اشترك في قناتنا على الواتساب
انقر هنا
تكنولوجياالموسوعة

ستيف وزنياك.. عبقري وادي السيليكون ورفيق درب آبل

وُلد ستيفن غاري وزنياك، المعروف بلقبه الشهير “ووز-woz”، في 11 أغسطس 1950 بمدينة سان خوسيه في ولاية كاليفورنيا. اشتهر كأحد أبرز المهندسين الإلكترونيين في العالم، وخلّد اسمه بصفته الشريك المؤسس لشركة آبل إلى جانب ستيف جوبز. ويُعتبر مبتكر جهاز آبل II، أول حاسوب شخصي يحظى بانتشار تجاري واسع، ما جعله حجر الأساس في ثورة الحواسيب المنزلية.

ستيف وزنياك: الطفولة والبدايات

نشأ ستيف وزنياك في سانيفال، قلب ما سيصبح لاحقًا وادي السيليكون. كان والده مهندسًا في شركة لوكهيد، أما الابن فقد برز مبكرًا بموهبته في الرياضيات وشغفه بالإلكترونيات، رغم أنه لم يكن طالبًا متفوقًا على مستوى الدرجات الدراسية.

التحق عام 1968 بجامعة كولورادو في بولدر، لكنه لم يستمر طويلًا وانسحب بعد عام واحد، ليعود إلى كاليفورنيا ويدرس لفترة قصيرة في جامعة بيركلي. هناك، تعرّف أكثر على شغفه الحقيقي: بناء الدوائر الإلكترونية وتجريب تقنيات الحاسوب في وقت كانت فيه صناعة ناشئة.

مغامرة “الصندوق الأزرق”

في عام 1971، ابتكر ستيف وزنياك مع جوبز جهازًا صغيرًا سُمّي بـ “Blue Box”، مكّن مستخدميه من إجراء مكالمات هاتفية مجانية عن طريق التحايل على النظام. كانت هذه التجربة، رغم كونها مثيرة للجدل، أول تعاون فعلي بين الثنائي، وكشفت عن قوة شراكتهما: عقل هندسي مبدع من جهة، وحس تجاري لامع من جهة أخرى.

من كراج العائلة إلى أسطورة آبل

عام 1976 كان نقطة التحول. صمّم وزنياك أول نموذج لحاسوب شخصي باستخدام معالج حديث، لكن شركة HP، التي كان يعمل بها حينها، لم تبدِ اهتمامًا بتطويره. عندها أقنعه جوبز بتأسيس شركتهما الخاصة.

بإمكانات متواضعة – ستيف جوبز باع سيارته VW Microbus (فولكسفاغن ميكروباص). وباع ستيف وزنياك آلة حاسبة علمية HP-65 (كانت في ذلك الوقت من أغلى وأقوى الحواسيب القابلة للبرمجة). – ولدت شركة Apple Computer. ومن كراج عائلة جوبز خرجت النسخة الأولى من آبل I، تبعها في 1977 جهاز آبل II، الذي أحدث ثورة بفضل بساطة تصميمه وقدرته على عرض رسومات ملونة. لم يكن مجرد جهاز للمهندسين، بل أصبح حاسوبًا لكل منزل ومدرسة.

ستيف وزنياك وستيف جوبز
ستيف وزنياك وستيف جوبز يحملان لوحة دوائر كهربائية من إنتاج شركة آبل عام ١٩٧٦.

في عام 1980، دخلت آبل البورصة لتتحول إلى شركة عملاقة بقيمة مليار دولار، ويصبح وزنياك مليونيرًا في الثلاثين من عمره.

حادث الطائرة والعودة للدراسة

عام 1981 تعرّض وزنياك لحادث تحطم طائرة صغيرة خلّف لديه فقدانًا مؤقتًا للذاكرة. ابتعد عن العمل فترة من الزمن، قبل أن يعود إلى جامعة بيركلي بهوية مستعارة هي “روكي كلارك” ليكمل دراسته في هندسة الحاسوب. نال شهادته عام 1987، تكريمًا لمسيرته المميزة.

ما بعد آبل

رغم عودته المؤقتة إلى آبل أوائل الثمانينيات، لم يكن وزنياك مهتمًا بالجانب الإداري، وفضّل الابتعاد عن الأضواء. في عام 1985 غادر الشركة بشكل رسمي، وتلقى إلى جانب جوبز وسام التكنولوجيا الوطني من الرئيس الأمريكي رونالد ريغان.

بعد ذلك، كرّس جزءًا كبيرًا من حياته للأعمال الخيرية والتعليم، حيث عمل متطوعًا لتعليم الأطفال أساسيات الحاسوب والبرمجة.

كتب ومشاريع جديدة

أصدر وزنياك عام 2006 سيرته الذاتية بعنوان:
iWoz: Computer Geek to Cult Icon: How I Invented the Personal Computer, Co-Founded Apple, and Had Fun Doing It، وفيها عرض مسيرته التقنية وتجربته في آبل.

في عام 2009، عُيّن كبير العلماء في شركة Fusion-io المتخصصة في حلول التخزين، وبقي في منصبه حتى استحواذ الشركة عام 2014. لاحقًا شغل منصبًا مماثلًا في شركة Primary Data (2014–2018).

وفي عام 2020، أسس شركة Efforce، وهي منصة قائمة على تقنية البلوك تشين تهدف إلى تمويل مشاريع كفاءة الطاقة من خلال العملات الرقمية.

إرث لا يُمحى

لا يُنظر إلى ستيف وزنياك فقط كمخترع بارع، بل كرمز للتواضع والابتكار. لقد وضع الأسس التقنية التي جعلت الحاسوب الشخصي واقعًا في كل بيت، وترك بصمته على عالم التكنولوجيا الحديثة. ورغم ثروته وشهرته، بقي وفيًا لصورته كمهندس شغوف يفضل العمل على الدوائر الإلكترونية ومشاركة المعرفة على الجلوس خلف المكاتب الإدارية.

إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *