على بعضهم البعض.
إجتمع ملوك الطوائف وقرروا بعد طول نقاش أن يطلبوا العون من دولة المرابطين في المغرب للتصدي لألفونسو الثالث، وفعلا وصلت الرسالة إلى يوسف بن تاشفين وعبر البحر باتجاه الأندلس وتمكن من هزيمة تحالف الإمارات المسيحية في معركة الزلاقة وعاد بعدها إلى المغرب.
وكان لكلمة المعتمد بن عباد الشهيرة بالغ الأثر في إتفاق ملوك الطوائف على دعوة بن تاشفين فقال”والله لئن أرعى الإبل لابن تاشفين خير لي من أن أرعى الخنازير في لألفونسو” حيث كانوا جميعا يخشون أن يأتي ابن تاشفين فيستولي على ممالكهم.
دولة المرابطون (1085-1147م):
بعد عودة يوسف بن تاشفين إلى المغرب دبت الخلافات ثانية بين ملوك الطوائف، فضج الناس والعلماء وبعثوا برسائل ليوسف بن تاشفين تدعوه لضم الأندلس تحت حكم المرابطين، فدخلها بعد 4 سنوات من معركة الزلاقة فحاربه البعض من ملوك الطوائف (ومنهم المعتمد بن عباد) وهزمهم وتنازل له البعض الآخر حتى وحد الأندلس مرة أخرى.
دولة الموحدون (1147-1238م):
تأسست الدولة في مدينة مراكش بالمغرب وكان أساسها الدعوة إلى قتال دولة المرابطون وتوسعوا في ألراضيها إلى أن سقطت كلها بايديهم ومنها الأندلس (1147-1154م)، خاض الموحدون معركة فاصلة مع إتحاد الممالك المسيحية بعد سنوات تخللتها الحروب والصلح سنة 1212م وهزموا فيها هزيمة ساحقة ولم تقم للمسلمين بعدها قائمة في الأندلس. فسقطت كل ولايات الأندلس تباعا ما عدا غرناطة.
مملكة غرناطة- بني الاحمر (1238-1492م):
استمرت مملكة غرناطة أكثر من 250 سنة بعد سقوط الممالك الإسلامية الأخرى في الأندلس إلى أن وقعت بيد القشتاليين في النهاية سنة 1492م وبذلك طويت صفحة المسلمين في الأندلس بشكل نهائي. فسلم أبو عبد الله آخر أمراء غرناطة مفاتيح المدينة لفرديناند ثم انصرف يناظر البلاد فبكى، فصاحت به أمه عائشة:
“ابكِ كالنساء ملكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال”. دخل أبو عبدالله الصغير التاريخ بهذه الحكاية، التي لم يتم إثبات وقوعها، بل على الأرجح تم تلفيقها، على يد المؤرخ والفيلسوف الإسباني أنطونيو دي جيبارا، الذي يعتبر الأب الروحي لفكرة تفوق العرق الأوروبي، وتطهير إسبانيا من كل ما هو غير مسيحي. والذي أثبت فعلاً وليس قولاً، بأن التاريخ يكتبه المنتصرون.
إسبانيا بالعربي.