متفرقات

السباحة نحو إسبانيا.. المغرب يواجه نوعا جديدا من الهجرة

اخبار اسبانيا/ في يوم عاصف من أيام شهر أبريل بمدينة الفنيدق، شمالي المغرب، ارتمى عشرات الشباب المغاربة دفعة واحدة في البحر، وقطعوا المسافة الفاصلة بين سواحل الفنيدق ومدينة سبتة الخاضعة للسيادة الإسبانية سباحة، وسط تصفيقات وهتافات شباب آخرين.

وقام الشباب بتوثيق ما حدث بكاميرات هواتفهم، فلم يكن المشهد من مسابقة في السباحة بل كان نوعا جديدا من أنواع الهجرة في المغرب.

ورغم سوء أحوال الطقس وبرودة مياه المتوسط في ذلك اليوم، ركب الشباب الذين قدر عددهم بـ70 شخصا، أمواج البحر العاتية، ليصل معظمهم إلى اليابسة، فيما لقي 2 منهم حتفهم غرقا، قبل أن تتدخل السلطات الإسبانية لانتشال آخرين وإعادة 63 منهم إلى المغرب، حسب مصادر محلية.

وفتحت السلطات الأمنية في المغرب، بحثا مع 23 مرشحا للهجرة غير المشروعة تم تسليمهم من طرف المصالح الأمنية الإسبانية، بعدما وصلوا إلى “شاطئ تراخال” عن طرق المنفذ البحري لمدينة سبتة.

نوع جديد من الهجرة

وتعد الهجرة سباحة بشكل جماعي نحو الضفة الأخرى من المتوسط، تطورا نوعيا على مستوى طرق الهجرة، حيث تقتصر غالبا الهجرة التقليدية على ركوب قوارب صغيرة، للعبور نحو سواحل إسبانيا، بمساعدة شبكات متخصصة في الهجرة السرية.

يقول رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان محمد بن عيسى، إن الأزمة الاقتصادية الناتجة عن إغلاق معبر باب سبتة ومنع التهريب، الذي كان يشكل متنفسا اقتصاديا وموردا لعدد كبير من الأسر، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورنا، سببان من بين الأسباب التي دفعت بهؤلاء الشباب لابتكار أساليب جديدة للهجرة.

ويعتقد بن عيسى، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أن إقدام الشباب على هذا النوع من الهجرة، يعود بالأساس لكون ذلك لا يكلفهم الكثير، عكس الأساليب التقليدية التي تتطلب الاستعانة بوسطاء ودفع مبالغ مالية.

وشهدت مدينة الفنيدق قبل أشهر قليلة احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن توقف الأنشطة التجارية المرتبطة بـ”التهريب المعيشي” نتيجة إغلاق معبر باب سبة في ديسمبر 2019، والذي تسبب في أزمة اقتصادية تفاقمت مع قرار إغلاق الحدود للحد من تفشي فيروس كورونا.

ويرى الناشط الحقوقي أن هذه العوامل شجعت الشباب على ركوب الأمواج والمخاطرة بحياتهم، إلى جانب أشخاص آخرين كانوا من المتفرجين، قبل أن يقرروا الالتحاق بالمهاجرين دون أي تخطيط مسبق.

المصدر: سكاي نيوز عربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *