سلايدردولي

صحيفة إسبانية: الأسباب الـ06 التي تجعل الحرب الأمريكية ضد الحوثيين خاسرة

أخبار إسبانيا ـ كتب الصحفي إغناسيو سيمبريرو، وهو كاتب خبير في الشؤون المغاربية والعربية في صحيفة الكونفيدينثيال مقالا تحليلا يشرح فيه ستة أسباب يرى من خلالها أن العملية الأمريكية – البريطانية ضد حركة أنصار الله في اليمن (الحوثيين) سيكون مآلها الفشل. ويقول الكاتب أن الرئيس جو بايدن كرر إلى حد الغثيان أنه يجب منع حرب غزة من التوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لكنه هو من اتخذ قرار تمديدها في الساعات الأولى من يوم الجمعة من سفنه الحربية وسفن حلفائه. وأطلقوا صواريخ وقصفوا بالطائرات العشرات من مواقع الحوثيين، وهم حركة قريبة من إيران، وتسيطر على جزء كبير من اليمن، بما في ذلك عاصمته صنعاء، منذ تسع سنوات.

ويضيف الكاتب أنه منذ نوفمبر، هاجم الحوثيون بعض السفن التجارية في البحر الأحمر التي لها علاقات مع إسرائيل لأنها مملوكة لإسرائيليين أو لأنها ببساطة تمر عبر الموانئ الإسرائيلية. ويقول الحوثيون أنهم يفعلون ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي غزاه الجيش الإسرائيلي.

ويرى الكاتب أن هجمات الحوثيين واختطاف سفينة الشحن غالاكسي ليدر في مضيق باب المندب في التاسع عشر من نوفمبر تشكل تهديدا للملاحة في المياه التي يمر عبرها جزء مهم من التجارة العالمية. يوم الثلاثاء الماضي، لم تعد أهدافهم سفن الشحن، بل السفن الأمريكية والبريطانية التي تقوم بدوريات في المنطقة، في إطار العملية البحرية “حماية الازدهار”، في محاولة للحفاظ على حرية الملاحة.

وكانت تلك العمليات التي وقعت يوم الثلاثاء هي ما دفع هاتين القوتين إلى التحول من العمل الدفاعي البحت، واعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون، إلى ضرب قواعدهم في اليمن. وشاركت أيضا سفن من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين في هذه الأعمال الانتقامية. إن تدخل الولايات المتحدة في البحر الأحمر يظل بعيدا من حيث الحجم أو تعبئة موارد تدخلاتها الطويلة السابقة في المنطقة (العراق) وفي آسيا الوسطى (أفغانستان). لكن الجيش الأمريكي منخرط الآن مجددا في حرب وأيضا في عام الانتخابات الرئاسية.

ويذكر الكاتب أن الولايات المتحدة تقوم بذلك من حيث المبدأ لمساعدة السفن التجارية التي تعبر تلك المياه، والتي أصبح عددها الآن أقل لأنها تحاول تجنب المخاطر وتفضل الإبحار حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح. وهي تفعل ذلك أيضا، بشكل غير مباشر، لدعم إسرائيل. كلما قلت الآثار الجانبية لغزو غزة، وهجمات الحوثيين واحدة منها، قل الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في القطاع.

وقبل أن يبدأها، خسر جو بايدن هذه الحرب لستة أسباب على الأقل. وهذه هي تلك الأسباب التي يعددها الكاتب الإسباني كما يلي:

الجيش الإسباني السنغال
جنود يتوجهون إلى طائرة عسكرية

انعدام الدعم العربي

في التحالف البحري الذي تم إنشاؤه تحت اسم “حماية الازدهار”، هناك دولة عربية واحدة فقط، وهي البحرين، وهي الأصغر في الخليج. ولم تحظ بأي دعم، ولو شفهيا، من المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، وهما من أشد أعداء الحوثيين الذين كانوا في حالة حرب معهم. كما لم تذعم مصر أيضا هذا التحالف على الرغم من الأضرار الاقتصادية الهائلة الناجمة عن الانخفاض الكبير في حركة الملاحة البحرية عبر قناة السويس.

غياب الحلفاء الأوروبيين

ويستطرد الكاتب إغناسيو سيمبريرو أن بعض حلفاء واشنطن الأوروبيين غائبون عن التحالف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة، مثل إسبانيا، التي أكدت وزيرة الدفاع مارغريتا روبليس يوم الجمعة الثاني عشر من الشهر الجاري أنها لن تشارك. ولدى دول أخرى، مثل فرنسا وإيطاليا، سفن في المنطقة، لكنها لم توافق على وضعها تحت قيادة البنتاغون وحفاظت على استقلالها العملياتي. ولم تشارك سوى دولة واحدة من دول الاتحاد الأوروبي، وهي هولندا، في الهجوم على مواقع الحوثيين على الأراضي اليمنية.

تسليح الحوثيين وخبرتهم

وقد أدى هجوم يوم الجمعة إلى زيادة التوتر في المنطقة، ولا شك أنه سيؤدي إلى تدمير بعض عتاد الحوثيين الحربي، لكن لن يكون لديهم نقص في الأسلحة. إن الحوثيين الذين قاتلوا لأكثر من خمس سنوات ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لن يستسلموا بعد الهجوم الأول. ويضيف الكاتب أنه لدى الحوثيين خبرة حربية وهم مجهزون بشكل أفضل الآن، بل إنهم يمتلكون صواريخ باليستية مضادة للسفن. وزودتهم إيران بنفس العتاد الذي تصدره إلى روسيا. وربما، لهزيمة الحوثيين عسكريا، سيضطر البنتاغون إلى تنفيذ عمليات قوات خاصة في اليمن. وكلما زاد ضربهم، كلما تعززت هيبتهم وشرعيتهم في نظر اليمنيين والرأي العام العربي.

ازدواجية المعايير

هجوم الجمعة وموافقة مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، بناء على طلب الولايات المتحدة، على قرار يطالب الحوثيين بوقف هجماتهم في البحر الأحمر، يبرهن أمام الرأي العام الجمهور العربي ومن جانب الجمهور الغربي ازدواجية معايير إدارة بايدن. هذا المعيار المزدوج يشوه سمعة واشنطن. وعلى حد علمنا، يضيف الكاتب، لم يسقط أي ضحايا في هجمات الحوثيين. وفي غزة، توفي 23,708 فلسطينيا حتى يوم الجمعة 12 الجاري، وأصيب ما يقرب من 60,000 آخرين، وفقا للسلطات الصحية في القطاع. ولم تشكك الدبلوماسية الأمريكية في عدد القتلى. ومع ذلك، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد العديد من القرارات في مجلس الأمن التي أمرت بوقف إطلاق النار. ولو تم إعلان توقيف إطلاق النار لكان الحوثيون قد وضعوا حدا لهجماتهم.

مصلحة إيرانية

تستغل إيران سياسيا الحرب في غزة والتوتر السائد في البحر الأحمر. والحوثيون جزء مما يسمى بمحور المقاومة الذي تدعمه طهران. إنهم حلفاؤها، على الرغم من أنها ربما لن تملي عليهم أجنداتها أو تعطيهم الأوامر. كل هذا الضجيج في المنطقة يصرف الأنظار عن البرنامج النووي الذي تطوره إيران، نظريا للأغراض السلمية، كما يذكر الكاتب رغم أن في واشنطن ولندن وباريس وبرلين العواصم الأربع التي وقعت بيانا مشتركا في ديسمبر.

تعجيل رحيل القوات الأمريكية

من غير المرجح أن تؤدي هجمات الجمعة، التي قد تتكرر قريبا في الأيام المقبلة، إلى نشر الحرب في المنطقة بأكملها أو إلى تكثيفها في جنوب لبنان. والآن، سوف يقومون بتسخين بعض الجبهات الثانوية، تلك التي توجد فيها قوات أمريكية. لقد تعرض الجيش الأمريكي بالفعل للمضايقات، منذ الخريف الماضي، في شمال سوريا، وقبل كل شيء، في العراق، حيث لا يزال لدى البنتاغون حوالي 2500 جندي. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في نهاية ديسمبر مع الرئيس بيدرو سانشيز، ألمح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالفعل إلى أنه يتعين على القوات الأجنبية مغادرة البلاد بشكل تدريجي. وفي مقابلة أجراها يوم الأربعاء مع وكالة رويترز كان أكثر وضوحا. وقال إن رحيل القوات الأمريكية ضروري، لأن وجودها يزعزع الاستقرار وسط التداعيات الإقليمية لحرب غزة، أي التوتر في البحر الأحمر والعمليات ضد الحوثيين.

المصدر: الكونفيدينثيال/ إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *