أشارت المنظمة الزراعية الإسبانية UPA إلى أن سعر زيت الزيتون المنتج للتر الواحد في الأندلس ارتفع العام الماضي “بحوالي 30%-35%”، فيما حذرت من أنه مع إنتاج عامين لن يتمكنوا من الإنتاج ما يتم إنتاجه في حملة متوسطة في إسبانيا بسبب الجفاف.
يمكن أن تكون حالة الجفاف التي نمر بها أسوأ من العام الماضي، وفقا للخبراء، ولا تؤثر على زيت الزيتون فحسب، بل على جميع المنتجات الطازجة. واليوم، تزيد أسعار زيت الزيتون بنسبة 20 أو 25٪ عن العام الماضي، ويصعب على الإسبان تحمل تلك الأسعار في نهاية الشهر.
سعر قياسي لزيت الزيتون البكر الممتاز
وفي حالة زيت الزيتون، فإن المقارنة أكثر إثارة للقلق. في الأيام الأخيرة، وصل سعر زيت الزيتون البكر الممتاز إلى مستويات قياسية تصل إلى 9 يورو للتر الواحد، ووفقا للخبير في زيت الزيتون خوان فيلار، “لم يسبق في تاريخ قطاع إنتاج زيت الزيتون أن كان هناك وضع مماثل “. محصول سيئ أدى إلى خسارة مالية لجميع حلقات سلسلة القيمة، بطريقة أو بأخرى”.
لأن الارتباط بالحملة القادمة سيكون شبه معدوم، مع محصول مماثل أو حتى أسوأ وهذا يعني أن العرض (الإنتاج زائد الارتباط) للعام الزراعي القادم أقل من الطلب المحتمل. “الآلية الوحيدة التي تنظم حالة النقص المحتملة هي السعر. عندها لن تتوقف الأسعار عن الارتفاع وهذا التنظيم الذاتي للسوق يؤدي إلى انخفاض لا يمكن إصلاحه في الاستهلاك، بحيث يتكيف، من خلال السعر، مع العرض الحقيقي” بحسب فيلار.
آليات خفض تكاليف الإنتاج
تتوصل المطاحن وتعاونيات زيت الزيتون في مقاطعة خايين إلى اتفاقات لطحن الزيتون للموسم المقبل في نقطة واحدة مشتركة من أجل خفض التكاليف وبالتالي التخفيف من الأزمة الناجمة عن قلة الحصاد بسبب آثار الجفاف .
وقال خوسي مانويل إسبيجو، رئيس تعاونيات الزراعة الزراعية في خايين: “في مواجهة سيناريو دراماتيكي من وجهة نظر اجتماعية واقتصادية، ندعو التعاونيات إلى الاتحاد وخفض التكاليف في هذه الحملة”، في إشارة إلى الاتفاقيات التعاونية التي أبرمتها مختلف كيانات قطاع الزيتون.
وتندرج هذه الاتفاقيات في إطار خطة الطوارئ التي تنفذها التعاونيات والنقابات UGT وCC.OO في مواجهة الخسارة المتوقعة في الأجور والربحية في موسم قطف الزيتون المقبل. الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج دفع مزارعي الزيتون إلى الحملة الثانية على التوالي بدخل منخفض.
تستمر الأسعار في الارتفاع
وفقا لصحيفة إل موندو، رفع الموزعون أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز بشكل كبير، وهذا الارتفاع لا يزال بعيدا عن التراجع، بل على العكس من ذلك. وتشير التقديرات إلى أن سعر اللتر سيصل في الأشهر المقبلة إلى 10 يورو.
وتؤكد الصحيفة أن الحكومة تشعر بقلق بالغ إزاء هذا الارتفاع في أسعار “الذهب السائل” وتخشى أن ينتهي الأمر بهذا المنتج الأساسي إلى أن يصبح “منتج فاخر” للمواطنين من الطبقة المتوسطة وأنهم لن يتمكنوا من الوصول إليه بحسب مصادر وزارة الزراعة.
في الواقع، يتوقع خوان فيلار نفسه انخفاضا في استهلاك زيت الزيتون لصالح الدهون النباتية الأخرى الرخيصة.
وماذا حدث حتى وصلنا إلى هذا الحد؟
يرجع السبب المباشرة إلى الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة لأنهما تسببا في “أسوأ حملة في القرن الحادي والعشرين” حيث انخفض إنتاج زيت الزيتون بنسبة 54.7٪ عن الموسم السابق. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يكون الموسم المقبل أفضل إلى حد ما، إلا أنه “لن يكون جيدا أيضا”، كما يوضح ديفيد أوكليس، الأستاذ في المدرسة الدولية للإدارة الزراعية لصحيفة إل موندو.
المصدر: أوندا ثيرو/ إسبانيا بالعربي.
