متفرقات

الشّركة المنتجة لأغلى الساعات في العالم هي في الحقيقة مؤسسة غير هادفة للربح!

أخبار إسبانيا بالعربي – هذه الحقيقة تثير الدهشة والتشكيك على منتديات الإنترنت حيث يسخر أعضاؤها من فكرة أن الشّركة المصنّعة للساعات الفاخرة، التي تبيع الساعات بأسعار تتراوح بين ألف و100 ألف دولار للساعة الواحدة يمكن أن تكون غير هادفة للربح.

الحقيقة معقّدة قليلاً وفيها الكثير من الغموض

رولكس هي في الواقع سلسلة من الشركات التي ترأسها Rolex S.A. ولزيادة تعقيد الأمور، تمتلك بعض هذه الشركات أجزاءً من بعضها البعض. لكنهم ينتمون جميعًا بشكل أساسي إلى Rolex SA، والتي بدورها مملوكة بالكامل لمؤسسة Hans Wilsdorf Foundation غير الهادفة للربح.

تعترف الحكومة السويسرية بهذه المؤسسة باعتبارها مؤسسة خيرية، وبالتالي لا تدفع أي ضرائب، أجل هذا هو الهدف من كل التعقيد.

بشكل عام، الشركات غير الهادفة للربح تحقق أرباحًا بالفعل. إيرادات رولكس والتي يُقال أنها تزيد عن 4 مليارات دولار سنويا، تذهب الى دفع رواتب العاملين و المدراء التي هي أقل من متوسط الدخل في سويسرا، وتغطية نفقات التشغيل وتكاليف التصنيع، ويتم استخدام جزء من الرصيد المتبقي لاستثماره في التّوسع وتنمية الشركة، ويذهب جزء آخر إلى عدد غير معروف من المؤسسات الخيرية. وما يتبقى بعد ذلك يذهب إلى الحساب البنكي للشركة.

يتكهّن البعض أن رولكس لديها مدخرات تكفيها للعمل سنوات دون أي مبيعات! لكننا لن نعرف أبدًا، لأنه نظرًا لوضعهم القانوني، لا تتحمل شركة Rolex S.A ولا مؤسسة Wilsdorf Foundation أي التزام بالإفصاح عن بياناتهم المالية، لذا لا أحد يعرف كم يجنون من المال وأين يذهب كل هذا المال.

إذاً كيف يبدو هذا الهيكل المؤسساتي؟

أسس الألماني “هانز ويلسدورف” المؤسسة الخيرية بعد وفاة زوجته مباشرةً في عام 1944. كان المالك الوحيد لرولكس، وأعطى جميع أسهمه للمؤسّسة التي يديرها. عندما توفّي عام 1960، انتقلت إدارة المؤسسة إلى خمسة من أمناء المؤسسة. هؤلاء الناس ليسوا مساهمين أو ملاك، هم مجرد أمناء. إن مهمتهم الرئيسية هي إدامة عمل رولكس، وكذلك الإهتمام بعدد غير معروف من الأنشطة الخيرية المذكورة أعلاه.

لكننا نعلم أن هذه الكيانات الخيرية تشمل معهد رولكس (الذي يعزز الأنشطة الخيرية للشركة)، وجوائز رولكس للمؤسسات التي تكرّم الرجال والنساء الرائدين في جميع أنحاء العالم الذين يعملون على تحسين الحياة على الأرض، ومبادرة الفنون التي تدعم الرسّامين الشّباب الموهوبين للغاية.

لماذا تسمح الدولة السويسرية بهذا الغموض؟

لأن رولكس و3 شركات سويسرية أخرى تسيطر على 95٪ من صناعة الساعات الفاخرة في العالم التي يفوق سعرها 1000دولار، ولأن صناعة السّاعات تشكّل 1.5٪ من الناتج المحلّي السويسري ولأن تصدير الساعات يؤمّن لسويسرا 20 مليار دولار سنوياً وهي ثالث أكبر صادراتها. وطبعاً بسبب بعض أنشطتها الخيرية.

هذا كل ما يُسمح لعامة الناس بمعرفته، لكونها لا تملك أسهماً متداولة وبسبب الغطاء القانوني فمعظم أنشطتها الخيرية وأمورها المالية تبقى أسرارا، فهل تتبرع بكل أرباحها للأنشطة الخيرية أو تستخدم هذا الأمر كغطاء للتهرب الضريبي.

موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *