سلايدرشؤون إسبانية

ماذا تعرف عن الحرب التي دامت لقرنين من الزمن بين روسيا وإسبانيا وانتهت منذ عشرين عاما؟

اخبار اسبانيا بالعربي/ يذكر الدبلوماسي خورخي ديزكالار كيف كان عليه أن يتفاوض من أجل السلام بين البلدين، لوضع حد لصراع طويل كان قد نُسي تماما. يزخرُ التاريخ بالمفاجآت والفضول وهذه الحالة بلا شك واحدة من أكثر الحكايات غير المتوقعة، حيث اتضح أنه في إسبانيا كانت هناك حرب طويلة الأمد ضد روسيا ولم نعلم بشأنها حتّى.

فوُقع السلام فعلياً بالأمس وبمحض الصدفة، فمن الضروري الرجوع لكتاب خورخي ديزكالار “تاجر أثريات طهران: قصص حياة دبلوماسية”. نجد أنه يتحدث في هذه الصفحات عن الذكريات، حيث خلال حياته كدبلوماسي، ارتبط بأعلى سلطات البلدان حول العالم، فكان سفيرا لدى الولايات المتحدة والفاتيكان، فضلا عن شغلة منصب مدير مركز دفاع المعلومات الأعلى (وكالة الاستخبارات الإسبانية).

حسنا، من بين ذكرياته نجد توقيعه للسلام مع روسيا بعد أكثر من قرنين من الحروب، على افتراض نهاية حرب قد استمرت لعشرين عاما فقط.

روي ديزكالار خلال مقابلة كيف حدثت هذه الحرب من وجهة نظره الدبلوماسية. كان يعمل في وزارة الخارجية عندما جاء إشعار من السفارة الروسية وحذروه من أنهم عثروا على وثيقة أرشيفية تفيد بأن روسيا وإسبانيا في حالة حرب، ووفقا له، فإن رد فعله قد مال إلى الفكاهة وسألهم من فاز، لكنهم سرعان ما نصحوه بضرورة حل الموقف بسرعة، وعلى الرغم من عدم إدراك أحد لهذه الحقيقة، فالمؤكد أنها كانت حربا سلميةً صامتة، ورغم ذلك كانت مديدة حيث تعود إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر.

قُرابة عام 1770، عندما كانت منطقة كاليفورنيا والولايات المتحدة إسبانية، كان هناك تقريبا اشتباك بين الحاكم ومجموعة من الإسبان والروس المنحدرين من ولاية ألاسكا، واستمرت البلدان الأخيرة في المحاولة الروسية لاستعمار أمريكا وهي عملية لم تؤتِ ثمارها أبدا. لم يكن هذا الاجتماع أكثر من مناقشة صغيرة ومواجهة دون أن يؤدي إلى عواقب أكبر وأسوأ. ومع ذلك، فإن هذه المعركة عندما وصلت إلى آذان القيصر، لم يتردد في إعلان الحرب على إسبانيا بطريقة رسمية. من جانبهم، كانوا في بلدنا منشغلين جدا بالصراعات الأخرى، لذلك تركوا الإعلان الحربي الروسي يمر ليتبدد مع الوقت. 

لا عنف ولا ضحايا

وهكذا كان الأمر حتى اليوم، لقد نسوا إعلان الحرب لدرجة عدم حدوث مواجهة أخرى، ولم يوافقوا حتى على توقيع السلام. وبهذا وبعد أكثر من قرنين من الزمان، اتصل ديزكالار بالحكومة الروسية ووضعوا حدا لهذه المسألة، وتبادلوا وثائق السلام عام 2000، وبالتالي أنهوا أطول حرب بين الدول في تاريخنا. على الأقل، من خلال هذا السياق يمكنه التباهي لمواجهة تلك الصراعات التي شهدها، فلسوء حظه، من أجل العيش كان عليه أن يحل صراعا حربيا من دون عنف أو أي وفيات على الإطلاق.

وهذه الحالة أيضا جعلت إسبانيا من أحد البلدان التي خاضت صراعا مع روسيا لفترة طويلة عبر التاريخ بشكل مستمر ودون انقطاع، على الرغم من أن العلاقات بين البلدين ولاسيما في هذا الوقت من القرن الثامن عشر قد تأسست على المودة والصداقة.

المصدر: لاراثون/ إسبانيا بالعربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *