هل حقًّا طُرد كل أحفاد الأندلسيين من إسبانيا؟
أخبار إسبانيا بالعربي – اكتشف الباحثون أن أعدادا غير معروفة من الموريسكيين اختفت عن الأنظار أو غيّرتْ هوياتها لتفادي الطرد في سنوات 1609م/1614م ريثما تمر العاصفة، واختلط بعضهم بـ “المسيحيين القدماء”، أيْ الإسبان من غير أحفاد الأندلسيين، خصوصا أن الشبه كبير بين الطرفين، واختلطوا بأعراق أخرى أيضا كالغَجَر، لا سيّما في إشبيلية.
واكتشف الباحثون أن موريسكيين كثيرين عادوا من منافيهم المغاربية والفرنسية والإيطالية سرًّا إلى إسبانيا بعد عجزهم عن التأقلم مع البيئة الجديدة في برّ العدوة وقد أفلتوا من أعين وحسابات القائمين بالإحصائيات من أعوان السلطات الإسبانية.
وعندما جاءت التحوُّلات العميقة التي طالت إسبانيا في منتصف سبعينيات القرن الماضي إثر وفاة الدِّكتاتور الجنرال فرانكو، طَفَتْ مجددا الذاكرة المكبوتة على السطح، وأَعْلَنَتْ شرائح مهمة من المجتمع الإسباني، دون خوف لأول مرة منذ قرابة 5 قرون، أنها تنحدر من الأندلسيين والموريسكيين الذين أُخرِجوا من ديارهم بغير حق.
ومن بين الذين فاجأوا الرأي العام والباحثين دوقة مدينة سيدونيا لويزة إيزابيل الفارس دي طوليدو (Luisa Isabel Álvarez de Toledo) التي كان لها لقاء مثير مع الباحث المغربي علي المنتصر الكتاني في قصرها الإسباني في بلدة سَانْ لُوقَا دِي بَارَامِيدَا (Sanlúcar de Barrameda) قُرب مصبِّ الوادي الكبير.
سألها الكتاني عن السبب الذي دفع بأحد أجدادها الذي كان دوق سيدونيا ومُمثِّل المَلِك الإسباني في المنطقة إلى المشاركة في انتفاضة بقايا الموريسكيين عام 1644م بدعمٍ من ملك البرتغال، وروى بهذه العبارات مضمون الحديث الذي دار بينهما قائلا:
“قلتُ لها: “ما سبب ذلك؟!”. وإذا بجوابها كان أغرب مما كنت أتوقع، حيث أجابتني: “بديهي؛ لأن أصلنا – عائلة دوق مدينة سيدونيا – مسلمون، بل أكثر من ذلك إننا كنا مسلمين سِرًّا”. وقالت لي: “تعال أُرِيكَ شيئا في قصرنا, كنت أدق حائطا وعندما أَسْقَطْتُه وجدتُ أسْفله مسجدا داخل القصر”، وفعلا صَلَّيْتُ (…) في ذلك المسجد داخل القصر. فإذن, هذا الدوق –رحمه الله– قام بمجهود كبير لتحرير الأندلس”.
المصدر: الأندلسي / إسبانيا بالعربي.