سلالة بني الأحمر الغرناطية بين تطوان ومورسية
أخبار إسبانيا بالعربي – رغم اغتراب أبي عبد الله, أخير ملك غرناطة, ورحيله خارج الجزيرة الإيبيرية, إلا أن جزءا من عائلته استمر في العيش في مملكة مورسية الملاصقة شرقا لمملكة غرناطة في الأندلس.
للتعرف على تفاصيل أكثر, لا بُد من العبور إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. فقد أُعيدَ اكتشاف الذرية المفقودة قبل قرن من الزمن تقريبا من طرف بلاس انفانتي, أب الوطن الأندلسي. سافر بلاس انفانتي إلى تطوان و هناك عثر على عائلة الأحمر المنحدرة من العائلة الملكية النصرية, و هي عائلة حافظت من جيل إلى جيل على تراث شفهي يفيدُ بأنها ليست من نسل الملك أبي عبد الله و إنما من نسل أحد أبناء عمومته.
الشي الجديد في ما توصل إليه بلاس انفانتي يكمن في إثبات استمرار هذه السلالة الحاكمة في المغرب الأقصى, مُعززا بذلك ما ذكره المؤرخ المقري التلمساني قبل قرون عندما كتب في نفح الطيب عن ذرية أبي عبد الله: “”ترك ولدين هما: يوسف وأحمد. واستمر عقبه متصلا معروفا بفاس مدى أحقاب، ولكنهم انحدروا قبل بعيد إلى هاوية البؤس والفاقة”. كان هذا ما وقف عليه المؤرخ المقري حين زيارته لمدينة فاس عام 1627.
الزعفران.. من محاصيل التي أدخلها المسلمون في الأندلس
في عام 2011, أوردت صحيفة إلموندو الإسبانية مقالا ذكرَ فيه أحد أفراد عائلة الأحمر التطوانية أن جدهم –أحد أبناء عمومة أبي عبد الله- جاء إلى المغرب قادما من مورسية, و التي كانت فيها ممتلكات لأجدادهم. و قد حافظت هذه العائلة على شجرة نسبها كدليل على نسبها المُرسي. كما تناقلت التراث الشفهي القائل بأنهم أجدادهم عاشوا قرونا طويلة في مورسية حتى أُجبروا على مغادرتها بناءا على قرار طرد المورسكيين الذي أصدره فليبي الثالث عام 1609.
أبوحيان الأندلسي الغرناطي وكتابه البحر المحيط
الأمر المثير للانتباه اليوم هو وجود حوالي 200 شخص في إسبانيا يحملون لقب الأحمرLahmar, أغلبهم في مورسية.
المصدر: مقال “الأحفاد المورسيون للملك أبي عبد الله” “Los descendientes murcianos del rey Boabdil” للباحث في التراث المورسي أنطونيو بوتياس Antonio Botias
موقع إسبانيا بالعربي