هل إسبانيا هي جنة اللاجئين؟
إسبانيا هي بالفعل بلد اللاجئين. على الأقل، هذا ما تقوله البيانات: إنها الدولة الأوروبية الأولى والثانية في العالم المستعدة لقبول المزيد من اللاجئين. على الأقل هكذا ينعكس ذلك في دراسة أجرتها شركة الاستشارات Ipsos، نُشرت هذا الأسبوع، واستندت إلى التحليلات التي أجريت في 29 دولة، بمناسبة يوم اللاجئ.
في بيانات محددة، 85٪ من الإسبان يتمتعون بدرجة قبول أعلى للأشخاص اللاجئين مقارنة ببقية العالم، وهي نسبة زادت بمقدار 8 نقاط منذ عام 2021، وتليها المملكة المتحدة بنسبة 84٪، ثم السويد بنسبة 82٪.
على مستوى العالم، إسبانيا هي ثاني أكثر البلدان ترحيبا بـاللاجئين بعد نيوزيلندا، حيث يدعم 87٪ من السكان الإسبان وصول اللاجئين.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد 57٪ من الإسبان أن اللاجئين يقدمون مساهمة إيجابية، وهي الأولى في أوروبا، و29٪ فقط يؤيدون إغلاق الحدود، وهي أقل نسبة دعم في أوروبا بعد بولندا (26٪).
ومع ذلك، فإن 49٪ من الشعب الإسباني لا يثقون في أن اللاجئين يأتون من أجل النوايا التي أعلنوا عنها، وهي نسبة تزيد 9 نقاط مئوية عن عام 2022.
من جانبهم “الدول الأقل قبولا هي كوريا الجنوبية وسنغافورة وتركيا. بالإضافة إلى أن تركيا وماليزيا هي الدول الأكثر تأييداً لفكرة ترحيل اللاجئين في بلادهم وإغلاق الحدود (59٪) و(52٪ من السكان على التوالي)، قالت ماريا فيلار، مديرة العملاء، استراتيجية السوق والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في إيبسوس.
وجاء في التقرير أن “أحد الاستنتاجات المستخلصة من هذه الدراسة هو أنه في معظم البلدان يوجد دعم قوي لإيواء الأشخاص الفارين من الحرب أو الاضطهاد. وفي المتوسط، يقول 74٪ من مواطني العالم أن على الدول أن ترحب بهؤلاء الأشخاص في مثل هذه الحالات”.
كما تحلل الدراسة دوافع استضافة اللاجئين، سواء لأسباب إنسانية أو التزامات قانونية، من بين أمور أخرى.
الالتزام الإنساني هو الدافع الأكثر أهمية في جميع البلدان، في المتوسط، يقول 42٪ من مواطني العالم ذلك، بينما في إسبانيا، تصل هذه النسبة إلى 51٪، مما يضع البلاد ضمن أعلى النسب في القارة الأوروبية.
من ناحية أخرى، حول ما إذا كان سيتم السماح فقط للاجئين الموجودين بالفعل في البلد المضيف بالبقاء وما إذا كان سيتم الترحيب بالمزيد، هناك دعم الأغلبية للسماح للاجئين الموجودين بالفعل بالبقاء، ولكن إجماعا أقل بشأن السماح بدخول المزيد من اللاجئين أم لا.. ومع ذلك، فإن إسبانيا لديها رؤية أوضح، حيث أن 65٪ من السكان الإسبان يؤيدون السماح للاجئين الموجودين حاليا في البلاد بالبقاء، بالإضافة إلى السماح بدخول المزيد.
وهذا يجعل إسبانيا الدولة الثانية في العالم والأولى على المستوى الأوروبي فيما يتعلق بهذه القضايا.
لماذا إسبانيا منفتحة على اللاجئين؟
عند النظر إلى هذه البيانات، قد يتساءل المرء لماذا إسبانيا بلد مفتوح عندما يتعلق الأمر بقبول اللاجئين، هل هناك أي تفسير اجتماعي أو تاريخي أو ثقافي أو اقتصادي؟ يوضح الخبراء أن “المواقف تجاه اللاجئين على مستوى العالم وفي إسبانيا أصبحت أكثر تفضيلا في عام 2022. وهذا يشير إلى أن الأزمة في أوكرانيا زادت من الانفتاح العام على اللاجئين وعكست بعض المخاوف الناتجة عن الوباء”.
ولكن فيما يتعلق بالحالة الخاصة بإسبانيا، يؤكد: “يمكننا اعتبار أن إسبانيا بلد منفتح وداعم. نراه عندما نحلل البيانات المتعلقة بمواضيع أخرى، على سبيل المثال، التبرع بالأعضاء إسباني رائدة عالميا، فهي من بين البلدان الثلاثة في العالم (دراسة في 30 دولة) تدعم معظمها الحق في الزواج بين أشخاص من نفس الجنس (78٪). بالإضافة إلى ذلك، يدرك 72٪ من الإسبان أن المتحولين جنسيا يعانون من التمييز. تشير هذه البيانات إلى الانفتاح والتضامن من السكان الإسبان”.
المصدر: بوثبوبولي/ موقع إسبانيا بالعربي.