شؤون إسبانية

وداعاً للطيران منخفض التكلفة. هكذا ستكون أسعار طيران ما بعد كورونا

سيكون الأسبوع الحالي حاسماً بالنسبة لقطاع الطيران في دول الاتحاد الأوروبي. ووفقاً للمعلومات الجديدة التي نشرتها وزارة النقل الإسبانية، فإن المفوضية الأوروبية ستُعلن يوم الأربعاء المقبل عن المبادئ التوجيهية المشتركة الخاصة بقطاع النقل الجوي بعد رفع القيود.

استئناف الرحلات

وعلى الرغم من أن بعض شركات الطيران مثل KLM قد أعلنت عن استئناف الرحلات، إلّا أن السفر يقتصر في الوقت الراهن على الحالات الضرورية والمبررة.

وتُعدّ مسألة الأمن على متن الطائرات أمراً شائكاً، لا سيما مع تصاعد الخشية من أن تساهم الرحلات الجوية في انتشار الفيروس من جديد في جميع أنحاء العالم.

المفوضية الأوروبية تدخل على الخط

وكشفت المفوضية الأوروبية قبل أسابيع أن التباعد الاجتماعي سيكون أساسياً في القرارات التي ستتخذها. لكن شركات الطيران حذّرت من أنه لن يكون ممكناً ولا ضرورياً على متن الطائرات.

وتتوقع شركات الطيران أن يتم إجبارها على ترك مقاعد الصف الذي يتوسط الطائرة فارغاً. وبهذا الخصوص، تقول الشركات أن نتائج ذلك ستكون كارثية بالنسبة للقطاع.

ارتفاع أسعار التذاكر

وخلصت دراسة أجراها اتحاد النقل الجوي الدولي إلى أنه في حال فرض ذلك الإجراء، فسترتفع أسعار التذاكر بشكل كبير لأكثر من 50٪ عما كانت عليه قبل أزمة كورونا.

وتُضيف الدراسة أنه بالأسعار الحالية، يمكن لأربع شركات فقط من بين 118 شركة طيران في العالم أن تستمر في التحليق رغم تقليص عدد الركاب إلى النصف في الطائرات.

ويذهب، بريان بيرس، كبير الاقتصاديين في اتحاد النقل الجوي الدولي، في دراسة بعنوان “تكلفة السفر الجوي بمجرد رفع القيود” إلى أنه بمجرد تطبيق التباعد عن متن الطائرات، فإن متوسط حمولة الطائرة سينخفض إلى 62٪.

رحلات غير مجدية

ووفقًا لحسابات الخبير الاقتصادي، فإن تحقيق “نقطة التعادل” أو النقطة التي تُغطي فيها شركات الطيران التكاليف لن يتم الوصول إليها ما لم تكن الطائرات ممتلئة بنسبة 75٪ على الأقل في أفضل الأحوال، خاصةً إلى وجهات أمريكا الشمالية وإفريقيا والشرق الأوسط.

وحسب الدراسة دائماً، فإنه من بين 122 شركة طيران قامت بتحليل بياناتها، ستتمكن أربعة فقط من الشركات الكبرى من تحقيق “نقطة التعادل” مع شغل 62٪ فقط من مقاعدها، أي أكثر من نسبة 50 بالمئة.

وفي ظل ظروف السفر الجديدة، ستختفي الرحلات منخفضة التكلفة التي ساهمت في إضفاء نوعاً من “الديمقراطية” على ركوب الطائرات في العقود الأخيرة.

ويحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي من أنه لتحقيق الربحية مع عدد أقل من الركاب، سيتعين على شركات الطيران زيادة أسعار التذاكر بشكل كبير.

ارتفاع الأسعار في أوروبا

ووفقاً لحسابات المنظمة، فإن الزيادة ستكون ما بين 43 و54٪ اعتماداً على المنطقة ونقطة الإنطلاق ومتوسط الحمولة. في حالة أوروبا مثلاً، سيرتفع المتوسط الحالي من 135 يورو إلى 201 يورو للتذكرة الواحدة.

وبالنسبة لشركات الطيران، فإن إفراغ المقاعد المركزية لا يُعد غير مجدٍ فقط من الناحية الاقتصادية، ولكنه أيضاً إجراء غير فعال لوقف انتشار الفيروس.

وبحسب اتحاد النقل الجوي الدولي، توصي معظم السلطات بالاحتفاظ بمسافة تتراواح بين المتر والمترين. وحتى ولو تم إفراع الصفوف المركزية في الطائرة، فإن المسافة بين الركاب بالكاد تصل إلى نصف متر.

إجراءات قبل الصعود للطائرة

وتضيف المنظمة أن الفيروس يجب مكافحته قبل صعود الطائرة، من خلال إجراءات مثل قياس درجة حرارة الركاب، واستخدام الأقنعة أو الحد من الحركة على متن الطائرة أو تبسيط إجراءات تقديم الطعام.

ويخلص الاتحاد الدولي للطيران إلى أنه حتى بدون تدابير حماية إضافية، فإن احتمالات نقل العدوى على متن الطائرة تبقى محدودة جداً.

ويقول الاتحاد أن هناك حالات موثقة للرحلات الجوية التي سافر فيها ركاب مصابون بالفيروس ولم تكن هناك عدوى، مثل رحلة بين الصين وكندا.

العدوى على متن الطائرات

وأظهر مسح غير رسمي لـ 18 شركة طيران مرتبطة بالمنظمة، أنه بين شهري يناير ومارس، تم اكتشاف ثلاث حالات عدوى فقط حدثت على متن الطائرات.

وكشفت دراسة أكثر تفصيلاً شملت 1100 مسافر ثبتت إصابتهم بالفيروس بعد السفر بالطائرة، أنه لم تكن هناك عدوى بين أكثر من 100000 مسافر في الرحلات اللاحقة، وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *