استجة Ecija المدينة الأندلسية المنسية..

أخبار إسبانيا بالعربي – كانت (استجة Écija) عاصمة المقاطعة التي عرفت باسمها، كانت آهلة بالسكان على الضفة اليسرى لنهر (خنيل)، حولها سور متين عليه محموعة أبراج. ولا بد للقادم إليها من قرطبة أن يعبر على جسر فوق ذلك النهر.. كما هو الحال في بقية الأندلس..
جاء غالبية السكان من نواة ما قبل الإسلام، من أصل إسباني- قوطي غربي، انضم إليهم عرب من الشرق و شمال إفريقيا، و في زمن الخلافة الأموية في قرطبة يمكننا التحدث عن مجتمعات مختلفة: المستعربين والعرب واليهود..

FB IMG 1640542075330


كانت مدينة متسامحة، اختار جزء كبير من السكان الأصليين اعتناق الإسلام، و كانت هناك كنيسة بجوار المسجد الجامع..
كانت إستجة تحظى دوماً باهتمام حكام الأندلس، و شهدت تعاقب الكثير من الحكام.. تتمتع برخاء كبير بسبب تجارتها مع أهالي إشبيلية و غيرهم..
يشير (الحميري) إلى أن (عبد الرحمن الأول) أرسل جيشا بقيادة (حيب بدر بن أحمد) ـ يناير 913 ـ إلى المنطقة لإخضاعها، و الذي أمر بهدم الجدران و الجسر، و طبقا لما ذكره (ابن عذاري) فقد تم إصلاح الجسر من قبل (المنصور)، مما وفر احتياطيات اقتصادية كبيرة.. و كان (ابن حفصون) يحرض سكان هذه المدينة ضد الحكومة المركزية في قرطبة؛ حتى سيطر عليها في ۸۸۹م بعد محاولات مستمرة، و ذلك بعد سيطرته على إسطبة و جعلها قاعدة جيشه..
مع سقوط الدولة الأموية في قرطبة أصبحت تحت حكم (بني عباد) حتى نهاية القرن الحادي عشر، مع دخول المرابطين إلى البلاد عام 1091 استسمرت Écija في ظل حكومة إشبيلية، و أصبحت في عام 1240 جزءًا من أراضي الإمبراطورية القشتالة..
كان سقوطها خطوة حاسمة في التاريخ الأندلسي جنوب شبه الجزيرة..

FB IMG 1640542093519

من‌ رجالها: القاضي عمرو بن‌ عبدالله‌،‌ المعروف‌ بالقُبَعة‌‌‌، كما نسب‌ إليها علماء و فقهاء و محدثون و أدباء كثيرون‌ مثل‌: محمد بن‌ الليث‌ الإستجي، و عثمان‌ ابن المُحاسن،‌ العالم‌ الزاهد، ‌‌‌‌و ابن‌ أبي الفياض،‌ ‌الذي ألف‌ في التاريخ‌ و الجغرافيا‌، و أبي عبدالله‌ محمد بن‌ إسحاق‌ بن‌ المطرّف‌ النصري، الشاعر والمحدث‌، و محمد بن‌ عثمان‌ بن‌ سعيد، و أبي ‌الوليد هشام‌ بن‌ طالوت‌ الأزدي..
و محمد بن احمد بن عبد الله الأستجي، كان من جملة حملة العلم، والغالب عليه الأدب، وكان من أهل الجلالة، ومن بيت علم ودين. أقرأ ببلده، وقعد بالجامع الكبير منه، وانتقل في آخر عمره إلى غرناطة، كان من أبرع أهل زمانه في الأدب نظما ونثرا..
وليد بن المنذر بن عطاف بن منذر بن عطاف بن أحمد بن محمد الأموي الإستجي، سكن قرطبة؛ يكنى أبا العباس..
علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن يوسف أبو الحسن، الأزدي، المهلبي، القرطبي، المعروف بـ(ابن الإستجي)، شيخ مسند، شاعر مطبوع حسن الخط، صنف كتباً كثيرة..
علي بن عبد الله بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك، الإمام أبو الحسن، ابن النعمة، الأنصاري الأندلسي المري، تصدر للقرآن والفقه والنحو والرواية، صنف كتاب (ري الظمآن في تفسير القرآن) و كتاب (الإمعان في شرح مصنف النسائي أبي عبد الرحمن)..
سلمة بن سعيد الأنصارى الإستجى، كان شيخا في الفقه والحديث، وهو شيخ (ابن حزم)..
محمد بن أحمد بن عبد الله الأندلسي، الفقيه المالكي، يعرف بـ(الإستجي)، قدم غرناطة، من تصانيفه (اقتراح المتعلمين في اصطلاح المتكلمين)، (التصور والتصديق في التوطئة لعلم التحقيق)..
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز الحميري الإستجي الأصل، سكن مالقة، عالم بالروايات السبع، وكان مقرئا مجودا فاضلا صالحا عفيفا دينا محدثا، ولي الخطابة والصلاة بجامع مالقة، واستمر على ذلك إلى أن توفي بمالقة..
عمر بن يوسف بن عمروس بن عيسى الإستجي، عاش في إشبيلية و سوسة و مصر و القيروان، مات في سوسة عام 290..
على بن عبدالله بن على بن محمد ابن يوسف بن سلمان بن عمر الازدي الإستجي..
تتميز المنطقة بأراض خصبة و حقول‌ خضراء، و هي غنية بالمحاصيل‌ الزراعية مثل‌ القمح‌ و الشعير و الزيتون‌ و الزيت‌ النباتي و الحبوب‌ و اللحوم‌ و الثمار المجففة، و من‌ جملة الأعمال‌ الشائعة في هذه‌ المنطقة تربية المواشي و الخيول، وثيران‌ المصارعة ‌..
تعد اليوم‌ مدينة صناعية، وتنتشر فيها معامل‌ قطع‌ الخشب‌ وصهر الحديد و المعادن‌ و الرخام‌ و الكلس‌ و الكهرباء والنسيج‌ و صناعة الصابون،‌ و من‌ منتجاتها الجلود و القطن والصوف‌ والحرير و الصناعات‌ اليدوية..

يمر خط السكك الحديدية بالقرب‌ من‌ المدينة، كما يصلح‌ نهر خنيل‌ الذي يجري بالقرب‌ من‌ هذه‌ المدينة للملاحة..


في الحي القديم ذي الأصل الأندلسي لا آثار كثيرة تدل على تلك المرحلة، اللهم إلا بقايا أسوار و كنيسة على أنقاض المسجد الجامع.. وبعض الملامح التي لا بد من إمعان النظر فيها حتى يستدل المرء على أصولها الأندلسية.. لقلعتها الأندلسية عدة بوابات رئيسة منها: (باب القنطرة) أو (باب الوادي) إلى الشرق، (باب أوسونا) من الجنوب المؤدي إلى (أوسونا)، الباب الذي يسمى حاليًا (بويرتا ثيرادا)، (باب السويقة) إلى الشمال المعروف حاليًا باسم (بالما) حيث كان هناك سوق صغير للمدينة، تم الحفاظ على جزء من الأسوار المدمجة في بعض المنازل الحالية، حيث يمكن رؤية بقاياها التي يبلغ ارتفاعها 9.20 مترًا بأسواره الخرسانية..
و على الرغم من زوال أهم الآثار الأندلسية إلا أن شاهدين قد أفلتا من براثن الزمن، وهما نصان في لوحين رخاميين مثبتين في برج كنيسة (سانتا ماريا) التي كانت مسجدا، و تحويان نصين، الأول يشير بعد (البسملة) إلى أن أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد أمر ببناء هذه النافورة و انتهى العمل فيها بعون الله بتوجيه من أمية ابن محمد في شهر المحرم من عام 318 هـ، وهو يتوافق مع فبراير من عام 930 م، وجرى تنفيذ البناء حسب تفويض الخليفة عبد الرحمن الثاني.. أما الثاني فيشير بعد (البسملة) إلى أن أم الأمير المؤيد بالله هشام بن الحكم أمرت ببناء هذه النافورة تحت إشراف أحمد بن عبد الله بن موسى في شهر جمادى الثاني من سنة 367 هـ..

المصدر : مواقع تواصل إجتماعي / موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *