شؤون إسبانية

كم يبلغ عدد المساجد والأئمة في إسبانيا؟ ما هي رواتبهم وشروط عملهم؟ إليك التفاصيل

اخبار/ اسبانيا لا يزال تعداد الأئمة الذي أعلنت عنه المفوضية الإسلامية في إسبانيا منذ ما يقرب من أربع سنوات غير جاهز، مما يصعب ليس فقط معرفة تعدادهم ولكن أيضا ما إذا كانوا يؤدون واجباتهم بدوام كامل أو جزئي، وما إذا كانوا موظفين بأجر أو يعملون بشكل تطوعي، إلى جانب التساؤل حول تكوينهم، وطبيعة ممارساتهم في المساجد وداخل الجماعات الدينية. تم نشر تفاصيل هذا الإحصاء في 23 أغسطس عام 2017، بعد أيام من الهجمات التي نفذتها خلية جهادية في كاتالونيا يرأسها إمام بلدية ريبول الكاتلانية المدعو ”عبد الباقي السطي“.

وأكد التحقيق مع الشرطة المحلية الكتالونية أن رئيس الخلية توفي في منزل في بلدة ”الكنار“ في (تاراغونا)، حيث كان تم الإعداد للعمل الإرهابي، وبالتالي فهو لم يحضر جلسة الاتهام في المحكمة الوطنية مع المتهمين الثلاثة المتابعين بارتكاب المجزرة وهم ”حولي، إدريس اوكبير و بن عزة“.

ويقر الأمين العام للمفوضية الإسلامية الإسبانية، محمد أجانة الوافي، في حوار مع صحيفة “أندبندينتي”، بتعطل عملية الإحصاء، ويقول “لقد بدأنا في الموضوع ولكن كان هناك تغيير في الإجراءات في سجل الكيانات الدينية التابع لوزارة العدل”، وربما يشير هذا إلى حماية البيانات الشخصية باعتبارها إحدى المعايير التي أبطأت عملية إحصاء التعداد، إلى جانب ظروف أخرى”، على حد تعبيره.

تمنح اتفاقية تعاون الدولة مع المفوضية الإسلامية الإسبانية، التي تمت الموافقة عليها في عام 1992 مكانة الإمامة للأشخاص الذين يكرسون أنفسهم بشكل دائم “لتوجيه الصلاة الإسلامية والتكوين والمساعدة الدينية، ويصادقون على الامتثال لهذه المتطلبات من خلال شهادة صادرة عن الإقليم الذي ينتمون إليه بموافقة المفوضية الإسلامية الإسبانية”.

كم يبلغ عدد الأئمة الموجودين في إسبانيا؟

لا يوجد سجل عام في هذا الشأن والأرقام المقدمة هي تقديرات تستند إلى العدد الإجمالي للمساجد المسجلة. ووفقا لسجل الكيانات الدينية يوجد في إسبانيا أكثر من 1800 شخص يمارسون هذا الدور، وهي ثالث أكبر ديانة من حيث عدد المرشدين بعد الكاثوليك والبروتستانت. من هذا العدد هناك حوالي 1500 مسجد، ولا تتمتع جميعها بالقدرة الاقتصادية لتوظيف الإمام، في بعض الأحيان تكون أماكن صغيرة ويكون المتعاون أو المتطوع هو الشخص الذي يؤدي عادة خطبة الجمعة، في حين أن المساجد عادة ما تضم تجمعات كبيرة ولديها شخص مخصص لها، يوضح محمد أجانا.

حق التسجيل في الضمان الإجتماعي

عندما يعالج الإمام تسجيله في النظام العام، يطلب الضمان الاجتماعي شهادة تثبت إمامته والشرط المذكور، وبموجب اتفاقية التعاون المذكورة أعلاه، فإن المفوضية الإسلامية الإسبانية التي تم تشكيلها في فبراير 1992 من قبل الاتحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية واتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا هي الكيان المسؤول عن التحقق من المعلومات وإصدارها.

يسمح هذا الإجراء بمعرفة شهادات التحقق التي تم إصدارها على وجه التحديد في 2017 و2018 و2019، وآخر البيانات المقدمة، على الرغم من أنه لا يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها، بسبب ظروف مختلفة، مثل وجود مشاكل التأشيرة التي تمنع شخصا معينا من الوصول إلى إسبانيا.

عند تعيين إمام من قبل تجمع إسلامي، من الضروري أن يكون مسجلا في سجل الكيانات الدينية وأن يكون مسجلا في كل من مصلحة الضرائب برقم ( CIF) وفي الضمان الاجتماعي الذي يظل نظامه العام مدمجا مع الشخص المذكور، وهذا منصوص عليه في المرسوم الملكي الذي وافقت عليه وزارة الرئاسة في فبراير 2006، في مرحلة رئاسة، ماريا تيريزا فرنانديز دي لا فيغا، للامتثال للأحكام التنظيمية التي تم تضمينها بالفعل في اتفاقية عام 1992.

على الرغم من تحديد لوائح العمل، إلا أن متطلبات الإعداد تعد أقل صلابة، ويطالب الاتحاد الإسباني للكيانات الدينية الإسلامية ومنظمات أخرى الحكومة منذ سنوات بتعديل القانون بحيث يمكن للأئمة مزاولة عملهم بعد اجتياز تدريب محدد وإجمالي.

مشكلة النقص في الأئمة والمدربين لا تكمن فقط في أنها تؤدي إلى توظيف أشخاص غير مؤهلين، والذين غالبا ما يتولون الدور دون خبرة سابقة، بل إن الجاليات الإسلامية تحذر من خطر أكبر، قد يكون مشتركا كما في دول أخرى مثل فرنسا أو المملكة المتحدة، وهو أن هناك دول عربية تستغل العدد غير الكافي من الأئمة المكونين في أوروبا من أجل إرسال أئمتها كسلاح ثقافي.

في بعض الأحيان يتم إجراء هذا الإرسال كوسيلة لتمويل المسجد نفسه، على الرغم من أن المجتمعات الإسلامية توصي بعدم قبول هذه الأنواع من العروض الخارجية، ولكن هذا هو الحال بالنسبة لمسجد ” أم 30“ – M-30 في مدريد وهو الأكبر في البلاد والذي تم تمويله بالكامل من قبل المملكة العربية السعودية وبلغت تكلف بنائه 12 مليون يورو.

تعليم جامعي للأئمة

في السنوات الأخيرة بدأت بعض الجامعات الإسبانية العامة في تقديم دبلومات الإرشاد الجامعي في “الدين والقانون” في ضوء التحديات التي يفرضها التعايش في سياق متعدد، ومن بين هذه الجامعات جامعة سرقسطة التي عقدت نسختها الثالثة منذ نوفمبر الماضي، من خلال تكوين متخصص يستهدف القادة الدينيين وأساتذة الدين.

ومن أجل الحصول على لقب الخبير المهني في الدين، وقعت الهيئة الإسلامية اتفاقية مع جامعة إكستريمادورا في نوفمبر 2019، واعتبر رياج تتاري، رئيس الهيئة الإسلامية السابق الذي توفي في أبريل 2020 بسبب فيروس كورونا، أن هذا النوع من التدريس كان خطوة مهمة في تدريب الأئمة والزعماء الدينيين المسلمين لتعزيز تكوينهم.

ترجمة: خطري مولود.

المصدر: إل إنديبينديينتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *