ماذا يعني مصطلح “المورو” Moro؟
أخبار إسبانيا بالعربي / تاريخيا الموريون Moros عموما هم سكان شمال إفريقيا وتحديدا سكان المنطقة الغربية من شمال إفريقيا, و عليهم أُطلق هذا المصطلح في كتب التاريخ القديمة. لكن استعمال المؤرخين, خصوصا الإسبان, لهذا المصطلح توسع بعد وصول المسلمين للأندلس ليشمل جميع المسلمين.
ثم عاد هذا المصطلح وتقلص ليقتصر على المغاربة خصوصا بعد حرب تطوان بين المغرب وإسبانيا عام 1859م. لهذا تختلف ترجمة المورو من الإسبانية إلى العربية حسب السياقات الثلاثة التالية:
السياق الأول: من العصر القديم إلى ما قبل دخول المسلمين للأندلس
ما من شك أن مصطلح المورو في كتب تاريخ العصور القديمة وحتى الفترة التي سبقت دخول المسلمين للأندلس عام 711م يشير للسكان الشمال إفريقيين.
طالع أيضا: ابن مدينة الزهراء بقرطبة..الذي قالت عنه دائرة المعارف البريطانية أنه أعظم من ألّف في الجراحة
السياق الثاني: من دخول المسلمين إلى الأندلس حتى عام 1859 م
بعد انتشار الإسلام في إسبانيا بداية من القرن الثامن تردد المؤرخون الإسبان في القرون التالية كثيرا في تعريف هؤلاء الذين نشروا الدين الجديد في إسبانيا، فبعد تعريفهم بالسراسينيين و الكلدانيين و ألقاب مبهمة أخرى, استقروا على تعريفهم بالموريين Moros، أي جيرانهم البربر في الضفة الأخرى من المتوسط, وسحبوا هذا التعريف على جميع الأعراق المسلمة التي كانت تعيش في الأندلس بمن فيهم الأندلسيون سكان البلد الأصليون الذين اعتنقوا الإسلام طواعية.
هكذا أصبح مصطلح المورو في كتب التاريخ الإسبانية يعني مسلم. و أقوى دليل على ذلك أن الإسبان لما فتحوا في القرن 16 جزر جنوب شرق آسيا كالفلبين أطلقوا على سكانها المسلمين لقب موروس, ليس لأنهم مغاربة أو شمال إفريقيين وإنما لأنهم مسلمون.
طالع أيضا: من بينها بلدان عربية.. هذه هي الأراضي والأقاليم التي خضعت لسيطرة إسبانيا
من عام 1859م حتى اليوم:
بداية من القرن الثامن عشر بدأت الإمبراطورية الإسبانية تتقهقر وبدأ اتصالها بباقي الأمم المسلمة يقل ويضعف، وبحكم القرب الجغرافي والعلاقات التجارية والديبلوماسية والأدبية وحتى النزاعات السياسية والتاريخية المتولدة عن ذلك أصبحت علاقات إسبانيا مع البلدان الإسلامية مقتصرة على المغرب.
فكان الإنتاج التاريخي والأدبي والسياسي لفترة ما بعد حرب تطوان عام 1859 يذكر الموروس و يقصد بهم المغاربة. فمثلا عندما نطالع الأدب الإسباني في الفترة الاستعمارية حيث استعمرت إسبانيا شمال المغرب أو أدب الحرب الأهلية الإسبانية حيث شارك عشرات آلاف المغاربة في الحرب, نجد مصطلح موروس يتكرر باستمرار, وهنا لا يقصد الأدباء والمؤرخون الإسبان بهذا المصطلح المسلمين أو الشمال إفريقيين و إنما يقصدون المغاربة تحديدا.