رياضة

تعرف على ما يدور بين حكام كرة القدم عبر أجهزة الاتصالات خلال المباريات

اخبار اسبانيا بالعربي/ بدأ في القرن الـ21 الاعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة في إدارة مباريات كرة القدم، ومنها نظام الاتصال اللاسلكي بين الحكام، الذي نكشف أهم قواعد الحديث فيه وما يقوله الحكام لبعضهم البعض خلال سير المباريات؛ خاصة بعد ظهور حكم الفيديو المساعد “فار” (VAR) منذ مونديال 2018.
ويعد حكم الساحة المستفيد الأكبر من الاتصال اللاسلكي؛ لأنه يضمن أكبر مساعدة ممكنة له، خاصة خلال المواقف الصعبة، وكثيرا ما يحدث ذلك بدون أن يشعر أحدا مطلقا بأن القرار الذي اتخذه الحكم بناء على مشورة الحكم المساعد أو حكم الفار أو حتى الحكم الرابع.

تواكل بعض الحكام

ويروي أحد الحكام السابقين -رفض ذكر اسمه- أن بعض الحكام أصبحوا يتّكلون على مساعدة باقي أفراد الطاقم في معظم المواقف التحكيمية.
ويتذكر أنه عاون ماسيمو بوساكا، مدير التحكيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (FIFA) حاليا، وكان كثيرا ما يردد كلمة “ساعدني” في الكثير من الحالات التحكيمية أثناء المباراة، مشيرا إلى أنهم كانوا يبدون رأيهم، الذي غالبا ما يأخذ به، ولا يظهر سوى أنه صاحب القرار.
وبالطبع، فإن الحكم المتميز هو الذي لا يطلب رأي مساعديه؛ إلا في أضيق الحدود، وفي الحالات التحكيمية القريبة منهم أو الحالات الصعبة، التي لا يملك زاوية رؤية جيدة له تمكنه من اتخاذ القرار الصحيح، وهي وظيفة حكام الفار الأساسية.
وكان الحكام قبل ظهور أنظمة الاتصالات اللاسلكية بينهم، يستعينون بإشارات متعارف عليها بدلا من الكلام، وأحيانا يستدعي الحكم المساعد أو الرابع حكم الساحة لتنبيهه لخطأ جسيم وقع بعيدا عنه ليتخذ القرار المناسب.

4 حالات

ويذكر الحكم الدولي القطري، عبد الرحمن الجاسم، الذي شارك في التحكيم بكأس العالم في روسيا 2018، أن الحديث بين حكام الفار وحكام الساحة عبر الدائرة المغلقة للحكام يجب أن يكون جادا ومحددا في القرارات الأربعة، التي حددها قانون كرة القدم فقط، وهي عبور الكرة خط المرمى من عدمه، أو التسلل في حالة الأهداف المشكوك فيها، وحالات الطرد والإنذار للاعب الذي ينذره الحكم أو يطرده عن طريق الخطأ بدلا من زميله، وركلات الجزاء المشكوك فيها التي احتسبت أو التي لم تحتسب.
ويؤكد الجاسم الذي أدار المباراة النهائية لكأس العالم للأندية في قطر 2019 أنه لا يسمح بأي كلام خارج النص، حتى لا يخرج الحكام عن تركيزهم خلال المباريات.
ويقول أحد الحكام الدوليين المساعدين السابقين -رفض ذكر اسمه-  للجزيرة نت إنه كثيرا ما ساعد حكام الساحة، الذين عاونهم في الحالات الصعبة أو البعيدة عنهم، وحتى في البطولات الدولية بدون أن يشعر أحدا، ويذكر أنه في كأس العالم للشباب عام 2009 في مصر أشار على حكم الساحة باحتساب لمسة يد على مهاجم لعب الكرة بيده بطريقة ماكرة بعيدا عن زاوية رؤية الحكم، وكان في طريقه لتسجيل هدف لفريقه في الدور ربع النهائي.
ويؤكد الحكم السابق أن أجهزة الاتصالات تسهل المهمة على الحكام، وتلغي الطريقة القديمة باستدعاء الحكم المساعد أو الرابع لحكم الساحة في مشهد كان مألوفا وسط زحام من اللاعبين المتطفلين، الذين يريدون سماع حديث الحكام.

تعليمات الفيفا

وحتى نوضح ما يجب وما لا يجب أن يقال في حوارات الحكام عبر السماعات، نستعرض أهم التعليمات التي عممتها لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على الحكام بعد دخول الفار، وهي تدور حول الحالات الأربع السابق ذكرها فقط.
حيث يجب أن يكون الكلام مركزا في الحالة والحدث فقط، وأن يكون المتحدث واحدا، وأن يبدأ كلامه بذكر اسمه، والباقي يجب أن ينصتوا له ولا يقاطعوه حتى يوصل فكرته.
ويجب أن يكون الكلام عبر السماعات للتأكيد وليس للنفي (مثال في حالة خطأ داخل منطقة الجزاء، يجب على المتحدث من طاقم التحكيم أن يقول ركلة جزاء ولا يجب أن يقول ليست ركلة جزاء)، كما يجب أن يكرر الكلمة 3 مرات؛ مثال (ركلة جزاء- ركلة جزاء- ركلة جزاء) للتأكيد على كلامه وتوضيحه.
ويمكن أيضا في إطار مساعدة الحكم، أن يتم توجيه النصيحة له بشأن التحركات والتمركز، وليس القرارات الفنية فقط، كما يمكن أن يطلب الحكم المساعدة في أي قرار من مساعديه عبر السماعات.
ويجب هنا أن نرسي قاعدة، وهي أن القرار ليس احتساب ضربة جزاء أو طرد أو مخالفة إلى آخر هذه القرارات؛ بل قد يكون القرار هو عدم احتساب مخالفة في حالات كثيرة، وإن الحكم الأفضل هو من يجيد اتخاذ القرارات في الحالتين.
أما بخصوص حكم الفيديو المساعد (الفار)، فحكم الساحة فقط هو المخول بالتحدث معه باستثناء حالات التسلل الدقيقة والصعبة، فيسمح للحكم المساعد فيها أن يتحدث مع الفار والعكس.
وهناك تعليمات في هذه الحالات أن يقول الحكم المساعد باللغة الإنجليزية 3 مرات “تأخير تأخير تأخير” (delay delay delay)؛ أي إنه سيتأخر في اتخاذ قرار التسلل في إشارة للفار أن الحالة صعبة وتحتاج المراجعة عبر الشاشات.

المصدر : الجزيرة نت/ موقع اسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *