أخبار إسبانيا بالعربي – هناك حرب سرية على الإنترنت بين مزودي خدمة الإنترنت وخدمات بث المحتوى، بقيادة نتفلكس و يوتيوب و بيت تورنت. يمثل البث والتنزيلات بالفعل غالبية حركة المرور على الإنترنت. بحلول عام 2021، وصلت إلى 71٪ من إجمالي النطاق الترددي للإنترنت. مزودو الإنترنت (موفي ستار، فودافون، أورانج، إلخ) يحدون من سرعة نتفلكس وما شابه ذلك، حتى لا تتعرض شبكاتهم للضغط الكبير.
مزودو خدمة الإنترنت هؤلاء هم الذين يوفرون البنية التحتية (الكابلات ولوحات التبديل والخوادم)، ويتقاضون رسومًا شهرية لمستخدميهم. خدمات المحتوى مثل نتفلكس و سبوتيفاي و HBO ومنصات ألعاب الفيديو وما إلى ذلك، تفرض رسومًا على المستخدمين مقابل ما يقدمونه، لكنهم في الواقع هم الذين يستفيدون من البنية التحتية لمزود خدمة الإنترنت، ويستخدمونها لدفق أفلامهم أو مسلسلاتهم أو موسيقاهم أو ألعاب الفيديو. إنهم يقومون بأعمال تجارية بفضل شبكات ISP، دون أن يدفعوا لهم المال مقابل ذلك.
يحاول مقدمو خدمات الإنترنت منذ بعض الوقت الحصول على خدمات المحتوى لدفع رسوم مقابل استخدام بنيتهم التحتية، وهو أمر ترفضه الشركات المعنية لأنهم يقولون إن المستخدمين يدفعون بالفعل مقابل الاتصال بالإنترنت، علاوة على ذلك، قد يعني ذلك قطع حيادية الإنترنت.
إنها علاقة حب وكراهية، لأن كلا القطاعين يحتاجان إلى بعضهما البعض ولكن في نفس الوقت لا يتفقان عندما يتعلق الأمر بتطبيع وضعهما. من الواضح أن مزودي خدمة الإنترنت يحدون من حركة المرور من نتفلكس وشركات البث الأخرى، بالإضافة إلى تنزيلات التورنت والمحتويات الترفيهية الأخرى التي تستخدم البنية التحتية للشبكة بشكل مستمر. إنه موضوع جيد لوقت آخر، لأن ما سنحلله اليوم هو عواقب هذا الصراع على السلطة في عالم الإنترنت.
الخاسر الأكبر هو المستخدم، الذي لا يدفع فقط الرسوم، رسوم الإنترنت ورسوم خدمة المحتوى، ولكن أيضًا بسبب هذه القيود الخفية على التنزيلات، لا يحصلون على الأداء والجودة التي يدفعون مقابلها.
اتضح أن لديك اشتراك انترنت بالألياف البصرية بسرعة 300 ميجابت في الثانية، لكن جودة صورة نتفلكس بالكاد تتفوق على أقراص DVD. هل هو خطأ نتفلكس، أو مزود الإنترنت، الذي يحد من النطاق الترددي عندما يكتشف أنك تستخدم نتفلكس؟
هل يقوم مزود خدمة الإنترنت الخاص بي بالحد من تدفق الإنترنت؟
سنحاول معرفة ما إذا كان مزود الإنترنت الخاص بنا يحد من النطاق الترددي لدينا ( المعروف باسم تقييد النطاق الترددي ). إنها مهمة معقدة، لأنه يوجد في الواقع تنظيم معياري لعرض النطاق الترددي، ولكنه لأسباب فنية، لأننا نشارك الكابلات والشبكات مع جيران نفس المبنى أو العمران، وكذلك لتجنب الازدحام خلال ساعات الذروة للإنترنت (في الصباح وفي نهاية اليوم).
المفتاح هو اكتشاف ما إذا كان تقييد الاتصال يحدث على وجه التحديد عندما نستخدم خدمات مثل نتفلكس أو بيت تورنت.
نيتفليكس
تأتي المعركة بين نتفلكس والمشغلين من بعيد. نتفلكس مقتنعة بأن مزودي خدمات الإنترنت يقومون بتقييد النطاق الترددي لمستخدميهم. لقد أنشأت صفحة ويب تسمى Netflix ISP Speed Index حيث تجمع السرعة التي يحتفظ بها كل مشغل في كل بلد لـنتفلكس في أوقات الذروة، عندما يكون هناك المزيد من المستخدمين المتصلين. في إسبانيا، يتوافق القياس الأخير مع شهر سبتمبر:
في أوقات الذروة، فإن IPS الإسبانية التي تقدم أعلى سرعة مع نتفلكس هي DIGI، بمتوسط 3.6 ميغابت في الثانية. تبلغ سرعة ماسموفيل DSL و تيلي كابل حوالي 3.4 ميغابت في الثانية . البيانات الأكثر إثارة للدهشة هي تلك الخاصة بـ أورانج DSL، والتي لا تزال عند 2.6 ميغابت في الثانية. في الواقع، إذا كنت أحد عملاء أورانج DSL في أوقات الذروة، فلديك ما يقرب من نصف معدل البت على نتفلكس مقارنة بـاشتراك الألياف البصرية. وأسوأ شيء هو أن هذه البيانات قد انخفضت في الأشهر الأخيرة.
إنها ليست مجرد مشكلة في إسبانيا. في الولايات المتحدة، لا يصل أسرع مزود خدمة إنترنت إلى 4 ميجابت في الثانية. مع الأخذ في الاعتبار أن نتفلكس توصي بمعدل بث 5 ميجابت في الثانية للمحتوى عالي الدقة و 25 ميجابت في الثانية لدقة 4K … هل ندفع قسطين (اشتراك انترنت و نتفلكس) ثم تحصل على معدل بث 3 ميغابت في الثانية؟
لدى نتفلكس أيضًا أداة لاكتشاف الأداء في الوقت الفعلي. على موقع Netflix Fast Speed Test، يمكنك قياس تنزيل البيانات من خوادم نتفلكس. بهذه الطريقة يمكنك معرفة ما إذا كان مزود خدمة الإنترنت الخاص بك يقوم بتخفيض نسبة تدفق الانترنت الخاص بك عندما يكتشف أنك تستخدم نتفلكس.
لقد اختبرنا اتصال الألياف موفي ستار بسرعة 50 ميجابت في الثانية، في أوقات مختلفة من اليوم. لقد حصلنا دائمًا على سرعة مع نتفلكس تتراوح بين 30 و 37 ميجابت في الثانية:
ومع ذلك، إذا أجرينا فحصًا مع موقع SpeedTest مباشرة بعد ذلك، وهو معيار خالٍ من الإعلانات يقيس التنزيل من خوادم بخلاف نتفلكس، فإننا نحصل على سرعة تنزيل أعلى من السرعة المتعاقد عليها والتي تبلغ 50 ميجابت في الثانية. على وجه التحديد 53.30 ميجابت في الثانية:
إنها نفس النتيجة التي نحصل عليها عندما نقوم بتنزيل محتوى متعدد الجيجابايت من خدمات مثل ميكروسوفت أو ستيم أو بلاي ستيشن. نحصل دائمًا على السرعة القصوى، بين 45 و 50 ميجابت في الثانية. فلماذا تنخفض إلى 32-37 ميغابت في الثانية عندما يأتي المحتوى من نتفلكس؟
نفى مزود خدمة الانترنت موفي ستار أنه يحد من تدفق الانترنت عند استخدام نتفلكس، لكن البيانات موجودة. هل هي مسؤولية مزود خدمة الإنترنت فقط، أم أن نتفلكس هي المسؤولة أيضًا، والتي يجب أن تضيف المزيد من الخوادم لزيادة إنتاجية البيانات؟
بت تورنت
هناك نقطة أخرى للصراع بين مزودي خدمة الإنترنت والمستخدمين وهي التنزيل الجماعي عبر شبكات P2P. إذا قمت بتنزيل ملفات من هذا النوع، فستلاحظ لحظات يصبح فيها التنزيل بطيئًا، حتى مع وجود العديد من المصادر.
لإجراء القياسات، سنستخدم تطبيق Neubot، لأنه يقوم بإجراء فحوصات محددة باستخدام بيت تورنت وهو أحد أسهل التطبيقات في الاستخدام.
ضع في اعتبارك أنه من أجل العمل، يطلب منك Neubot أن تنشر عنوان IP الخاص بك والبيانات الإحصائية من القياسات (على الرغم من أنها تفعل ذلك بشكل مجهول، دون الكشف عن المزيد من البيانات)، ويجب عليك منح موافقتك. إذا وافقت، فقم بتنزيل Neubot من موقعه على الويب، وقم بتثبيته. يعمل كتطبيق ويب في المتصفح. سيتم فتح صفحة ويب عند بدء تشغيلها. اضغط على علامة التبويب الخصوصية، وفي قسم لوحة معلومات الخصوصية، حدد مربعات إبلاغ، ثم اضغط على حفظ (save):
سترى في المنطقة الصحيحة من الويب خيارات لبدء الاختبارات. في قائمة الاختبارات التلقائية، انقر فوق تعطيل لإيقاف تشغيلها، لأننا لا نريد أن تتداخل الاختبارات التلقائية مع قياساتنا. ثم نصل إلى قائمة Manual Star Test، وحدد BitTorrent وانقر على Go!
ستجري Neubot اختبارًا من محتوى تنزيل عنوان IP الخاص بك عبر شبكات P2P باستخدام بيت تورنت:
في اختبارنا، حصلنا على سرعة تنزيل تبلغ 57.8 ميجابت في الثانية وسرعة تحميل 4.9 ميجابت في الثانية. إنه الحد الأقصى لاتصالنا، لذلك على الأقل في هذا الوقت لا يحد مزود خدمة الإنترنت من بيت تورنت. بعد ذلك، في قائمة Manual Star Test، اختر SpeedTest وانقر فوق Go! لبدء اختبار تنزيل عام:
لقد حصلنا على سرعة مماثلة (حتى أقل) من سرعة تنزيل بيت تورنت، مما يؤكد أن مزود خدمة الإنترنت لا يحظر هذا النوع من الملفات.
الوضع المثالي هو وضع الاختبار التلقائي في Enable لإجراء عمليات فحص في الخلفية لعدة أيام باستخدام اتصال الإنترنت الخاص بنا، سواء في الاستخدام العادي أو أثناء التحميل بواسطة التورنت. بهذه الطريقة سيكون القياس أكثر موثوقية. إذا نقرت على علامة تبويب النتائج، فستتمكن من رؤية رسم بياني لتطور القياسات حسب الأيام أو الأشهر. إذا كانت النتائج مع بيت تورنت في اختباراتك أقل بكثير من سرعة الاتصال الفعلية، فهناك شيء يحد من هذه التنزيلات.
موقع يوتيوب
خدمة أخرى تولد أكبر عدد من الزيارات هي يوتيوب. يقوم أكثر من 1.5 مليار مستخدم بتحميل 400 ساعة من الفيديو في الدقيقة، ومشاهدة مليار ساعة من الفيديو كل يوم. باستخدام هذه الإحصائيات، من السهل فهم سبب مواجهة مزودي خدمة الإنترنت لمشكلات في إدارة الطلب.
تقوم جوجل بتطوير عدة أدوات لقياس أداء يوتيوب ومعرفة مزودي خدمة الإنترنت الذين يقومون بالحد من اتصالك بالإنترنت. لسوء الحظ، لم تقدم حتى الآن إحصائيات لإسبانيا، على الرغم من أنها ستكون متاحة “قريبًا “، وفقًا لشركة Mountain View.
الأول هو تقرير جودة الفيديو من Google. يقيس المستخدمين الذين يستخدمون يوتيوب ويجمعهم وفقًا لمزود خدمة الإنترنت الخاص بهم. ثم يقوم بتقييمهم بشهادات مثل ” HD Verified ” ، مما يشير إلى أن مزود الإنترنت هذا يضمن أن مقاطع فيديو يوتيوب سيتم عرضها دائمًا بدقة عالية. إذا كنت تعيش في الولايات المتحدة أو كندا، فيمكنك التحقق من مزود خدمة الإنترنت ومقارنته مع الآخرين في منطقتك:
الأداة الأخرى تسمى Video CheckUp لـ YouTube قد تم ايقافها. حيث كانت نوع من خرائط جوجل يعرض فقط قياسات المستخدمين المتصلين بـ يوتيوب. نظرًا لأن يوتيوب يعرف التدفق الذي يقدمه للمستخدمين، فيمكنه اكتشاف ما إذا كان مزود خدمة الإنترنت يحد من الاتصال أم لا.
مذا أفعل إذا تعرضت للتقييد؟
إذا كنت تشك في أن مزود خدمة الإنترنت الخاص بك يحد من اتصالك بالإنترنت، فإن الدفاع الوحيد هو إخفاء نشاطك عبر الإنترنت. إذا لم يتمكن مزود خدمة الإنترنت من رؤية ما تفعله، فلن يتمكن من حظرك بسبب المحتوى أيضًا. او تغيير المورد…
لإخفاء نشاطك، يجب عليك استخدام شبكة افتراضية خاصة أو VPN:
هناك شبكات VPN مجانية يمكن استخدامها لقراءة رسائل البريد الإلكتروني أو زيارة صفحات الويب. لكن VPN، من خلال العمل كوسيط، يبطئ سرعة الاتصال لديك، وقد يكون ذلك مشكلة في التنزيلات أو البث. كما أن العديد من شبكات VPN المجانية هذه لديها حد للبيانات. إذا كنت لا تريد أن تفقد الأداء، فعليك اللجوء إلى شبكة افتراضية خاصة مدفوعة، والتي توفر كل النطاق الترددي الذي تحتاجه، ولا تحتوي على إعلانات.
ليس من السهل إظهار أن مزود الإنترنت يحد من الاتصال، بنفس الطريقة التي لا تخبرنا بها نتفلكس أو يوتيوب عن عدد الموارد التي يخصصونها في منطقتنا. بالتأكيد يمكن للجميع تحسين خدمة العملاء، لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق مزود خدمة الإنترنت، لأنهم هم أيضًا الذين يتحملون العبء الأكبر. الحقيقة هي أن الضحية الرئيسية هو المستخدم، الذي يدفع عدة أقساط لمزود خدمة الإنترنت و نتفلكس و سبوتيفاي وما إلى ذلك، ثم يتلقى خدمة أقل بكثير من الخدمة المتعاقد عليها.
من المعقول الحد من إساءة الاستخدام، المستخدمين الذين يقومون بالتنزيل بأقصى سرعة 24 ساعة في اليوم. لكن من غير المقبول أن يتم اختناق الخدمات الأساسية مثل Netflix أو YouTube ، ناهيك عن التنافس التجاري ، عندما يبيع مزود خدمة الإنترنت أيضًا القنوات التلفزيونية. إنها معركة أخرى في الحرب الكبرى التي يتم خوضها حاليًا لتقرير حياد الإنترنت، ولا أحد يعرف كيف ستنتهي…
موقع إسبانيا بالعربي.
