رياضة

الليجا تخوض تجربة جديدة في بث مباريات الدوري الإسباني

اخبار اسبانيا بالعربي/ تبحث كرة القدم عن جمهور شاب وتعد شبكة التواصل الاجتماعي لمقاطع الفيديو القصيرة “تيك توك” السبيل لتحقيق ذلك.
وكانت مباراة ريال سوسيداد ضد ريال بيتيس في الليجا هي صاحبة أول بث في الوضع العمودي لكرة القدم الإسبانية، واحتاج لنقلها فريقا مكونا من 30 شخصا و8 كاميرات، بالتوازي مع الإنتاج التلفزيوني التقليدي.
فهناك أكثر من مليار شخص حول العالم لديهم حسابات على “تيك توك”، وهي منصة تستند إلى مقاطع فيديو قصيرة اكتسبت أهمية أخيرا لحداثتها، خاصة بين الجمهور الأصغر سنا.
وتتراوح أعمار 43% من مستخدمي هذه المنصة بين 18 و24 عاما، وفقًا لبيانات وكالة (Omnicore) للإعلان.
وكانت هذه الإمكانية للوصول إلى مستخدمين جدد هي السبب الذي دفع مؤسسة “ميديابرو” مالكة حقوق بث المباراة بشكل مفتوح عبر قناة Gol الخاصة بها، إلى اقتراح إعادة الإرسال من خلال هذا التطبيق، على غرار ما حدث في الموسم الماضي في منصة “تويتش” للفيديو.
ويشرح مدير التسويق في “ميديابرو” إجناسيو أرولا “لقد راهنا دوما على الوصول لجماهير جديدة، ونفهم جيدا كيف يستهلك الأشخاص المحتوى، ومن الواضح أننا في العشرين عاما الأخيرة نقدم هذا المحتوى بطرق مختلفة”.
وتابع “يفضل كثيرون التلفاز أو الشاشات الكبيرة، لكن البعض يبحث عن مشاهدة مختلفة”.
ويضيف “وضع كرة القدم في التنسيق الرأسي في تيك توك ليس سهلا مثل البث عبر إشارة التلفزيون، لأنه لا المصور ولا المخرج يفكران بهذا الشكل”.
وأوضح “كان هذا هو التحدي، حيث ننقل عموديا ما اعتادت العين على رؤيته أفقيا”.
وكشف “كان من الضروري وجود فريق مستقل للمهمة بعيدا عن البث التلفزيوني. وبعد عدة اختبارات في عطلات نهاية الأسبوع السابقة، كوّنا فريقا من 30 شخصا و8 كاميرات ووحدة متنقلة بدقة 4K، في ملعب ريالي أرينا في سان سيباستيان”.
وأضاف “لا يمكن أن تكون العدسات هي نفسها، يجب أن تتحرك الكاميرا بنسق أسرع”.
وحظيت المباراة بـ506 آلاف مشاهد فريد (اهتم بمشاهدة المباراة في وقت ما أثناء البث)، و733 ألف مرة إعادة مشاهدة و68 ألف تعليق.
بدورها تقول سورايا كاستيانوس، مسؤولة المحتوى في تيك توك إسبانيا، إن هذا النوع من الأنشطة ساهم في “ملاحظة أن مستخدمينا يروق لهم الاستمتاع بالبث المباشر عبر تيك توك، وهو ما انعكس على الاستقبال الجيد لبث المباراة عبر الشبكة”.
ولا تبتعد هذه الأرقام عن البث التلفزيوني، الذي وصل جمهوره في المتوسط إلى 678 ألف مشاهد في تلك المباراة.
ومع ذلك، فهي بيانات غير قابلة للمقارنة لأنها تقاس من خلال مقاييس السمع، وهي عينة إحصائية، على عكس بيانات الشبكات مثل تيك توك التي تسمح بإحصاء كل مستخدم بشكل مباشر.
وتضيف أرولا “الشيء المهم وما يعجبنا في البيانات هي أن التلفزيون لم يتأثر، لأن المباراة أقيمت في يوم الجمعة المقدس (أسبوع الآلام) وشاهدها 678 ألف شخص، كما أن مباراة بيتيس وإلتشي الثلاثاء حظيت بـ690 ألف مشاهدة”.
وتابعت “هذا يعني أن الـ500 ألف شخص الذين كانوا يستخدمون تيك توك، لم يشاهدوا المباراة عبر التلفاز أو كانوا يشاهدونها عبر الإشارتين، وذلك يعد إضافة”.
ويؤكد المدير التنفيذي لـ”ميديابرو” أن هذا الاختبار الأول كان جيدا للغاية مع ممولي الإعلانات “بصرف النظر عن رعاة لاليجا، كان للمباراة معلنين معينين، وكان عليهم تحديد أماكنهم بشكل عمودي أثناء المباراة. أخبرنا 4 مسوقين نعمل معهم، وأرادوا جميعا التواجد هناك”.
من جانبها تؤكد كاستيانوس “يمكننا المساعدة في جلب الرياضة الإسبانية، وكرة القدم تحديدا، إلى قاعدة جماهير جديدة داخل البلاد وحول العالم. هذا أمر رائع حقا وهو السبب في لجوء عالم الرياضة للتعاون معنا في حملات عديدة”.
ويتفاعل مع كرة القدم، كمادة عبر تيك توك، أكثر من 119 مليار مشاهدة، بمقاطع فيديو تتعلق بتعليقات الإخبارية ومهارات محترفي كرة القدم “فريستايل” ومتابعة البطولات والأندية وحتى لاعبي كرة القدم أنفسهم.
ومع ذلك، فإن تحول تيك توك إلى نافذة منتظمة لكرة القدم ما زال بعيد المنال، كما يشير أرولا.
ويقول المسؤول في ميديابرو “أعتقد أن هناك أشخاصا يرون ذلك، وعلينا أن نكون هناك، ولهذا السبب نفعل ذلك. لا نقدم المباريات فحسب، بل نفعلها بالطريقة التي يريد الناس أن يشاهدوا بها الأشياء”.
واسترسل “إذا كانوا يريدون رؤيتها عموديا، فلنصورها عموديا. لكن التلفزيون هو مكان معظم المشجعين، والبيانات غير قابلة للمقارنة”.
ومع ذلك، فهم لا يستبعدون بث مباريات رأسية جديدة خلال الموسم المقبل.
وصرح “لا أعتقد أنه ستكون هناك مباريات أخرى بهذه التقنية حاليا وحتى نهاية الموسم، لأن الدوري أصبح أكثر منافسة في الأسابيع الأخيرة وكل فريق يركز في أهدافه”.
واختتم “أردنا فقط اختباره لإظهار نجاحه، وممولو الإعلانات راق لهم ويبدو المنتج جيدا. الموسم المقبل سنرى”.

المصدر: كوورة/ موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *