غرناطة | الموسوعة
غرناطة (بالإسبانية: Granada) هي عاصمة مقاطعة غرناطة، التابعة لإقليم الأندلس. تقع غرناطة في جنوب إسبانيا عند سفح جبال سييرا نيفادا (جبل الثلج) عند التقاء أربعة أنهار، دارو وشنيل وموناتشيل وبييرو. تُنسب إلى دائرة فيجا دي غرانادا، وتقع المدينة على ارتفاع متوسط يبلغ 738 مترًا (2421 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر.
محتوى المقال
المناخ والتضاريس
مناخها متوسطي يميل أحيانا للمناخ القاري، صيف شديد الحرارة والجفاف، وشتاء بارد ممطر، في الشتاء (من ديسمبر إلى فبراير)، تكون درجات الحرارة في غرناطة منخفضة، حيث تتراوح متوسط الحرارة النهارية بين 10 درجات مئوية و 15 درجة مئوية، وتنخفض درجات الحرارة الليلية إلى حوالي 2 درجة مئوية. قد تتساقط الأمطار بشكل معتدل خلال هذا الوقت.
في الصيف (من يونيو إلى أغسطس)، يكون الجو في غرناطة حارًا وجافًا. ترتفع درجات الحرارة النهارية إلى متوسط 35 درجة مئوية، وقد تتجاوز 40 درجة مئوية في بعض الأيام الحارة. في المساء، تنخفض درجات الحرارة إلى حوالي 20 درجة مئوية.
من الجدير بالذكر أن غرناطة تتمتع بربيع وخريف لطيفين ومعتدلين، حيث تتراوح درجات الحرارة خلال هذه الفصول بين 15 درجة مئوية و 25 درجة مئوية.
توفر غرناطة بعضًا من أعلى الجبال في أوروبا، كونها تقع على سفوح سلسلة جبال سييرا نيفادا الرئيسية. التي تتواجد بها أكثر من 20 قمة يزيد ارتفاعها عن 3000 متر فوق سطح البحر وهي مغطاة بالثلوج معظم أيام السنة. يصل أقصى ارتفاع لها في قمة مولاي الحسن (3481 م)، فيليتا (3470 م) والقصبة (3314 م).
السكان
يسكن مدينة غرناطة حوالي 233.680 ألف نسمة، ويرتفع هذا العدد إلى ما يزيد عن 490 ألف نسمة إذا ما أضيف إليه سكان الضواحي، واحتلت المرتبة 20 بين أكبر 100 مدينة في إسبانيا من حيث عدد السكان. حسب آخر إحصاء للمعهد الوطني للإحصاء INE.
تاريخ
تشير الحفريات الأثرية إلى أن تاريخ غرناطة يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، كانت غرناطة تدعى إلبيرة حتى منتصف القرن الثامن الميلادي. وقد وصلها الفتح الإسلامي عام 711 للميلاد، وكانت يومها مجرد منطقة تابعة لإدارة مدينة البيرة، الأكثر أهمية في منطقة الأراضي الخصبة في غرناطة، بين القرنين الثامن والعاشر الميلاديين، خلال المرحلة الأولى من الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية.
وفي القرن الحادي عشر، نقل بنو زيري البربري العاصمة من مدينة إلبيرة إلى مدينة غرناطة. غرناطة هو اسم مشتق من الأصل اللاتيني (granatum، “pomegranate) وتعني الرمانة. وقد سميت كذلك لجمالها، ولكثرة حدائق الرمان التي تحيط بها، وكذلك في معجم ياقوت حيث يقول إن معنى غرناطة “الرمانة” بلسان عجم الأندلس (الهسبانية) سمى البلد كذلك لحسنه. وقيل إنها سميت كذلك لأنها أنشئت على البقعة التي زرع فيها الرمان لأول مرة عند نقله من إفريقية إليها، وقيل أيضاً إنها سميت كذلك لأنها بموقعها وانقسامها على التلين تشبه بمنازلها الكثيفة الرمانة المشقوقة.
حكمها الزيريون ووسعوا بنائها وعززوا دفاعاتها في عهد زاوي بن زيري عام 1013 وجعلوها عاصمتهم، لكن المرابطين وحدوا الأندلس وهيمنوا على غرناطة عام 1090 وزادوا مساحتها ودفاعاتها.
اهتمت بها دولة الموحدين أيضا حتى سقوط حكمهم، حيث تولى بنو الأحمر حكمها وجعلوها عاصمة “مملكة غرناطة” في عهد محمد الأول بن يوسف بن نصر “الأحمر” الملقب بالغالب بالله عام 1238، الذي بدأ بناء قصر الحمراء الشهير.
سقطت غرناطة في 02 يناير 1492 عندما سلمها الملك محمد الـ12 المعروف باسم أبو عبد الله الصغير للملوك الكاثوليك بعد معارك دامت بين الطرفين من 1482 إلى 1492. شهدت -بعد عام 1499 في عهد ملكة قشتالة إيزابيل الأولى- حملة تنصير شرسة، حولت المساجد إلى كنائس، وغيرت شكل المدينة، وأزالت معالمها الإسلامية.
ساءت أحوال سكانها اقتصاديا واجتماعيا بين القرنين الـ16 والـ19 وقامت ثورات عديدة، وهجرها كثير من سكانها.
وفي أواخر القرن الـ19 انتعشت المدينة من جديد مع إقامة مصانع السكر المستخرج من البنجر (الشمندر) وربطها بشبكة السكة الحديدية، لكنها تضررت من جديد بالحرب الأهلية (1936-1939).
معالم غرناطة
يوجد بمدينة غرناطة أبرز آثار العهد الإسلامي، وهو قصر الحمراء الذي بني في عهد محمد الأول بن يوسف بن نصر “الأحمر” الملقب بالغالب بالله في 1238، ويحتل القصر المرتبة الأولى في المعالم السياحية بإسبانيا من حيث عدد الزيارات من الداخل والخارج، واندرج ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1984.
هي حدائق ملحقة بالقصر وهي مكان استجمام وراحة أمراء غرناطة المسلمين عندما كانوا يريدون الفرار من ملل الحياة الرسمية في القصر، وهي تقع في موقع يسمح برؤيتها من جميع أنحاء المدينة. وقد تم بناء القصر والحدائق على طراز بنو الأحمر في عهد محمد الثالث (1302-1309)، وتم إعادة تصميمها بعد فترة وجيزة من قبل أبو الوليد إسماعيل (1313-1324). وهي الآن من أكثر الأماكن جذبًا للسياح في غرناطة.
بُنيت كاتدرائية غرناطة فوق مسجد غرناطة الشهير الذي بناه بنو الأحمر وسط المدينة. وبدأت أعمال البناء فيه أثناء عصر النهضة الإسباني في أوائل القرن السادس عشر. وبعد فترة وجيزة من سقوط غرناطة بيد الملكان الكاثوليكيان (فرناندو الثاني وإيزابيلا) تم تكليف خوان جيل دي هونتانون وإنريكي إيجاس بأعمال البناء.
البيازين هو حيّ ذو أصل أندلسي ويُعد وجهة أساسية لكثير من الزوار الذين يقصدونه لمكانته التاريخية والمعمارية ولمناظره الطبيعية. وترجع المكتشفات الأثرية في المنطقة إلى العصور القديمة، وأصبح أكثرَ أهميةً مع وصول بنو زيري في عام 1013 م الذين قاموا ببناء جدران دفاعية حوله. وفي عهد بني الأحمر حدث تطوير كبير للحيّ الذي يتميز بشوارعه الضيقة والمرتبة على شكل شبكة تمتد من أعلى المدينة إلى أسفلها عند النهر.
بجانب معالمها التاريخية، تشتهر غرناطة أيضًا بمطبخها اللذيذ الذي يتضمن الطبق الشهير “التاباس” و”الباييلا” و”الشوربة الباردة” (غازباتشو)، وغيرها من الأطباق التقليدية الأندلسية.
تعد غرناطة وجهة سياحية رائعة لمحبي التاريخ والثقافة، وتجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف معالمها الجميلة والاستمتاع بأجوائها الفريدة.
أشهر مواليد غرناطة
أبو عبد الله محمد الثاني عشر (1460 – 1527) حكم مملكة غرناطة في الأندلس فترتين بين عامي (1482 – 1483) وعامي (1486 – 1492). وهو آخر ملوك الأندلس المسلمين الملقب بـ:الغالب بالله
أبو إسحاق الساحلي (1290، 1346)، شاعر ودبلوماسي ومعماري مسلم أندلسي. اشتهر بتصميمه لمسجد جينغربر خلال حُكم منسا موسى في مملكة مالي.
ابن جياب الغرناطي (673 – 749 هـ / 1274 – 1349 م)، شاعر وأديب أندلسي غرناطي أنصاري، من شيوخ لسان الدين بن الخطيب، ولد في غرناطة، وبها نشأ وترعرع، وأخذ العلم عن مجموعة من علمائها الأفاضل.
حفصة بنت الحاج الركونية (1135-1191) وتعرف أيضاً باسم حفصة الركونية الأندلسية هي شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر.
أبو سعيد فرج بن قاسم التغلبي الشاطبي يعرف عمومًا بـأبو سعيد بن لُب وابن لُب (1301 – مارس 1381) (701 – ذو الحجة 782) عالم مسلم أندلسي من أهل القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي. كان مفتي غرناطة، وخطيب الجامع الأعظم، والمدرس بالمدرسة النصرية من 1353 حتى وفاته عن 80 عامًا. له عدة شروح فقهية وأرجوزات ورسائل، مخطوطة.
هو أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي، والمعروف بأبو إسحاق الشاطبي من علماء الأندلس، وشهد له العلماء بمآثره العديدة.
جريجوريو موراليس من مواليد عام 1952 روائي وشاعر إسباني. هو مؤسس التيار الفني المعروف باسم علم الجمال الكمي estética cuántica، وهو تيار حاول أن يتناول الأدب من زوايا علمية (كفيزياء الجسيمات وميكانيكا الكم) ونفسية من منظور كارل يونغ.
ماريانا بينيدا (1804-1831): بطلة ورمز للمقاومة الليبرالية في زمن استعادة البوربون في إسبانيا. تم إعدامها بسبب مُثُلها الثورية وكفاحها من أجل الحرية.
إنريكي مورينتي (1942-2010): مغني فلامنكو وشخصية رائدة في تجديد الفلامنكو. يعتبر من أهم المطربين ورائدهم في جيله.
المصدر: الموقع الرسمي لمدينة غرناطة/ ويكيبيديا / إسبانيا بالعربي.