متفرقات

كيف تتخلص من الشخير أثناء النوم؟

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالًا لأنجيلا هوبت، كاتبة مستقلة ومحررة الصحة في الصحيفة، حول الشخير وسُبل التغلب عليه سواءً باستخدام الأدوات أم الأجهزة أم اللجوء إلى الجراحة.

تقدر كلية طب جونز هوبكنز أن 45% من البالغين يشخِّرون من حينٍ لآخر، بينما يشخِّر 25% بانتظام. ويمكن أن يكون الأمر مثيرًا للسخط، لا سيما للأشخاص الذين يعيشون مع مَنْ يشخرون وينامون بالقرب منهم؛ يقول كينت سميث، المدير المؤسس لجمعية دالاس للنوم ورئيس الأكاديمية الأمريكية للنوم والتنفس، إنه التقى مؤخرًا بمريضٍ كان قد حجز موعدًا في محاولة إنقاذ زواجه؛ لكن الشخير ليس بالضرورة مجرد مصدر إزعاج، ويمكن أن يشير أيضًا إلى حالة مرضية بالأساس؛ إليك ما يجب معرفته حول سبب الشخير، ومدى خطورته وكيفية علاجه.

ما هي أسباب الشخير؟

توضح الكاتبة أن الشخير حالة شائعة تحدث عندما يعيق شيءٌ ما تدفق الهواء عبر فمك وأنفك، كما يقول ديفيد شوارتز، رئيس الأكاديمية الأمريكية لطب نوم الأسنان وطبيب الأسنان الممارس في شيكاغو، عندما يحاول الهواء المرور، فإنه يتسبب في اهتزاز الأنسجة الرخوة، مما يؤدي إلى الصوت المعروف باسم الشخير والذي (غالبًا ما يكون مزعجًا للغاية).

يقول شوارتز إنه في بعض الحالات، يشخر الناس لأن لديهم انسدادًا في الأنف، أو انحرافًا في الحاجز الأنفي، أو انهيارًا في الصمام الأنفي، أو قد يكون سبب الصوت هو اللسان، يقول: «في بعض الأحيان، يتراجع اللسان ليستند على الحنك الرخو واللهاة واللوزتين، خاصةً في الشخص الذي لديه مجرى هوائي صغير جدًّا، وبينما يحاول الهواء المرور، فإنه يخلق اهتزازًا».

طالع أيضا: عصير طبيعي يمنع الشخير أثناء النوم

كيفية اختيار أفضل وضع للنوم

ترجح الكاتبة أن الشخير ربما يكون أحد أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA)، وهي حالة تؤثر على حوالي 1 من كل 5 أشخاص، كما يقول ستيفن هولفينجر، مختص طب النوم في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، ويحدث هذا النوع من انقطاع النفس عندما تسترخي عضلات الحلق أثناء النوم، مما يؤدي إلى سد مجرى الهواء، وغالبًا ما يكون الشخير الناجم عن انقطاع النفس النومي ذا صوت مرتفع بصورة كبيرة، وقد يكون مصحوبًا بأنفاسٍ ضحلةٍ أو شهيقٍ أو تململٍ عام.

يقول هولفينجر: “الشخير مرتبط ارتباطًا كبيرًا بانقطاع النفس النومي، ولكن ليس كل من يعاني من توقف التنفس أثناء النوم يشخر – على الرغم من أن الغالبية العظمى منه يعاني من ذلك – وليس كل من يشخر يعاني من توقف التنفس أثناء النوم؛ إن هذه هي النقطة التي يصبح عندها الأمر صعبًا”، وهو السبب الذي يفرض ضرورة زيارة مختص النوم للمساعدة في تحديد السبب الجذري للشخير.

ويمكن أن يحدث الشخير أيضًا بسبب حالات أخرى أقل خطورة، مثل الزوائد الأنفية أو الحاجز المعوج أو شكل الحنك أو اللسان أو الزكام أو أنواع الحساسية، ويمكن للحمل أو زيادة الوزن أو تناول الكحول أن يسهم أيضًا في الشخير.

طالع أيضا: 10 زيوت تحسن جودة النوم وتنهي “الشخير”

هل الشخير غير صحي؟

يقول سميث إن مدى خطورة الشخير غالبًا ما يعتمد على مدى إثارة غضب شريكك في الفراش، لكن لو نحَّينا النكات جانبًا، فمن الأفضل عدم وصفها بحالة حميدة، والشخير بين الحين والآخر؛ إذا كنت مصابًا بنزلة برد، على سبيل المثال، عادةً ما يكون غير ضار؛ ولكن إذا كنت تشخر كل ليلة، فإنه ينصح بتحديد موعد مع مختص النوم.

تشير الأبحاث إلى أن حوالي 90% من الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم لا يتم تشخيص حالتهم، ويمكن أن يكون للحالة تداعيات خطيرة، بما في ذلك ارتفاع مخاطر الإصابة بمشكلات القلب. يقول سميث: «إننا نرى مرضى في حالات شديدة الخطورة طوال الوقت، وليس لديهم أدنى فكرة عن إصابتهم بانقطاع التنفس أثناء النوم؛ إنهم يأتون إلى الطبيب فقط لأن شريكهم في الفراش أخبرهم بذلك».

وحتى لو لم تكن مصابًا بانقطاع النفس الانسدادي النومي، فقد يشكل الشخير خطرًا على صحتك. تشير بعض الأبحاث إلى أنه مرتبط بعوامل خطر أيض القلب مثل تصلب الشرايين والخلل البطاني (نوع من مرض الشريان التاجي غير الانسدادي)، وهناك دراسة نشرت في مجلة (Laryngoscope)، على سبيل المثال، فحصت الأشخاص الذين يعانون من الشخير ولكنهم لا يعانون من توقف التنفس أثناء النوم. ووجد الباحثون أنه كلما طالت مدة الشخير كل ليلة، زاد تضييق شرايين العنق، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

إيجابيات وسلبيات النوم مع الحيوانات الأليفة

تشير الكاتبة إلى أنه إذا قمتَ بزيارة مختص النوم، فمن المحتمل أن تخضع لدراسة النوم، والتي يجري خلالها تسجيل مستويات نشاط الدماغ ومستوى الأكسجين ومعدل ضربات القلب وحركات العين والساق. يقول سميث إن مثل هذه الدراسات «كان معتادًا أن تكون مرهقة أكثر بكثير»، وتتطلب قضاء الليل في مركز طبي؛ لكن الآن، أصبحت الدراسات في المنزل هي القاعدة. يقول: «إنها نظرة أكثر واقعية على عادات نوم (المرضى) ليلة بعد أخرى، إنه سريرهم ودرجة حرارتهم وكلابهم وشريكهم في السرير».

وإذا كشفت دراسة النوم عن انقطاع النفس الانسدادي النومي، فعادةً ما يُعالج المرضى بأجهزة التنفس مثل جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، والذي يطلق تيارًا ثابتًا من الهواء إلى الأنف والفم أثناء النوم.

20240129 010150

ما العادات التي يمكنني تغييرها للتوقف عن الشخير؟

تنصح الكاتبة قائلةً: إذا لم يكن سبب الشخير هو انقطاع النفس أثناء النوم، فهناك تغييرات في نمط الحياة يمكنك تجربتها، بما في ذلك:

فقدان الوزن: كلما زاد وزنك، زاد احتمال إصابتك بالشخير، وهذا لأننا نحمل تلك الكيلوجرامات الزائدة في كل مكان، بما في ذلك في لساننا، والذي يعيق مجرى الهواء. يقول هولفينجر: «لذا، فإن فقدان الوزن سيحسن من الشخير». وفي إحدى الدراسات، نجح الرجال الذين فقدوا أكثر 3 كيلوجرامات في تقليل مستوى الشخير ليلًا على نحوٍ كبيرٍ، في حين أن أولئك الذين فقدوا حوالي 7 كيلوجرامات تخلصوا فعليًّا من الشخير.

الإقلاع عن التدخين: يقول سميث: «يتسبَّب التدخين فيما نسميه مجرى الهواء اللزج»، مما يعني أن الهواء لا يتدفق بالطريقة المثلى، مما يؤدي إلى الشخير، وإذا كنت مدخنًا، فإن الأمر يستحق محاولة التخلص من هذه العادة (لأسباب عديدة).

لا تشرب الكحوليات قبل النوم: يقول هولفينجر إن الكحول يتسبب في استرخاء العضلات القريبة من مجرى الهواء، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالشخير، ومن الأفضل التوقف عن الشرب قبل النوم بساعاتٍ قليلةٍ على الأقل.

اضبط وضعية نومك: يقول شوارتز: عندما تنام على ظهرك، قد تتدلى الأنسجة في مجرى الهواء العلوي لديك وتكون «لديك فرصة أكبر بكثير للشخير». وإذا كان الشخير يعرقل حياتك، فحاول النوم على جانبك أو استخدام بضع وسائد لرفع رأسك، وقد يحدِث هذا فرقًا، وإذا لم يساعدك ذلك، على حد قوله، فاستشر الطبيب.

النوم

ماذا عن مساعدات الشخير؟

تنوِّه الكاتبة إلى أن الصيدليات عادةً ما توفر أقراص للمضغ، ووسائد للوجه، وعصابات للرأس للنوم، ووسائد مضادة للشخير وأشرطة للذقن، ويقول سميث: «معظم هذه الأشياء تعد حلًّا مؤقتًا إلى حدٍّ ما». ويضيف أن بعض المنتجات قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من الشخير الخفيف، ولكن من الأفضل أن تزور طبيبًا بدلًا من احتمال إهدار المال على أشياء لا تجدي نفعًا؛ وفيما يلي بعض العلاجات التي يوصي بها الأطباء.

شرائط أو موسعات الأنف: تعد هذه إحدى المنتجات التي يحتمل أن تكون مفيدة والتي يمكنك العثور عليها في الصيدلية، ويمكنك وضع الشرائط، مثل شرائط (Breathe Right أو تنفس بطريقةٍ صحيحةٍ)، على الجزء الخارجي من أنفك وقت النوم، والفكرة هي أنها تساعد في فتح ممرات الأنف، ومن ثم تقليل الشخير. ووجدت إحدى الدراسات القديمة لهذه العلامة التجارية أن الموسعات تقلل بفاعليةٍ من شدة الشخير لدى غالبية الناس، خاصةً إذا لم يكن الشخص المصاب بالشخير يعاني من حالة مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي الذي يؤثر في تنفسه أثناء النوم.

ويفضل شوارتز منتجًا آخر يُشترى دون وصفة طبية يسمى (Mute)، والذي يعمل على نحو مختلف، ويقول عنه «إنه حقًا صغير، ويذهب إلى فتحة الأنف ويفتحها» بحيث لا يكون تدفق الهواء لدى الشخص محدودًا.

قطعة تنفس للفم أو واقي فم صُنع لك خصيصًا: إن هذه الأجهزة تسحب الفك واللسان للأمام قليلًا، مما يفتح مجرى الهواء العلوي. يقول شوارتز إنه يمكنك شراء النسخ الموجودة بالفعل عبر الإنترنت، ولكن هذه «تميل إلى الارتباط ارتباطًا أكبر بحركة الأسنان وآلام الفك»، وغالبًا ما تكون غير مريحة أو غير مناسبة. «إن هذه الأجهزة يجب أن تُصنع خصيصًا لفمك» على يد طبيب أسنان.

الجراحة: هناك بعض إجراءات العيادات الخارجية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الشخير؛ على سبيل المثال، تتضمن عملية رأب اللهاة بالليزر، أو (LAUP)، تقصير الأنسجة الرخوة المتدلية في مؤخرة الحلق، مع إجراء جروح صغيرة في الحنك الرخو، والتي تتيبس لاحقًا، ويوجد خيار آخر، وهو إجراء جراحة الشخير، باستخدام موجات الراديو لتقليص الأنسجة الرخوة التي تهتز أثناء الشخير.

وتختم الكاتبة بقول سميث إن الجراحة بوجهٍ عام “تُعد الملاذ الأخير، لأنها مؤلمة”. وهناك عيبٌ آخر: التأمين لا يغطيها دائمًا.

إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *