مساجد أمريكا الجنوبية: مسجد السلام في سانتياغو، أول مسجد يُبنى في تشيلي
أخبار إسبانيا بالعربي – أصبحت تشيلي، التي تعد واحدة من أكثر الدول ازدهارا واستقرار في أمريكا الجنوبية “جزءا من العالم الإسلامي الآخذ في التوسع”.
هكذا عرّف موقع “ذا كونفرزيشن” الأسترالي في مقالة لباحثين اثنين متخصصين في علوم الشرق الأوسط، ظاهرة تنامي عدد المسلمين في تلك الدولة اللاتينية وزيادة تأثيرهم من خلال عدد من الأنشطة الدينية والاجتماعية.
مساجد أمريكا الجنوبية: مسجد باب الإسلام في تاكنا، أكبر بناء إسلامي في البيرو
وما قد لا يعرفه الكثيرون أن الوجود الإسلام في أمريكا اللاتينية يمتد على الأرجح إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وهذا من خلال الرحلات التي وصلت من مملكة مالي لاستكشاف الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، والتي قاد آخرها الملك أبو بكر الثاني بنفسه.
كذلك وصلت أفواج من المسلمين الأوائل إلى أمريكا الجنوبية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث هاجر هؤلاء المسلمون المعروفون باسم “الموريسكيين” إلى تلك البلاد، فراراً من الاضطهاد تحت التاج المسيحي في إسبانيا.
وجاء المسلمون أيضًا إلى الأمريكتين خلال القرن الثامن عشر عن طريق الاختطاف والاستعباد في ظل الإمبراطورية البرتغالية والإسبانية. وكان معظمهم من غرب أفريقيا. ثم قادوا في البرازيل واحدة من أكبر الثورات في القارة اللاتينية ضد الرِق.
وبحسب المؤرخ أوربليو دياز ميزا، فقد كان المستكشف «دييجو دي ألماجرو» من الموريسكيين، وكان ممن أثروا في بناء الحضارة التشيلية، لكن الوجود الإسلامي سرعان ما تلاشى، برغم ذلك انعكست تأثيرات الحضارة الإسلامية القائمة في الأندلس، على الحضارة والبناء والثقافة الإسلامية في تشيلي، ومن ثم عاد الإسلام مجددًا إلى أرض تشيلي عام 1856، بوصول المهاجرين العرب من سوريا ولبنان وفلسطين، الذين أسسوا «إتحاد المجتمع المسلم» عام 1926.
يبلغ عدد سكان تشيلي 16 مليون نسمة، منهم نحو 5 آلاف شخص يعتنقون الإسلام. وهم من المهاجرين وأحفادهم، وأيضاً من السكان الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام. ويتميز المسلمون بالانخراط الفعال في المجتمع التشيلي، والقيام بأعمال خيرية، وإقامة الشعائر في مساجدهم لاسيما في بالعاصمة سانتياغو.
وفي عام 1989 أثمرت جهود الجالية العربية في سانتياغو مدعومة من الاتحاد العالمي للمسلمين، عن وضع حجر الأساس لمسجد السلام الذي يتسع لنحو 1500 مصلٍّ.
وينظم هذا المسجد، الذي يلفت الانتباه بمئذنته العالية ومكبرات الصوت التي تصدح بالآذان، بنشاطات عامة عدة، وله علاقات رسمية بالدولة التشيلية ومؤسسة اتحاد الأديان.
ويستضيف المركز باحثين في الشؤون العربية والإسلامية من جامعات البلاد، بالإضافة إلى تعليم اللغة العربية وتنظيم محاضرات في المدارس والجامعات والنوادي واستضافة الأعياد.
إسبانيا بالعربي.