متفرقات

كيف انتهت الأوبئة تاريخياً؟ وكيف ستنتهي جائحة كورونا؟

عرف تاريخ البشرية عدداً من الأوبئة التي قضت على ملايين الأشخاص. لكن كيف انتهت هذه الأوبئة؟ وهل يمكن القياس على انتهائها لمعرفة كيف سينتهي وباء كورونا؟

يقول الخبراء إن الطبيعة هي أحد العوامل الأبرز في انتهاء الأوبئة، فأغلبها انتهى بعد تغيرات في طبيعية الفيروس أدت إلى اندثاره.

كما أن الإرادة البشرية هي عامل آخر في انتهاء الجائحة، فعندما تقرر الشعوب التعايش مع الوباء ونسيانه، ينتهي. لكن بعض الأوبئة لا تنتهي إلا بإيجاد لقاح أو علاج للمرض الناتج عنها.

شهد التاريخ الإنساني منذ العصور القديمة أوبئة فتاكة كالطاعون الأسود في العصور الوسطى والإنفلونزا الإسبانية في القرن العشرين.

بحسب تحقيق للكاتبة جينا كولاتا في صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن للأوبئة بحسب المؤرخين، نوعين من النهايات: النهاية الطبية، والتي تحدث عندما تنخفض معدلات الإصابة والوفيات، والنهاية الاجتماعية، أي عندما يتلاشى  الخوف من المرض.

وأوضح الدكتور جيريمي غرين، مؤرخ الطب في جامعة جونز هوبكنز، قائلاً “عندما يسأل الناس: متى سينتهي هذا الوباء، فإنهم يسألون عن النهاية الاجتماعية”.

ومعنى ذلك أنه يمكن أن تحدث النهاية ليس نتيجة قهر المرض ولكن لأن الناس يتعبون من حالة الذعر ويتعلمون العيش مع المرض. 

ألان برانت، المؤرخ في جامعة هارفرد، يقول “إن شيئاً مشابهاً يحدث مع فيروس “كوفيد-19″ المعروف بفيروس كورونا، فكما رأينا في الجدل حول فتح الاقتصاد، فإن العديد من الأسئلة حول ما يسمى النهاية لا يتم تحديدها من خلال البيانات الطبية وبيانات الصحة العامة ولكن من خلال المسار الاجتماعي السياسي”.

المؤرخة في جامعة إكستر دورا فارغا، قالت إن نهايات الأوبئة “فوضوية للغاية، فبالعودة إلى التاريخ، لدينا رواية ضعيفة حول كيف ينتهي الوباء ومن يقرر أنه انتهى”.

الطاعون الأسود 

ضرب الطاعون الدبلي أو الطاعون الأسود مرات عديدة خلال الألفي عام الماضية، مما أسفر عن مقتل الملايين من الناس وتغيير مسار التاريخ. 

ينجم هذا المرض المخيف عن سلالة من البكتيريا، تسمى “يرسينيا بيستيس” تعيش على البراغيث التي تتغذى من القوارض والجرذان.

الطاعون الدبلي، الذي أصبح يعرف باسم الموت الأسود، يمكن أن ينتقل من شخص مصاب إلى شخص آخر من خلال قطرات الجهاز التنفسي، لذلك لا يمكن القضاء عليه ببساطة عن طريق قتل الجرذان.

يتحدث المؤرخون عن طاعون جوستنيان في القرن السادس الميلادي، وعن ثلاث موجات كبيرة من الطاعون تلته هي: وباء القرون الوسطى، في القرن الرابع عشر؛ ووباء في أواخر القرن التاسع عشر وثالث في أوائل القرن العشرين.

بدأت جائحة العصور الوسطى في عام 1331 في الصين، وأدت، إلى جانب حرب أهلية كانت مستعرة في ذلك الوقت، إلى مقتل نصف سكان الصين. ومن هناك، انتقل الطاعون على طول الطرق التجارية إلى أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وقد قتل هذا المرض في السنوات بين عامي 1347 و1351، ما لا يقل عن ثلث سكان أوروبا. وتوفي نصف سكان مقاطعة سيينا في إيطاليا.

وكتب المؤرخ أغنولو دي تورا في القرن الرابع عشر: “من المستحيل أن يروي لسان الإنسان هذه الحقيقة المروعة .. من لم يرَ مثل هذه الفظاعة يمكن أن يكون مباركاً. وقد تم دفن الموتى في حفر وأكوام”.

أما جيوفاني بوكاتشيو في فلورنسا فقد كتب: “لم يكن هناك احترام للقتلى أكثر مما كان سيُمنح اليوم للماعز الميت. اختبأ البعض في منازلهم. رفض آخرون قبول التهديد. كانت طريقتهم في التأقلم شرب الكثير من الكحول، والاستمتاع بالحياة إلى أقصى حد، والغناء وصناعة المرح، وإشباع كل رغبات المرء عندما أتيحت الفرصة، وتجاهل الأمر برمته كمزحة هائلة”.

انتهى هذا الوباء، ولكن الطاعون تكرر. بدأ واحد من أسوأ تفشيه في الصين في عام 1855 وانتشر في جميع أنحاء العالم، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 مليون في الهند وحدها. وقد أحرقت السلطات الصحية في بومباي أحياء بأكملها محاولة تخليصها من الطاعون.

ولا يعرف العلماء والمؤرخون ما الذي جعل الطاعون الدبلي يموت. وجادل بعض العلماء في أن الطقس البارد قتل البراغيث الناقلة للأمراض، لكن ذلك لم يكن ليعوق انتشاره عن طريق التنفس، أو لعله كان تغيير في الجرذان.

هناك فرضية أخرى هي أن البكتيريا تطورت لتصبح أقل فتكاً، أو ربما تصرفات البشر، مثل حرق القرى، ساعدت في القضاء على الوباء.

بحلول القرن التاسع عشر، لم يكن الطاعون تحمله الجرذان السوداء ولكن الجرذان البنية، التي هي أقوى وأكثر شراً وقدرة للعيش بعيداً عن البشر.

إلا أن مرض الطاعون لم يرحل بشكل نهائي. فلا تزال تنتشر العدوى بين كلاب البراري في الجنوب الغربي في الولايات المتحدة، ويمكن أن تنتقل إلى الناس. حديثاً أصيب شخص بالعدوى بعد إقامته في فندق في نيو مكسيكو، إذ كان المقيم السابق في غرفته لديه كلب يحمل براغيث تحمل ميكروب الطاعون. لكن مثل هذه الحالات نادرة، ويمكن الآن علاجها بنجاح بالمضادات الحيوية، ولكن أي تقرير عن حالة طاعون يثير الخوف بين الناس.

كيف انتهى الجدري؟

ومن بين الأمراض التي تم تحقيق نهاية طبية لها هي مرض الجدري لأسباب عدة: هناك لقاح فعال يوفر حماية مدى الحياة، وفيروس “فاريولا” طفيف، ليس لديه مضيف حيواني، لذا فإن القضاء على المرض في البشر يعني القضاء التام عليه. وأعراضه واضحة، مما يسمح بالحجر الصحي الفعال وتتبع الاتصال.

لكن بينما كان هذا الوباء مستعراً، كان الجدري مروعاً لمدة 3000 سنة على الأقل. أصيب الأفراد المصابون بالفيروس بالحمى، ثم تحول الطفح الجلدي إلى بقع مليئة بالصديد، تاركة ندوباً، وقتل المرض ثلاثة من كل عشرة من ضحاياه، في كثير من الأحيان.

الانفلونزا الإسبانية

قتلت إنفلونزا عام 1918، قبل أن تنتهي، 50 مليون إلى 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، من الكبار والصغار والجنود في خضم الحرب العالمية الأولى.

بعد اجتياحه العالم، تلاشى فيروس الإنفلونزا الإسبانية، وتطور إلى شكل مختلف من الأنفلونزا الأكثر اعتدالاً التي تحدث كل عام.

كان الأمر بمثابة حريق، فبعد أن أحرق الخشب المتاح والذي أمكنه الوصول إليه، احترق هو نفسه، كما عبّر أحد العلماء.

هذا الوباء انتهى اجتماعياً أيضاً. فبعدما انتهت الحرب العالمية الأولى، كان الناس مستعدين لبداية جديدة، وعصر جديد، وحريصين على وضع كابوس المرض والحرب وراءهم. 

وتلت ذلك أوبئة إنفلونزا أخرى. في إنفلونزا هونغ كونغ عام 1968، توفي مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 100000 في الولايات المتحدة، معظمهم من كبار السن الذين تجاوزوا 65 عاماً. لا يزال هذا الفيروس ينتشر كأنفلونزا موسمية.

متى ينتهي كورونا؟

يقول المؤرخون إن أحد الاحتمالات هو أن وباء كورونا يمكن أن ينتهي اجتماعياً قبل أن ينتهي طبياً. إذ قد يتعب الناس من القيود إلى درجة أنهم يعلنون انتهاء الوباء، حتى مع استمرار انتشار الفيروس في السكان وقبل العثور على لقاح أو علاج فعال له.

قد نصل إلى لحظة يقول فيها الناس: “هذا يكفي. نستحق أن نعود إلى حياتنا الطبيعية”.

إن ذلك يحدث بالفعل في كل أنحاء العالم، حيث تخفف الحكومات القيود وتفتح الاقتصاد مع محافظتها على إجراءات الوقاية بالحد الأدنى من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامات واستعمال المطهرات والتعقيم المستمر، وكذلك تكثيف الاختبارات لكشف المصابين وعزلهم وعلاجهم وتتبع اتصالاتهم لاحتواء تفشي الوباء.

فمع تزايد الكارثة الاقتصادية التي سببتها عمليات الإغلاق، قد يكون المزيد من الناس مستعدين للقول: “كفى. لقد طفح الكيل”.

هناك هذا النوع من الصراع الآن بين احتواء الوباء وفتح الاقتصاد، بين تقليص عدد المرضى والوفيات من مرض كورونا، وبين عدم تدمير الاقتصاد والأعمال والوظائف والتسبب في فقر وجوع ومعاناة ووفاة الملايين نتيجة الإغلاق.

وعلى الرغم من أن لدى مسؤولي الصحة العامة نهاية طبية للوباء في الأفق، لكن بعض أفراد الجمهور يرون نهاية اجتماعية له.

يجمع الخبراء على أنه لن يكون هناك انتصار مفاجئ على الوباء، ومحاولة تحديد نهاية الوباء “ستكون عملية طويلة وصعبة”، ترتبط بتوافر اللقاح وتأكد أمانه وفعاليته وإتاحته لمعظم سكان العالم من جهة، أو بالتعايش مع الفيروس وإصابته لعشرات ملايين البشر قبل أن يؤدي إلى مناعة القطيع أو خموده نتيجة الطقس أو سبب آخر.

ترى الأستاذة في التاريخ نوخيت فارتيك في جامعة ساوث كارولاينا في مقالة نشرتها في موقع “ذا كونفرسيشن” أنه في الأيام الأولى للوباء، كان كثير من الناس يأملون أن يتلاشى فيروس كورونا ببساطة. وقد جادل البعض بأنه سيختفي من تلقاء نفسه مع حرارة الصيف. وزعم آخرون أن مناعة القطيع ستنطلق بمجرد إصابة عدد كافٍ من الناس. لكن لم يحدث شيء من ذلك.

وقد ثبت أن مزيجاً من جهود الصحة العامة لاحتواء الوباء والتخفيف منه – من الاختبارات الصارمة وتتبع جهات الاتصال إلى التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة – يساعد. وبالنظر إلى أن الفيروس قد انتشر في كل مكان في العالم تقريباً، فإن مثل هذه الإجراءات وحدها لا يمكنها إنهاء الوباء. تتجه الأنظار الآن إلى تطوير اللقاح، الذي يتم تطويره بسرعة غير مسبوقة.

ومع ذلك، يخبرنا الخبراء أنه حتى مع وجود لقاح ناجح وعلاج فعال، قد لا يختفي فيروس “كوفيد-19” نهائياً. وحتى إذا تم كبح الوباء في جزء من العالم، فمن المحتمل أن يستمر في أماكن أخرى، مما يتسبب في حدوث عدوى في أماكن أخرى. وحتى إذا لم يعد الفيروس يمثل تهديداً فورياً بمستوى وباء، فمن المحتمل أن يصبح فيروس كورونا مستوطناً – مما يعني أن الانتقال البطيء والمستدام سيستمر. سيستمر الفيروس في إحداث تفشيات أصغر، على غرار الأنفلونزا الموسمية.

توضح فارتيك أن تاريخ الأوبئة مليء بمثل هذه الأمثلة المحبطة. فالأمراض بمجرد ظهورها، نادراً ما تغادر سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية، إذ أن كل مسببات الأمراض التي أصابت الناس على مدى آلاف السنين الماضية لا تزال معنا، لأنه يكاد يكون من المستحيل القضاء عليها تماماً. فالمرض الوحيد الذي تم القضاء عليه من خلال التطعيم هو الجدري. فقد نجحت حملات التلقيح الجماعية التي قادتها منظمة الصحة العالمية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وفي عام 1980، أُعلن الجدري المرض الأول – والوحيد – الذي يتم القضاء عليه تماماً.

الملاريا

لذا فإن قصص النجاح مثل الجدري تعتبر استثناء لقاعدة بقاء الأمراض. خذوا على سبيل المثال مسببات الأمراض مثل الملاريا. تنتقل عن طريق الطفيليات، وهي قديمة قدم البشرية تقريباً ولا تزال تحمل عبئاً ثقيلاً حتى اليوم: كان هناك حوالى 228 مليون حالة ملاريا و405000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم في عام 2018. ومنذ عام 1955، بدأت البرامج العالمية للقضاء على الملاريا، بمساعدة استخدام عقاري الـدي.دي.تي والكلوروكين، حقق بعض النجاح، لكن المرض لا يزال مستوطناً في العديد من بلدان الجنوب في العالم.

وبالمثل، فإن أمراض مثل السل والجذام والحصبة كانت معنا منذ آلاف السنين. وعلى الرغم من كل الجهود، فإن الاستئصال الفوري لها لا يزال غير ممكن في الأفق.

أضف إلى ذلك مسببات الأمراض الأصغر نسبياً، مثل فيروس نقص المناعة البشرية وفيروس إيبولا، جنباً إلى جنب مع الإنفلونزا وفيروسات كورونا بما في ذلك “سارس” وفيروس كورونا و”سارس-كوف -2″ الذي يسبب “كوفيد -19″، حيث تصبح الصورة الوبائية العامة واضحة. 

فقد توصلت الأبحاث حول العبء العالمي للمرض إلى أن الوفيات السنوية التي تسببها الأمراض المعدية – التي يحدث معظمها في العالم النامي – تمثل ما يقرب من ثلث جميع الوفيات على مستوى العالم.

واليوم، في عصر السفر الجوي العالمي وتغير المناخ والاضطرابات البيئية، نتعرض باستمرار لخطر الأمراض المعدية الناشئة بينما نستمر في المعاناة من أمراض أقدم بكثير تظل حية وبحالة جيدة. وبمجرد إضافتها إلى مخزون مسببات الأمراض التي تؤثر على المجتمعات البشرية، فإن معظم الأمراض المعدية موجودة لتبقى.

حتى الفيروسات والأمراض المعدية التي يوجد لها الآن  لقاحات وعلاجات فعالة تستمر في حصد الأرواح. ربما لا يمكن لأي مرض أن يساعد في توضيح هذه النقطة بشكل أفضل من الطاعون، أكثر الأمراض المعدية فتكاً في تاريخ البشرية. فلا يزال اسمها مرادفاً للرعب حتى اليوم.

سبب الطاعون هو بكتيريا “يرسينيا بيستيس” – كما أسلفنا- وكان هناك عدد لا يحصى من التفشيات المحلية للطاعون وثلاثة أوبئة عالمية موثقة له على الأقل على مدى الـخمسة آلاف عام الماضية، مما أسفر عن مقتل مئات الملايين من الناس.

ومع ذلك، كان الموت الأسود بعيداً عن كونه انفجاراً منعزلاً. فقد عاد الطاعون كل عقد أو حتى بشكل متكرر، في كل مرة أصاب المجتمعات الضعيفة بالفعل وألحق خسائره خلال ستة قرون على الأقل. حتى قبل الثورة الصحية في القرن التاسع عشر، تلاشى كل تفش له تدريجياً على مدار شهور وأحياناً سنوات نتيجة للتغيرات في درجة الحرارة والرطوبة وتوافر المضيفات وكمية الناقلات للوباء وعدد كاف من الأفراد المعرضين للإصابة.

تعافت بعض المجتمعات سريعاً نسبياً من خسائرها التي سببها الطاعون الأسود. لكن مجتمعات أخرى لم تنجُ. على سبيل المثال، لم تستطع مصر في العصور الوسطى التعافي تماماً من الآثار العالقة للوباء، الذي دمر قطاعها الزراعي بشكل خاص. أصبح من المستحيل تعويض الآثار التراكمية لانخفاض عدد السكان. أدى ذلك إلى التدهور التدريجي لسلطنة المماليك وغزوها من قبل العثمانيين في أقل من قرنين من الزمان.

ولا تزال بكتيريا الطاعون المدمرة للحالة نفسها معنا حتى اليوم، وهي تذكرنا بالمثابرة والمرونة الطويلة جداً لمسببات الأمراض.

نأمل ألا يستمر وباء كورونا لآلاف السنين. ولكن حتى يتوفر لقاح ناجح، وربما حتى بعد ذلك، لا أحد في مأمن. القاعدة حاسمة: عندما تضعف برامج التلقيح، يمكن أن تعود العدوى مرة أخرى. ما عليك سوى إلقاء نظرة على الحصبة وشلل الأطفال، واللذين يعاودان الظهور بمجرد تعثر جهود التطعيم.

وبالنظر إلى مثل هذه السوابق التاريخية والمعاصرة، يمكن للبشرية أن تأمل فقط في أن يُثبت فيروس كورونا الذي يسبب مرض “كوفيد-19” أنه عامل ممرض يمكن القضاء عليه واستئصاله. لكن تاريخ الأوبئة يعلمنا أن نتوقع خلاف ذلك.

المصدر: الميادين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *