مؤرخ إسباني: ليس صحيحا أن المسلمين قد حكموا إسبانيا لثمانية قرون وهذا هو الدليل
اخبار اسبانيا بالعربي/ كتب المؤرخ الإسباني، آنخيل فييغاس، مقالا فند فيه اعتقادا سائدا في إسبانيا وبين أوساط المسلمين بأن هؤلاء سيطروا على قشتالة أو ما تعرف حاليا بإسبانيا طيلة ثمانية قرون. وجاء في مقال المؤرخ الإسباني: “إنها تبدو بديهية بسبب كثرة تداولها، فمن الواضح أنها مقبولة بدون دليل. يستدل بها المؤرخون الجادون وغير الجادين وحتى الهواة، حيث يعتبرون أن المسلمين عاشوا على أرض إسبانيا لمدة ثمانمائة عام.. دعونا نعترف أنه من خلال التقريب يكون هذا الرقم مقبولا، لكن الحقيقة أن المسلمين استقروا في إسبانيا 781 عاما فقط، كما أنه من غير مؤكد تماما أنهم استقروا في جميع أنحاء إسبانيا لمدة ثمانية قرون.
ولاّدة بنت المستكفي.. حلم العاشقين في الأندلس التي أشعلت حرب الوزراء
دعونا نأخذ الوقت الكافي لمراجعة ما حدث من 711 إلى 1492. في التاريخ الأول، دخل المسلمون إسبانيا بالتأكيد من إفريقيا. لن نتطرق إلى العوامل التي ساعدت في ذلك مثل خيانة الكونت دي في التاريخ الأول المشار إليه.
هناك من يتصور بأن دخولهم كان بفضل انتصار عسكري سريع، مثل الحرب الخاطفة. على العكس من ذلك، كانت عملية طويلة استمرت خمسة عشر عاما، من 711 إلى 726، حيث تم الاستيلاء على شبه الجزيرة الأيبيرية وجزء من جنوب فرنسا الحالية؛ على الرغم من أن أراضي شبه جزيرة المملكة قد تم احتلالها بالفعل من قبل المسلمين في عام 720، بعد عشر سنوات من بداية الفتح.
“زرياب” فنان الأناقة والإتيكيت، كيف كان سبباً في سقوط حكم المسلمين بالأندلس؟
لكن ما يسمى كورنيسا الشمالية، أو إقليم كانتابريا حاليا، لم يسيطروا عليها أبدا وكان رد الفعل لاستعادة الأراضي المفقودة شبه فوري، لأنه في عام 718، أي بعد سبع سنوات من دخول المسلمين، أسس دون بيلايو مملكة أستورياس وبدأ المقاومة المسيحية. في عام 722، أي بعد 11 عاما من وصول القائد المسلم طارق بن زياد، انتصر الملك المسيحي في معركة كوفادونغا واستمر في هدفه لاستعادة الأراضي التي احتلها المسلمون. يمكن اعتبار المعركة المذكورة أعلاه بداية لعملية استرداد الأراضي الإسبانية وبداية أفول نجم المسلمين في قشتالة.
ليس غرضنا عمل تسلسل زمني لعمليات الاسترداد التي قام بها المسيحيون في الأراضي المحتلة من طرف المسلمين، ولكن بعد 21 عاما من وصول طارق بن زياد، نجح الملك ألفونسو الأول ملك أستورياس في طرد المسلمين من غاليسيا وشمال البرتغال.
من هي الجارية التي هزمت علماء الأندلس بأسئلتها العلمية؟
تقدمت عمليات الاسترداد على جبهات مختلفة في شبه الجزيرة، وتشكلت ممالك ومقاطعات مختلفة تستعيد الأراضي المفقودة تدريجيا. هذه الممالك هي أستورياس، غاليسيا، ليون، والتي ستمتص مقاطعة قشتالة، والتي ستعطي لاحقا اسمها للمملكة بأكملها، وأراغون، بصرف النظر عن المقاطعات الأخرى.
هل حقّا طُرد كل أحفاد الأندلسيين من إسبانيا؟
سيتم إعادة إسكان الأراضي الجديدة بواسطة المستعربين الذين يفرون من تحت حكم المسلمين، لأن التعايش بين الثقافات الثلاث لم يكن جيد جدا، حيث أن المعاملة التي تلقوها من المسلمين كانت في معظم الأوقات مذلة ومهينة، إذ تم توثيق بعض حالات الاضطهاد حتى الموت. قرطبة هي المدينة المسيحية التي أحصت أكبر عدد من الشهداء بعد روما. وبعد تعرض سكانها للقتل على يد الرومان، هلك الباقي في عهد المسلمين.
من روائع الهندسة الإسلامية الأندلسية.. مسجد قرطبة الكبير
وكان سكان قرطبة الأصليين من المسيحيين يسعون للشهادة، حسب اعتقادهم، وهو ما يدفعهم للوقوف أمام قادة الجيوش الإسلامية لإهانة العقيدة الإسلامية لتتم تصفيتهم في الحين.
ويختم المؤرخ الإسباني مقاله بالقول: لم يسيطر المسلمون على إسبانيا لمدة ثمانية قرون.
المصدر: دياريو سيغلو 21/ موقع إسبانيا بالعربي.
