ثقافة

بالصور.. المسجد الجامع في لشبونة أول وأكبر مسجد حديث في البرتغال

أخبار إسبانيا بالعربي – وصل الإسلام إلى البرتغال على يد موسى بن نصير، ثم أكمل ابنه عبد العزيز من بعده، وبنهاية القرن الهجري الأول كانت البرتغال بأكملها تقريبًا خاضعة لحكم المسلمين، وهم الذين أطلقوا عليها اسم (البرتغال).

بعد سقوط الدولة الأموية بالأندلس انقسم الإقليم الغربي (البرتغال الحالية) إلى عدة إمارات، وانتهزت إمارة (أبورتو) ضعف هذه الإمارات فاستولت على بعض المدن المجاورة لها، وعندما استولى المرابطون على الأندلس وضعوا حداً لتوسع لتوسع إمارة (أبورتو) واستقرت الحدود لمدة قرن ونصف.

FB IMG 1651345709074
مدخل المسجد الجامع في لشبونة

وعندما خلف الموحدين المرابطين ظلت البرتغال في وضعها السابق، وضعفت الأندلس بعد الموحدين فأخدت البرتغال في التوسع مرة ثانية منتهزة ضعف الإمارات الإسلامية بالأندلس، وهكذا استولوا على غربي الأندلس بعد حكم إسلامي دام أكثر من خمسة قرون، واضطر المسلمين للهجرة وبقي المستضعفون، وفي سنة (947 هـ – 1540 م) ثم طرد من بقي من المسلمين عقب زواج ملك البرتغال من أخت ملكة إسبانيا.

وقد اشتهر بعض العلماء خلال فترة وجود المسلمين في البرتغال، ومنهم الإدريسي الذي ذكر أثناء حديثه عن مدينة (شِلْب) أن سكانها والقرى من حولها كانوا يتحدثون اللغة العربية. وقد نبغ من العرب المسلمين الذين سكنوا البرتغال عددٌ كبيرٌ في مختلف العلوم والآداب ومن أشهرهم: ابن بسّام الشنتويني المتوفي عام 1147، وأبو الوليد الباجي، وابن عمار الشاعر، وأبو القاسم أحمد بن قيسي، ومنهم كذلك المؤرخ المعروف أبو بكر بن محمد بن إدريس الفارابي صاحب كتاب (الدرّة المكنونة في أخبار لشبونة).

FB IMG 1651345714253
قاعة الصلاة في المسجد الجامع في لشبونة

وكانت لشبونة ومدينة (شلب) في الجزء الجنوبي من البرتغال من أبرز المدن التي ازدهرت في عهد المسلمين آنذاك. وقد ذكر بعض المؤرخين أن جميع سكان مدن وقرى البرتغال من غير المسلمين كانوا يتحدثون اللغة العربية.

وقد بدأ المسلمون في العودة من جديد خلال القرن العشرين على شكل هجراتٍ قادمةٍ من بلاد كان بعضها مستعمرًا من قِبل البرتغال مثل موزمبيق وغينيا بيساو في إفريقيا، ومن ماكاو وجزر (جوا) في الهند، ومن تيمور في إندونيسيا، ومن بعض البلدان العربية أيضًا مثل مصر والمغرب والجزائر وغيرها، وكلهم جاءوها لأغراض العمل أو الدراسة.

FB IMG 1651345732849

كانت البداية الحقيقية لإنشاء أول مسجد حديث في لشبونة في عام 1966، عندما ذهب 10 من سكان لشبونة، خمسة منهم مسلمون وخمسة غير مسلمين، ليقابلوا رئيس بلدية المدينة ومطالبته بالسماح للمسلمين بإنشاء مسجد للصلاة. لكن البلدية في تلك السنة رفضت. ثم وصل في عام 1968، عدد من الطلاب المسلمين من المستعمرات البرتغالية السابقة وتحديدًا الموزامبيق للدراسة في لشبونة. ولم يكن هناك مكان ليقيموا فيه الصلاة. وهكذا بدأوا في إنشاء لجنة للمطالبة بوجود مسجد.

وفي السبعينيات من القرن العشرين تحديدًا سنة 1975 ،ازداد عدد المهاجرين من المستعمرات السابقة الذين قدموا إلى لشبونة ليسكنوا فيها من دول مثل أنغولا والموزمبيق وغينيا بيساو وهناك عناصر مسلمة تعود جذورها إلى أصول هندية باكستانية. لذلك في عام 1977، قام رئيس البلدية آن ذاك في اجتماع للمجلس البلدي باقتراح إعطاء أرض للجالية المسلمة كي يبنوا مسجدًا عليها. وافق المجلس وأعطيت قطعة الأرض التي بني عليها المركز الإسلامي الثقافي.

FB IMG 1651345721237

وفي عام 1979، تم وضع حجر الأساس للمسجد. وبعد ست سنوات، في عام 1986، تم افتتاح المسجد والمركز الإسلامي. وللحصول على تمويل لبناء المركز قامت لجنة الأمناء بالاتصال بحكومات عدة دول إسلامية مثل المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وعمان وليبيا ومصر وباكستان وإيران. تجاوبت هذه الدول مع طلب اللجنة وتم جمع تبرعات منهم بالإضافة إلى تبرعات جمعت من المسلمين في البرتغال لإنهاء المرحلة الأولى من البناء. بدأ جمع التبرعات عام 1978م.

وفي عام 1981م، تم تغيير اسم الشارع الذي أقيم فيه المركز إلى «روا ديل موسكيتا» أو شارع المسجد. ومسجد لشبونة المركزي هو أول مسجد للمسلمين في البرتغال.

يتكون المسجد من أربعة طوابق ويحتل مساحة 2760 متر مربع.

والمسجد مميز من حيث العمارة والنقوش الموجودة فيه، ويعتبر علمًا من معالم عاصمة البرتغال. وهو من تصميم وتخطيط المهندسين المعماريين البرتغالييين “أنطونيو ماريا براغا” و “جواو باولو كونسيساو”، بمشورة من قبل مهندسين معمارين من الدول الإسلامية.

ويقدم المركز عدة أنشطة اجتماعية وتعليمية. ويحتوي على مدرسة تعليم العربية للكبار، ومدرسة للمسلمين الجدد، ومدرسة لتعليم النساء. ويضم المركز أيضًا مدرسة تحفيظ القرآن الكريم لمختلف الأعمار.

ويوجد في المركز مكان لغسل الميت وتحضيره للجنازة، وبعد الصلاة على الميت يتم نقله إلى المقبرة الإسلامية التابعة للمركز، وأرض المقبرة تبرعت بها الحكومة البرتغالية كمساهمة ودعم للجالية المسلمة.

المصدر: ويكيبيديا / الأزهر/ إسبانيا بالعربي.

أخبار جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *