متفرقات

ليز تراس صاحبة سياسة “المزيد من التشدد” حيال الهجرة رئيسة للحكومة البريطانية

اخبار اسبانيا بالعربي/دخلت ليز تراس اليوم مبنى رئاسة الوزراء البريطانية، خليفة لبوريس جونسون الذي استقال على وقع فضائح سياسية. السياسية المحافظة وعدت خلال حملتها الانتخابية داخل حزب المحافظين بخفض الضرائب وتحسين القدرة الشرائية لدى مواطنيها، فضلا عن مكافحة الهجرة غير الشرعية بشكل أكثر تشددا من سلفها. لكن مع كل التحديات التي تواجهها بلادها اليوم، ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم والحروب وارتفاع أعداد اللاجئين، هل ستتمكن من الإيفاء بوعودها؟

خرج بوريس جونسون من مقر رئاسة الحكومة البريطانية مجرجرا أذيال الهزيمة، بعدما أجبر على التنحي عن الموقع عقب حملة سياسية طالته وشككت بقدرته على الاستمرار بقيادة البلاد. لكن لجونسون إرث ثقيل سيخلفه وراءه لمن سيخلفه، لا يبدأ من الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية الحادة، وبالتأكيد لا ينتهي عند الموقف المتشدد والمثير للجدل من موضوع الهجرة واللجوء.

رواتب تصل إلى 20.000 يورو سنويًا: هناك حاجة إلى 174 شخصًا للعمل في NORTEMPO.. هكذا يمكنك التقدم

أجرى حزب المحافظين انتخاباته الداخلية لاختيار خليفة لجونسون، وفازت ليز تراس بالمنصب. وابتداء من اليوم الثلاثاء السادس من سبتمبر، تربعت السياسية البريطانية الليبرالية على عرش رئاسة الحكومة، لتصبح بذلك المرأة الثالثة التي تتبوأ ذلك المنصب في الإمبراطورية السابقة، بعد تيريزا ماي، وطبعا مارغريت تاتشر التي اعتبرتها تراس ملهمتها ومثالها الأعلى.

تميز برنامج تراس الانتخابي بالتشديد على الملفات الحساسة التي تشكل ضغطا كبيرا حاليا على الداخل البريطاني. تعهدت تراس، 47 عاما، بخفض الضرائب في وقت يواجه فيه اقتصاد بلادها تضخما فاق الـ10%. متابعون شككوا بمدى فاعلية خطتها لخفض الضرائب، معتبرين أنها ستكون مفيدة أولا لأصحاب المداخيل المرتفعة، وستؤدي إلى مزيد من الضغط على ذوي الدخل المحدود.

عناوين أخرى شائكة اقترحتها تراس ضمن قائمتها الانتخابية، لعل أهمها بالنسبة لهذا المقال موقفها من قضية الهجرة وسياسات الحكومة السابقة حيال ملفات اللجوء في البلاد.

طريق البلقان وجهة المهاجرين “المتجددة” للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي

مستمرة بتنفيذ الاتفاق مع رواندا

في هذا الإطار، لم يبدر من رئيسة الحكومة الجديدة أي موقف قد يفسر على أنها معارضة لنهج سلفها، على العكس، كل ما بدر منها حتى الآن يوحي بسعيها للاستمرار بنفس النهج. فعلى سبيل المثال، وعدت تراس باستمرار العمل على خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، بل ومضاعفة أعداد المرحلين مقارنة بالأرقام التي قدمتها الحكومة السابقة. كما وعدت بالبحث عن دول أخرى لتوقيع اتفاقيات مشابهة.

تراس، التي عرفت بموقفها المناهض لـ”بريكسيت” قبل أن تعود وتدافع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اتهمت في وقت سابق بتأخير نشر تقرير يتحدث عن وضع حقوق الإنسان في رواندا، حين شغلت منصب وزيرة الخارجية، كي لا يؤثر ذلك على الاتفاق الموقع بين البلدين ويطرح احتمالية إلغائه.

من المرجح في حال فشلها باستئناف آليات الاتفاق مع رواندا، الذي يخضع حاليا للتدقيق من قبل القضاء البريطاني، أن تلقي باللوم على الولاية القضائية المستمرة للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على بلادها، التي كانت صاحبة قرار وقف تسيير أول رحلة من لندن إلى كيغالي تحمل طالبي لجوء.

هجمات عنصرية في مدن شرق ألمانيا…هل تدفع لاجئين للفرار منها؟

قد يؤجج ذلك مشاعر الانفصال عن تلك المحكمة لدى تراس وحكومتها، لكن تلك الخطوة معقدة وصعبة للغاية.

وعقب تدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، سعت الحكومة البريطانية (جونسون) لأن يكون لها مطلق الحرية في شؤون الهجرة، وقدمت إلى البرلمان “قانون حقوق”، يجعل من الممكن تجاوز الولاية القضائية للمحكمة الأوروبية. وينص “قانون الحقوق” على تسهيل ترحيل المدانين الأجانب والحد من الامتيازات الأسرية التي يحصلون عليها… والكثير من الإجراءات والاقتراحات التي تؤيدها ليز تراس.

يذكر أن حكومة جونسون أبرمت ذلك الاتفاق المثير للجدل مع رواندا آملة بردع المهاجرين الساعين للوصول إلى أراضيها، خاصة عبر المانش. لكن كما القرارات السابقة، لم يكن لذلك الاتفاق أثر كبير على مستوى التدفقات، التي ارتفعت بشكل صاروخي مؤخرا لتسجل أرقاما قياسية مستمرة.

سويلا برايفرمان خليفة بريتي باتيل

وستتضمن حكومة تراس سويلا برايفرمان، كمستشارة قانونية للحكومة والمرشحة الأولى لمنصب رئيس الوزراء، إلى ذلك أيضا، وزيرة للداخلية لتحل محل بريتي باتيل. هذه السياسية المتشددة للغاية تجاه ملفات الهجرة، و”المؤيدة الأصيلة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي” كما تقدم نفسها، هي من سترث الموقع على خط المواجهة، وستجبر على التعامل مع ملف آلاف المهاجرين الذين يصلون إلى الشواطئ البريطانية.

شمال فرنسا: السجن لمهاجر عراقي قاد شاحنة فيها 25 مهاجراً

وتشترك برايفرمان مع باتيل بأصولها المهاجرة، كونها أيضا ابنة عائلة هندية لجأت للمملكة المتحدة، إضافة إلى موقفها الصارم من موضوع الهجرة. وسبق للسياسية المحافظة أن قدمت نفسها سابقا على أنها “الوحيدة القادرة على إيقاف القوارب الصغيرة” للمهاجرين الواصلين للساحل البريطاني.

في مارس الماضي، طالبت برايفرمان بتعزيز عمليات التفتيش الأمنية لمن يحاولون دخول البلاد بشكل غير شرعي، موضحة أنه كانت هناك “محاولات لتزوير الوثائق على الحدود والاحتيال على نظام الدخول بشكل غير قانوني”. وأوردت “لدينا سجل (للهجرة) أعتز به جدا… استقبلنا 25 ألف لاجئ من 2015”.

لكن يبدو أن وزيرة الداخلية الجديدة أغفلت قراءة الأرقام الواردة عن الوزارة خلال الأعوام السابقة، والتي سجلت وصول 28 ألف مهاجر خلال 2021، في حين تخطت الأعداد منذ مطلع العام الجاري هذا الرقم بالفعل. ووفقا لتقرير رسمي، تتوقع السلطات البريطانية أن تصل أعداد المهاجرين الوافدين إلى أراضيها مع نهاية العام الجاري إلى 60 ألفا.

كيف سيكون الطقس في إسبانيا هذا خريف؟ هذه هي توقعات الخبراء ونماذج الطقس

مع كل ما سبق، يبدو أن نظام اللجوء المطبق حاليا لا يخلو من تشدد تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء، الذين يجدون أنفسهم من لحظة وصولهم الأراضي البريطانية، بمواجهة نظام استقبال معقد وغامض وغير إنساني. وكان مهاجر نيوز قد وثق في حالات سابقة شهادات لمهاجرين في بريطانيا وجدوا أنفسهم ضحايا لهذا النظام، ينتقلون من مركز استقبال لآخر على مدى سنوات، دون أدنى معرفة بمصيرهم.

المصدر:مهاجر نيوز/ موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *