ثقافة

مساجد أمريكا الجنوبية: مسجد باب الإسلام في تاكنا، أكبر بناء إسلامي في البيرو

أخبار إسبانيا بالعربي – بدأ وصول المسلمين إلى أمريكا اللاتينية في تقدير بعض المؤرخين في القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلادي، خاصة مع الرحلات الاستكشافية التي أرسلها أبو بكر الثاني، ملك دولة مالي لاستكشاف الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي. كما توافد مسلمون من الأندلس (والذين عرفوا بالموريسكيين) بعد توالي سقوط مدنها إلى أمريكا اللاتينية هرباً من محاكم التفتيش، خاصة في القرن الخامس عشر.

ومن ثم رافقت أعداد أخرى من المسلمين الرحلات الاستعمارية التي أرسلتها إسبانيا إلى أمريكا اللاتينية، حيث رافقت زوجة مسلمة مغربية أحد المستعمرين المرافقين للقائد “فرانثيسكو بيثارّو جونثالِث”الذي غزا إمبراطورية “الإنكا” وأسس مدينة ليما عاصمة البلاد عام 1535.

موريسكيون وموريسكيات في أمريكا الجنوبية.. البيرو والمكسيك

وفي السنوات الأولى للغزو وصل إلى بيرو نحو 400 امرأة مسلمة، الغالبية العظمي منهن كُن زوجات للمستعمرين.

ومع قدوم النساء انتشرت بعض العادات مثل: الجلباب العربي والذي أصبح أحد الأزياء الرئيسية التي فضلّها السكان الأصليين على النموذج الأوروبي، كذلك كانت الكثير من النساء يرتدين الحجاب.

وفي النصف الثاني من القرن السادس عشر أمر الأسقف الثاني في “ليما” توريبيو ألفونصو دي موجريبيخو النساء بخلع الحجاب وإلا فسيطردن من الكنيسة، إلا أنهن تمردن وأصررن على ارتدائه منذ منتصف القرن السادس عشر تقريبا حتى حوالي عام 1860. وإلى وقت قريب تظهر صور كثيرة نساء ليما بالجلباب الفضفاض وبالنقاب الذي يظهر عين واحدة، كما كن أسلافهن من الأندلسيات يفعلن.

FB IMG 1650345043180
نساء ليما بالنقاب

ومن أبرز شواهد الوجود الإسلامي في دولة البيرو وجود الطابع المعماري الأندلسي، الذي يميّز مساكن العاصمة ليما، حتى يُخيّل إلى من يجول في شوارعها أنه في قرطبة أو إشبيلية، حيث تتميز العاصمة بأنها المدينة الوحيدة في أمريكا اللاتينية التي بها هذا النوع من الشُرفات والمآذن المُصممة على الطراز العربي.

ولقد ظهر تأثير المسلمين بجلاء في أساليب البناء وفنون العمارة، والدليل على ذلك هو بناء قصر “برج تاجلى” Palacio Torre Tagle عام 1735 على الطراز الإسلامي.

ورغم أن المسلمين وصلوا بيرو منذ عدة قرون، فإن الهجرة الإسلامية الأكثر وضوحًا هي تلك التي حدثت خلال أواخر القرن التاسع عشر وأثناء القرن العشرين، عندما هاجر إليها أعداد كبيرة من سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من البلدان”.

وكان المسلمون الأوائل في “بيرو” من المهاجرين العرب كما هو الحال في باقي دول أمريكا اللاتينية، واستمر الحال هكذا حتى العقد الأخير، حيث ازدادت عملية انتشار الإسلام تدريجيًا – لا سيَّما في مدينتي “ليما” و”تاكنا” إلا أنه لا توجد أعداد رسمية صادرة من الدولة حتى الآن.

وعلى المستوى السياسي، تقلَّد المسلمون في بيرو العديد من المناصب السياسية مثل: السيد عمر كريم شحادة مويا Omar Karim Chehade Moya الذي تقلد سابقًا منصب النائب الثاني لرئيس الجمهورية، إضافة إلى الأعضاء الذين تقلدوا بعض المناصب في المجالس النيابية.

وفي بلدية تاكنا Tacna يعيش الكثير من المسلمين الباكستانيين، وأغلبهم يعمل بالتجارة في المنطقة الحرة على الحدود مع تشيلي، ويوجد مسجد في هذه المنطقة، وقد اعتنقت الكثير من النساء البروانيات الإسلام بعد زواجهن.
ورغم قلة عدد المسلمين في بيرو، حيث يشكلون أقل نسبة لمجتمع إسلامي في الدول اللاتينية، فإنهم يمتلكون تأثيرًا كبيرًا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

بني مسجد باب الإسلام في تاكنا عام 2000م، على نفقة أحد مسلمي باكستان وهو شير أفضل خان باريكوتي. وهو البناء الإسلامي الوحيد في بيرو على الطراز المعماري التقليدي الإسلامي. ويضم مدرسة إسلامية رسمية للأطفال المسلمين تتميز باحتوائها على تقنيات تعليمية جيدة.
وتقام الأنشطة فيه بشكل ثنائي اللغة: إسبانية وعربية.

المصادر: الأزهر / ويكيبيديا / إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *